خطاب الباجي قايد السبسي ودعوته إلى المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى

 

إن ما جاء في خطاب رئيس الدولة السيد الباجي قايد السبسي بمناسبة عيد المرأة من دعوة إلى المساواة في الإرث بين الرجل و المرأة و سماح بزواج المسلمة من غير المسلم أمر خطير للغاية لا يجوز السكوت عنه و لا الصمت ازاءه و واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستوجب مني ما يلي                               1/تذكيره بان  الشعب التونسي برجاله ونسائه في غالبيته العظمى مسلم حتى وإن عصى أو ترك بعض الشعائر.

 2/ أن قضية الميراث و زواج المسلمة من غير المسلم مسالتان محسومتان بالنص القرآني القطعي الورود والدلالة فقد قال تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين)الآية 10 من سورة النساء . فالله هو الذي يوصي وليس أحدا غيره وختمها بقوله ((أن الله كان عليما حكيما ))فلست يا رئيس الدولة بأعلم و لا أحكم من الله تعالي إلا أن تقول ما قال فرعون: ((ما اريكم إلا ما أرى وما اهديكم إلا سبيل الرشاد))وقد قال تعالى في زواج المسلمة من الكافر موجبا التفريق بينهما خاصة بعد صلح الحديبية وحين قام المجتمع الإسلامي في دولة المدينة : ((فلا  ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم و لا هم يحلون لهن)) و ختمها بقوله ((ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) فهذا حكم الله وليس حكمك وهو العليم الحكيم ولست انت العليم الحكيم.

   3/ان هذه النصوص ليست موضوع اجتهاد لانها قطعية في ورودها ودلالتها وأجمعت الأمة على وجوب الالتزام بها وهي شرع الله الواجب أتباعه ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .    

     4/ انك رئيس دولة مسلمة ينص دستورها الذي هو أعلى مرجعية قانونية فيها على أن الإسلام دينها وقد أقسمت على المصحف على وجوب التزام الدستور وحماية الدولة فإما أن تلتزم و تبر بيمينك أو أنك تعد مخالفا للدستور متجاوزا لعلويته وعندها نطالب بسحب الثقة منك إذ لم تعد مؤهلا لرئاسة الدولة.

       5/اذا كنت تعتقد أنك تبني زعامة أو تأتي بما لم يأت به الأوائل فأنت مخطىء فقد حاول من قبل سلفك بورقيبة ولم ينجح وأين أنت من بورقيبة وزعامته وشعبيته وقوته ودهائه اضافة إلى كبر سنك الذي يتطلب منك توبة إلى الله تعالى وابتعادا عن كل ما يغضبه       6/ أن  ما تدعو إليه يمثل استفزازا لمشاعر الشعب المسلم ومحرضا على الفتنة وذريعة لافة التطرف والغلو الذي نقاومه ونعاني من أضراره .

7/ أنني و كثيرون أمثالي سنعارض  وسنبقى معارضين لهذه الدعوات المبطلة الباطلة المعادية لأحكام ديننا وشريعة ربنا وسنتصدى لها بكل الوسائل السلمية والقانونية وسندعو إلى الاحتجاج والتظاهر السلميين حتى تنتهي هذه البدعة والضلالة أو نبرأ  إلى إلى الله من السكوت عنها فكن حكيما وثب الى رشدك وحكم عقلك.

       8/ أن المسألة لا تهم حزبا سياسيا ولا جهة و لا طائفة وإنما هي قضية دين وعقيدة وشريعة ؛ لذلك فإنني اهيب بكل من يريد الخير لهذه البلاد سواء من الصادقين من نواب الشعب أو من منظمات المجتمع المدني أو عامة الشعب أن يكونوا حماة لدينهم ووطنهم حريصين على درء الفتنة وإن انت مضيت في دعوتك هذه فبيننا وبينك القضاء الذي نأمل في عدالة حكمه والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين