التربية بالقدوة

 

حركات التغيير في المجتمعات إذا أردناها أن تبنى على قاعدةٍ صلبةٍ فعلينا أن نبدأ بأوَّل نواةٍ في تشكيل المجتمع ألا وهي الأسرة 

وأوَّل تغيير يجب أن نسعى له هو في أدوات الإصلاح ( الوالدين )

فهما مِعول البناء وأساس من أسس التغيير لما لهما من وظيفة الإشراف المباشر على جيلٍ يُصنع وتُغرس فيه القيم والسلوكيات ...

والسؤال ؟ هل أنت ممن يغرسون هذا الغرس الربَّاني ؟ أأنت ممن جاء وصفهم في حديث نبي الرحمة ...  " لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ "  .ابن ماجه

أعرني سمعك لحظة لتكون منهم 

فطفلك يجعل منك قدوة دون أن تشعر ويتمثَّل بك في كثير من الأشياء لأنَّ أوَّل ما يفعله هو محاكاة كاملةٌ وتقليد لما تقوم به..

إذاً فأوَّل الرسائل التربوية التي تقدمها بين يديه هي عن طريقة الاقتداء وتمثُل الحال وهذا من أهم أنواع التربية ( التربية بالقدوة ) من طريقة النطق والسلوكيات العامَّة وردات الأفعال لأنَّه ينظر ويحاكي ...

وانتبه فهذا الأسلوب يأتي بمراحله العمرية الأولى .. منذ الولادة 

فكثيرٌ من الصور لا يَعرف تفسيراً لها ( إيجابية كانت أم سلبية ) كـ صراخك في وجه أمَّه .. لطفك مع الجيران .. حركات الصلاة التي تأديها ...

لكنها تبقى في لوحة الذهن مرسومةً لحين إدراك معانيها فيسترجع مقصودك من فعلها .. فيحكم عليك !

فاحرص على أن تكون قدوة حسنةً لمن تعول وطبِّق بلسان حالك ما تنطقه في مقالك لأنَّ التطبيق العملي المباشر يغنيك عن ساعات من الدروس النظرية 

وإيَّاك أن ترشد للفضائل وأنت عنها بعيد فكم من رجل يصفع ابنه على وجهه باليمنى عقوبةً على التدخين وهو يحملها باليسرى !

وكم من معلِّم للصدق بين أولاده فإذا قرع الباب طَلب منهم أن يقولوا للقارع (إنَّ أبي ليس هنا !!)

يـا أيُّها الرَّجُـلُ المُعَلـِّمُ غَيْرَهُ *** هـَلاّ لِنَفْسِـكَ كانَ ذا التعليمُ

فَابْـدَأ بنـَفسِكَ فانهَها عنْ غَيِّها *** فإذا انتهَتْ عَنهُ فَأنتَ حَكيـمُ

فهُناكَ يُقبَـلُ ما تقولُ ويُهْتـَدَى *** بالقـولِ مِنكَ وَيَنْفَعُ التـَّعليمُ

حريٌ بنا أن نتمثَّل ما نقول .. ونحب ما نفعل لنكون قدواتٍ لأبنائنا وإلا قد ينطبق علينا قول ربنَّا سبحانه : 

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (*) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

 2-3 الصف

جعلني الله وإيَّاكم مفاتيح للخير ومغاليق للشر رعاة حقيقين لمن نعول آخذين بأيديهم إلى جادة النجاة .... 

فكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته متفق عليه

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين