إياك والمجاهيل

 

من بدع هذا الزمان التي تخالف منهج السلف الصالح الأخذ عن المجهولين؛ واعتراض من لا علم له على أهل العلم، وإبطال قول عالم بعالم مثله،  فلم يكن السلف الصالح يأخذ عن مجهول ولا عن غير ثقة ولا عن ملثم ولا عمن لم يشهد له أهل العلم بالعلم، وكل طالب علم يعلم أن رواية المجهول ضعيفة.

قال أبو هريرة: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه". أخرجه ابن عبد البر في التمهيد. وروي أيضا عن أنس بن مالك وعن محمد بن سيرين وعن ابن المبارك .

وذكر ابن عبد البر عن ابن عون قال: "لا تأخذوا العلم إلا من شهد له بالطلب".

ويذكر إبراهيم النخعي قال: "كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى هديه وسمته وصلاته ثم أخذوا عنه".

لقد غدت وسائل التعلم اليوم غيرمضبوطة ولعبت الدعاية الإعلامية دورا في توجيه عامة المسلمين نحو تيار يخدم السياسة العالمية ينجرف نحوه الناس لأخذ ثقافتهم الشرعية فتشوشت العقول والعقيدة، وضاع معنى القدوة والتعلم، وضاع معها شبابنا وأبناؤنا.

فلا ينبغي لشبابنا أن ينجرفوا وراء خطابات مسجلة تدغدغ عواطفهم وتغلق عقولهم، تجرفهم نحو الانحراف الفكري وتشحن نفوسهم بالحقد على المسلمين وتكفيرهم وتبديعهم باسم اتباع السلف، خطابات لأبي فلان وعلان جاؤوا من وراء الشمس يستخدمون أبناءنا لقتلنا بقواعد وأصول وضعوها هم وحاكموا الأمة عليها، وكل من يخالفهم فهو خائن عميل.

لا يجوز لشبابنا أن يتركوا علماء بلدهم وخاصة ممن وقفوا مع الحق ونصروه ثم يتبعون الألقاب الملثمة والأصوات التي لا نعرف أشخاصها، وإلا وقعوا في الفتنة وضلوا الطريق.

تضم بلاد الشام هيئات علمية شرعية فيها أهل علم وفضل وصلاح يعرفون واقع بلادنا وما يداويها معروفون بحرصهم وغيرتهم على الإسلام وحكمه كالمجلس الإسلامي ورابطة العلماء السوريين ورابطة علماء الشام وغيرهم يصدرون بياناتهم وفتاويهم،  ويقيمون دورات شرعية.

 التفوا حولهم وارجعوا إليهم وكفاكم ضياعا في المجاهيل.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين