جيش الليل

 

هل سمعت عن جيش الليل ؟؟؟؟!!!

متقون يعلنون افتقارهم ومسكنتهم  

وكم انزاحت بدعواتهم كربات ، ورفعت عن الأمة ابتلاءات : بكاء وانطراح على أعتاب الحق سبحانه ، وخاصة في ساعات التجلي الأعظم .

وإليك قصة هذا الجيش المبارك والذي نسأل الله تعالى أن يكون في أمتنا من أمثاله: 

كان الوزير العالم الناصح نظام الملك الطوسي (ت:485هـ) وزيراً للملك ألب أرسلان أحد ملوك السلاجقة ، ووزيراً لولده من بعده الملك أبي الفتح ،

فوشى به الوشاةُ إلى أبي الفتح «الملك» وأوغروا صدره عليه، فلما دخل عليه الوزير نظام الملك قال له الملك أبو الفتح: يا أبت، بلغني أنك تُخرج من بيوت الأموال كلَّ سنة ست مئة ألف دينار إلى مَنْ لا ينفعنا، ولا يغني عنا. فبكى نظامُ الملك وقال:

يا بُني، أنا شيخٌ أعجمي لو نُوديَ عليَّ فيمن يزيد لم أحفظْ (أي لم أساوِ) خمسة دنانير.

وأنتَ غلامٌ تركيٌّ لو نُوديَ عليك عساك تحفظ ثلاثين دينارًا، وأنت مشتغل بلذاتك، منهمك في شهواتك، وأكثر ما يصعد إلى الله تعالى معاصيك دون طاعاتك.

وجيوشُك الذين تعدهم للنوائب إذا احتشدوا كافحوا عنك بسيفٍ طوله ذراعان، وقوس لا ينتهي مدى مرماه ثلاث مئة ذراع، وهم مع ذلك مستغرقون في المعاصي والخمور، والملاهي والمزمار والطنبور.

وأنا أقمتُ لك جيشاً يسمى (جيش الليل)، إذا نامتْ جيوشُك ليلاً قامتْ جيوشُ الليل على أقدامهم صفوفاً بين يدي ربهم، فأرسلوا دموعهم، وأطلقوا بالدعاء ألسنتهم، ومدوا إلى الله أكفهم بالدعاء لك ولجيوشك، فأنت وجيوشُك في خفارتهم تعيشون، وبدعائهم تبيتون، وببركاتهم تمطرون وترزقون، تمرق سهامهم إلى السماء السابعة بالدعاء والتضرع.

فبكى أبو الفتح الملك بكاء شديدًا ثم قال: شاباش يا أبتِ شاباش، أكثرْ لي من هذا الجيش».

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين