حقيقة مشروع المهندس محمد شحرور

 

 من خلال قراءاتي الكثيرة للمهندس محمد شحرور سواء في كتبه أو مقالاته أو حلقاته التي يظهر فيها عبر القنوات : فإنه يعمل على تحريف القرآن وتشويه الإسلام وتحليل المحرمات ، ونشر الفساد الاجتماعي والاقتصادي والتربوي، لأجل تقديم الإسلام بصورة تتناسب مع الغرب .

مشروع محمد شحرور امتداد للمشروع الليبرالي الذي بدأه محمد أركون وزيد أبو النصر كما صرح هو بذلك ، وهو إخراج القرآن وتفسيره وفق الفكر الليبرالي وعلمنة الدين .

يخدع الناس أنه يفسر القرآن الكريم بلغة عربية معاصرة ، وعلماء اللغة العربية المختصين في عصرنا الحاضر أوضحوا أن المهندس محمد شحرور جاهل في اللغة العربية وأساليبها ، فكيف نأخذ منه ونعتمد عليه في أمر يخالف فيه القرآن نفسه والأحاديث النبوية الصحيحة وعلماء اللغة الأقحاح .

 وقد ردّ عليه الأستاذ يوسف الصيداوي اللغوي القدير في كتابه " بيضة الديك" الذي ألفه رداً على كتابه "الكتاب والقرآن " يزعم فيه محمد شحرور أنه قرأ القرآن قراءة معاصرة ، يعتمد فيها على نظريات لسانية حديثة ، فيحرف النص ويلوي عنق اللغة كما يحلو لـه، فتصدى له الصيداوي مفنداً مزاعمه في اللغة، ومبيناً أنه لا يفقه فيها شيئاً، دون أن يتدخل في أي رأي ديني عرض له المؤلف، وإنما اكتفى في مقدمته بترديد مقولة عبد المطلب بن هاشم لأبرهة الحبشي عندما جاء يغزو الكعبة: [إن للبيت رباً يحميه] ، وعندما قُدم كتاب الصيداوي إلى وزير الإعلام آنذاك، انفعل، واستدعاه الوزير إلى مكتبه - وكان على ما يبدو يرى رأي صاحب القراءة المعاصرة -، فعتب على الصيداوي قائلاً: لقد حصرت نقدك للكتاب في اللغة أو لم تجد في الكتاب شيئاً سوى اللغة؟! فأجاب الأستاذ الصيداوي: ( بلى يا سيدي ، ولكني رأيت رجلاً مهندساً بنى صرحاً شامخاً على بساط من اللغة فسحبت البساط من تحته! فضحك الوزير وانفضّ المجلس. )

وهذا يعض من القليل الذي يدعو اليه المهندس محمد شحرور وسأكتفي ببعضها :

1- أحلَّ الزنا بين الرجل والمرأة بالتراضي إذا كانا غير متزوجين باسم ملك اليمين ، فأباح المساكنة بينهما ولو لم يكن بينهما عقد زواج بشروطه الشرعية ، وهذا تجده في هذا المقطع هــــنا

 

2- لا يقول بتحريم الخمرة ، وأن مجرد الأمر بالاجتناب لا يدل على التحريم.

3- وخيّـر المسلم المكلف المستطيع بين صيام رمضان أو عدم صيامه مع الفدية .

وينظر ردي على افتراءاته هـــــنا 

4- اباح المرأة ان تخرج شبه عارية ، فقط تغطي الجيوب الاربع : تحت ابطيها وبين فخذيها ، ويجوز كشف شعرها وأكتافها وفخذيها وساقيها ، بل اعتبر أن الإسلام جاء بإلغاء الحجاب الساتر للمرأة بخلاف الديانة اليهودية والمسيحية التي أوجبت الحجاب على النساء، ومن تحريفاته فيما يتعلق بلباس المرأة وحدود عورتها ، فهو يرى أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة عريانين ، ثم قيدهما بحدود ونصحهما بتعليمات ، فكان للمرأة عورة في الحياة العامة والمجتمع ، وعورة أمام المحارم .

فأمام الأجانب ( غير المحارم ) للمرأة أن تظهر كل جسدها باستثناء الجيوب ، وجيوب المرأة (حسب فهمه الماركسي الإباحي ) هو كل ما له طبقتان أو طبقتان مع خرق ، وهى ما بين الثديين وتحتهما ، وتحت الإبطين ، والفرج والأليتين ، وما عـدا ذلك فليس بعورة علمًا بأن الآية الكريمة ( يدنين عليهن من جلابيبهن )[ الأحزاب : 59 ] هي للتعليم وليست للتشريع6(63) !!

* أما أمام المحارم ، فالمرأة ليس لها عورة على الإطلاق ، فهي تجلس معهم كما خلقها الله عارية من كل شيء ، وأن الأب أو الأخ مثلاً ، إذا جلسـت ابنته أو أخته عارية أمامه في البيت ، لا يجوز له أن يقول لها : اذهبي والبسي ثيابك ، لأن هذا حرام ، بل يقول لها : هذا عيب .وكذلك الأمر مع سائر المحارم في نظره !!!

وبذلك يكون الشحرور ، قد فاق أساتذته ( ماركس ولينين وفرويد ... ) في نشر الإباحية والتخلي عن الحياء والفطرة ، مع إلباس ذلك كله لبوس الإسلام .

بل أكد أن خروج المرأة بالمايوه على الشاطئ أمر تعارفت عليه شعوب الأرض بفطرتها فلا يعتبر منكراً .

5- يلغي دور السنة النبوية في التشريع ، ويعتبر كل التشريعات والأحكام التي طبقها النبي صلى الله عليه وسلم خاصة في عصره ، ولا تصلح لتطبيقها بعد وفاته .

6- ويعتبر أن كل أمم الأرض بكل ديانتها مهما كانت عقائدهم مؤمنينن لا فرق بينهم وبين المسلمين، و كلها ناجية في القيامة وستدخل الجنة ، وأن الأحاديث التي تبين أركان الإسلام وأركان الإيمان كلها مكذوبة ، لأنها تؤدي إلى القول بأن أهل الديانات الأخرى ليسوا مسلمين لأنهم لا يقيمون هذه الأركان ولا يعتقدون ما جاء فيها من أركان الإيمان.

7- ينكر معجزة الإسراء والمعراج الذي أكرم الله بهما النبي صلى الله عليه وسلم .

8- اعتبر أن الربا الذي يترتب على إقراض البنوك لذوي الفعاليات الاقتصادية ، الصناعية والتجارية ونحوها جائز ، بشرط ألا يزيد على ضعف رأس المال في السنة الواحدة .

وأي ربا في البنوك العالمية يصل إلى ضعف رأس المال في السنة الواحدة ؟!

9- يعتبر الإسلام الذي كان معروفاً أيام النبي صلى الله عليه وسلم حسب زعمه ومنظوره الليبرالي : ليس هو الإسلام الذي تسير عليه الأمة الإسلامية عبر عصورها، بل هو اسلام اخترعه الإمام الشافعي ومن بعده من العلماء في العصر العباسي . 

10- يتلاعب بمفهوم القرآن والكتاب ، والهدف من ذلك أن يجعل جميع التشريعات والأحكام التي جاءت في القرآن الكريم هي للتاريخ فقط ، ومثلها مثل قصص الأنبياء ، وهي غير ملزمة للمسلمين في تطبيقها سواء كانت أحكام المعاملات او الأحوال الشخصية والعقوبات والحدود : مثل أحكام الزواج او الطلاق او الإرث والوصية والبيوع وعلاقة الدولة الاسلامية بغيرها ، فكلها قضايا تاريخية لا تصلح للتطبيق ، بل ليست مطلوبة للتطبيق أصلاً ، وبهذا يضرب بعرض الحائط جميع أحكام الشريعة الإسلامية في جميع مجالاتها . 

11- ولعلنا في هذا اللقاء مع المهندس محمد شحرور على حقيقة مشروعه الفكري الذي يغطيه بمسى الإصلاح الديني وتجديد الخطاب الإسلامي وهو : أن يكون الإنسان هو مركز الكون ومحوره: فيعتمد اعتماداً كلياً على عقله، فلا يهيمن عليه أحد سواء كان رباً أو شريعة أو رسولاً ، والدعوة إلى قطع صلة هذا الإنسان بالله تعالى فيما يتعلق بالحلال والحرام ، والعمل على إلغاء هذه المفاهيم من حياة المسلمين ، ليصبح بدلا عنها : ( الحق ولا الحق، والحرية وعدم الحرية ، ومركزية الإنسان، فلا يصبح للدين أي سلطة عليه، بل يتحرر من كل ذلك) ، وهذا ما قاله الدكتور أحمد برقاوي في الندوة التي عقدها محمد شحرور في دبي، وهذا نجده في مقطع الفيديو في الدقيقة ( 50 ) ، وكيف أقره المهندس محمد شحرور في الدقيقة (58 ) وأكد محمد شحرور أن الوصول إلى هذه المرحلة وهي: ( إلغاء الحلال والحرام والقطيعة مع الله تعالى "ويعبر عنه باللاهوت " وكذلك القطيعة مع الدين ) والتي يدعو إليها الدكتور أحمد برقاوي لابد أن تسبقها مرحلة الإصلاح الديني ، ولابد من القطيعة مع جميع كتب التراث الإسلامي، وتغيير الثقافة الإسلامية لأنها مأخودة من كتب التراث الإسلامي ، وهذا هو المقطع هـــــنا:

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين