التفكير النقدي

 

 لعلّ أحوج ما تحتاجه مناهجنا التّربويّة ثورة ينبغي أن يتأهّل لحمل رايتها أوّلاً ويتجهّز لثقل مسؤوليّتها الأهل والمربّين المعلّمين، وموازاةً مع التّربية العقائديّة المتوازنة والأخلاق الحميدة بترجمتها السّلوكيّة الرّاقية، وذلك على كافّة مستويات التّربية والتّعليم ومراحل بناء الشّخصيّة، بدءاً بالعائلة مروراً بالمدرسة وصولاً إلى المعهد والكلّيّة والجامعة...هي عمليّة بناء التّفكير النّقدي عند الإنسان منذ نعومة أظافره عندما يبدأ عقله الباطني بالتّكوين بالمشاهدة والقدوة ابتداءً، ثمّ بتدرّجاً عبر مراحل نموّ المنطق والتّحليل والرّبط والإستنتاج لاحقاً، وعبر قراءات منتقاة ودراسات هادفة ونقاشات واعية لمسائل وإشكاليّات واقعيّة..

 

تلك ينبغي أن تتحوّل مادّة ملزمة في المدارس والجامعات وغيرها من دور البناء العلمي والتّربوي في مراحلها المختلفة، لا يرتقي الطّالب من مرحلة لأخرى ما لم ينجح فيها، بغضّ النّظر عن مدى نجاحه أو حتّى تميّزه في الموادّ الأخرى....

 

وأخصّ بالذّكر هنا المعاهد والكلّيّات الشّرعيّة قبل غيرها، لجعلها مادّة ملزمة لا يتخرّج الطّالب منها مهما بلغ مجموعه في الموادّ الأخرى ما لم يحصل فيها على درجة امتياز، نعم، تفوّق وامتياز عبر اختبارات صعبة ودقيقة..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين