هل سمعت بكذبة القرن الواحد والعشرين

 

آخر صيحات المهندس محمد شحرور

 

قال لي : هل سمعت بكذبة نيسان ؟؟ ؟!!!!

قلت له : هناك ما هو أكذب !!!!

قال لي : هل سمعت أن فأرة بنت جبلاً غطت به السماء والأفق ؟؟!! 

قلت له : هناك ما هو أكذب !!!!!

قال لي : هل سمعت أن العنكبوت بنت بيتاً غطت فيه نور الشمس فأصبح الكون في ظلام ؟؟!! 

قلت له : هناك ما هو أكذب !!!!

فقال لي : لقد حيرتني فأرجوك عرفني ما أكذب من كل هذا !!!!!

قلت له : إنها كذبة القرن الواحد والعشرين التي أطلقها المهندس محمد شحرور ففاق بها كل الكذابين في الأولين والآخرين !!!

قال لي : بالله عليك لقد شوقتني أكثر وأكثر لمعرفة ذلك فهلا أخبرتني بذلك كي أثبت لهؤلاء الإعلاميين الذي يستضيفونه أن ما يعرضه لهم إنما هو هراء في هراء، ولكي أبرهن لبعض المثقفين المعجبين بهرطقاته أنها هباء في هباء لا يقبلها عقل ولا يصدقها منطق !!!

فقلت له : تعال معي فاسمع آخر ما أطلقه المهندس محمد شحرور في آخر اللقاءات معه في باريس حيث قال :

( لقد حدث أمرٌ  مهمٌ أثناء القرن الثاني والثالث الهجري عندما استقر الحكم للعباسيين ، وأصبح لهم دولة قوية جداً فالشخصية التي كانت مرجعاً لها فقط هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، اطلعوا على الثقافات الأخرى منها الثقافة المسيحية ، فوجدوا ان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام ، والإنجيل يقوم على : قال الرب وقال يسوع ، فقال العلماء في العصر العباسي عند ذلك : لماذا فقط هذا للمسيحيين ؟؟ لماذا لا نكون مثلهم ونبينا أفضل الأنبياء ؟؟ !! 

فصاروا يقولون :  قال رسول الله ، وقال الله بأحاديث قدسية ، وصنعوا أحاديث جديدة منها حديث " بني الإسلام على خمس" ، وخلقوا ديناً جديداً لا علاقة له بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فصار محمد هو مركز الدين الإسلامي وليس القرآن ، وقد جئت أنا في هذا العصر ومهمتي هي نقل الناس من مركز اتباعهم لمحمد إلى مركز اتباع القرآن ) .

#الرد_على_هذه_الدعاوى_الباطلة :

أعلم أنها مزاعم باطلة لا تستحق الرد ، وقد يقول البعض أنك تشغل نفسك بأمور هي أقل أن يلتف لها وقد تكون سبباً في نشرها ، ولكن الذي دفعني إلى الرد عليها أنني رأيت الإعلام  يركز على هذه الشخصية وهناك من المثقفين من ينخدع بهذه الأطروحات فكان لازماً بيان زيفها .

1- إذا تأملت هذا الكلام الصادر من المهندس شحرور فيتجد أوله يناقض آخره حيث يقول في بداية كلامه : "الشخصية التي كانت مرجعاً لهم فقط هو الرسول صلى الله عليه وسلم " .

ثم يقول في آخر كلامه : " لماذا لا نكون مثل المسيحيين فنبينا أفضل الأنبياء ؟؟ !! فصاروا يقولون :  قال رسول الله ، وقال الله بأحاديث قدسية فصار محمد هو مركز الدين الإسلامي "

يدعي محمد شحرور أن الشخصية الوحيدة التي كان يرجع اليها العلماء في بداية العصر العباسي هي شخصية محمد صلى الله عليه وسلم فما الحاجة لأن يأخذوا هذا من الثقافة المسيحية ويقرؤوا الإنجيل ؟؟!! طالما أنهم بطبيعة الحال منذ البداية جعلوا محمداً هو المرجع الوحيد والمركز لهذا الدين .

2- لم يقل عالم من علماء الأمة في السابق واللاحق وفي كل العصور أن مركزية الدين الإسلامي هي للنبي صلى الله عليه وسلم،  ولو رجعت لكتب التشريع الإسلامي وأصول الفقه كلها لوجدت ان المصدر الأول للتشريع هو القرآن الكريم والثاني هو السنة النبوية انطلاقاً من قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ).

3- لم يخترع العلماء في العصر العباسي ديناً جديداً يخالف الدين الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم حتى يأتي مثل الشحرور في القرن الواحد والعشرين ليكشف الدين الحقيقي من خلال قراءة محرفة للقرآن الكريم وتشويهٍ لتعاليمه وتغييرٍ لأحكامه بما يتناسب مع الأفكار الحداثية العلمانية ، ويمهد لهيمنة الفكر المادي الغربي المنقطع عن وحي السماء على العقل العربي المسلم الذي يقتبس من هدايات القرآن الكريم وأنوار الوحي الذي شرف الله به أمة الإسلام.

4- كتابة الأحاديث النبوية بدأت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبإذنه وبأمره ، وتدوينها بشكل رسمي وبإشراف الدولة المسلمة كان في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله .

وبعد ذلك قام العلماء والمحدثون بوضع آليات لتوثيق الأحاديث النبوية والتدقيق بها بمنهجية علمية تعتبر مفخرة من مفاخر أمة الإسلام ، ومن العلوم العظيمة التي اختصت بها هذه الأمة من بين أمم الدنيا.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين