من المسؤول عن نصرة دين الله؟

محمد نافع الشامية


توارت عليَّ ـ إذ أمسكت القلم لأكتب هذا الموضوع ـ خواطر متعددة كادت تئد همتي وتذهب بنشاطي ، ذلك لأني مضطر أن أواجه فيه القادة والسادة بأمور لا تعدو تسميتها بالتقصير مهما تلطفتُ بصوغ قوالبها اللفظية ، لولا أني ذكرت جواب سيدنا جميعاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل من القوم ، إذ قال له أمام جمع من الناس : اتق الله يا عمر! فهمَّ أحد الحاضرين بزجره قائلاً : كيف تقول هذا لأمير المؤمنين؟ فما كان من شيخ العدل إلا أن قال : دعه فليقلها ، فنِعْمَ ما قال ، ثم زاد : لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نقبلها.


نعم ذكرت هذا الجواب الحيَّ فهزمت ذكراه كل تلك الخواطر الشيطانية ، بل ذهبت بكل نفسي التي أعيش بها في عصر وبين قوم ما عرفوا من الحياة إلا متاعها، وما قنعوا بغير المسايرة والمجاملة طريقاً لهذه الحياة ، وأتتني بنفس من نفوس أولئك الذين خلعوا المطامع وطلقوا الدنيا ، فهان عليهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويدعوا إلى الله كل من حَادَ عن سبيل الحق ، غير متخاذلين ولا متراجعين أمام من يتمتعون به من سلطة وقوة ، لأنهم يأمرون وينهون ويدعون ومن ورائهم قوة الله التي تضعف أمامها كل قوة.


وزادني نشاطاً وإقداماً على هذا الموضوع ثقتي بقادة المسلمين وولاة الأمر فيهم بكل مكان أنهم أعقل من أن تأخذهم العزة بالإثم إذا قيل لهم :[ اتَّقُوا اللهَ] {البقرة:278} .  وإذا وجد فيهم ـ أرجو أن لا يوجد ـ من تخونني ثقتي به فحسبه جهنم وساءت مصيراً .
وها أناذا أسير فيه قويَّ الرجاء بآية :[وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ] {الذاريات:55} .


ومن المعلوم أن الناس بين تابع ومتبوع ، والكل مسئولون لعموم التكليف ، غير أن مسئولية المتبوع أكبر من مسئولية التابع ، وهذا حكم لا يسع العقل غير التسليم به ، وقد أيده الدين حيث قرر أن الله تعالى سيؤتي المتبوعين ضعفين من العذاب إن هم أساءوا كما سيؤتيهم كفلين من الثواب إن هم أحسنوا.


وإن هذه المسؤولية متصاعدة بين الناس من أدناهم إلى أعلاهم ، كما صرح  بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» فهي أشبه بها في نظام الجيش حيث تتصاعد فيه المسئولية من العريف إلى القائد الأعلى الذي يسأل عن أعمال كل من دونه فيه.


من أجل ذلك وجب ـ كما طلب إلينا ديننا ـ أن نختار لمقام المسئولية الكبرى من هو أهل لحملها ، وأن لا نولي إلا من تميز عنا بالمقدرة على تحقيق ما يأخذ على عاتقه وعرف من بيننا بصلاحه لأن يكون قدوة حسنة ، لأن عليه يتوقف صلاح أمته أو فسادها ، وإلى هذا الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس كلهم ، وإذا فسدوا فسد الناس كلهم : العلماء والأمراء».


وإنما خُص هذان الفريقان دون غيرهما لأن الناس تبع لهما ، فهم يرون في الفريق الأول المعلم والمرشد والمنذر ، وفي الثاني المنفذ لأحكام الله المقيم لحدوده الذائد عن دينه ، فبين هذين الفريقين من الناس تتوزع المسئولية الكبرى ، وكان الواجب يقضي أن يكونا على وفاق وتقارب ليتسنى لهما التعاون في حمل الشعوب المسلمة على طاعة الله ولزوم أحكامه ، لكن الواقع مع الأسف خلافه إن لم يكن في جميع الممالك الإسلامية ففي معظمها ، فإننا نرى بينهما فتوراً بل تباعداً جعلهما لا يركن أحدهما للآخر ، وسببه يرجع إلى كليهما ، ولا أقول ثانيهما فقط وإن كان يتحمل معظمه لأن بيده السلطة التنفيذية وله الأمر كله . وينبغي أن يلاحظ أن اشتراكهما بالمسؤولية لا يحكم به على حالهما هذه بل ينفرد بها الفريق الثاني ، لأنه هو الذي عطل كلمة العلماء بعدم تنفيذها على نفسه وأفقدهم مكانتهم.


إن من واجب الحكومات الإسلامية أن تعنى بالدين في مدارسها أشد العناية لتخرج منها رسل إصلاح للأمة يكونون منبع الخير والصلاح ومستقى الأمر والنهي.


أما وقد رأيناها اليوم ـ إلا قليلاً منها ـ قد أهملت مدارسها الدينية أي إهمال ، وصدفت عن رجال الدين إلى غيرهم ، ممن تشبعوا بفلسفة الغربيين فاندفعوا يؤيدون مدنيتهم بعجرها وبجرها ، ويحطون من شأن المسلمين كأنهم غدوا ليسوا منهم ، والحق كذلك لأن تفرنجهم قطع معظم الصلات والوشائج بينهم وبين قومهم ، حتى أصبحوا يعظمون كل أجنبي ويحترمون كل شيء يصدر عنه ، ويتعاظمون على كل مسلم إلا أمثالهم ظناً منهم أنه سخيف عقلاً ، بال عادة ، سمج عقيدة فاسد فكرة.


ويا ليتها اكتفت بالنزوع إلى هؤلاء بل زادت عليه أن استخفت بالدين ورجاله واتخذت من أعمال بعض ضعاف العقل والعلم منهم وسيلة للطعن في جميعهم والتشنيع عليهم ورميهم بالتعصب الذميم. وتسربت هذه المفتريات إلى نفوس الناس البسطاء ، فهذى بها الصغير والكبير ، وأغرقوا في شن حرب جاهلية على علماء الدين ، وما زالوا حتى أسقطوا اعتبارهم وتركوهم لا حراك بهم ، ثم عادوا يحملونهم كل المسئولية ، فليت شعري أي عقل يجيز ذلك ، تعالوا معي أيها المنصفون أستعرض لكم بعض الأسئلة لتروا بأم أعينكم كيف يصح أن يعتبر العالم مقصراً فيها ومسئولاً عنها.


ولنأخذ مسألة الخمر ، فقد كلَّت ألسنة الخطباء في الدعوة لتركه ومثله الزنا ، ولكن ما عساها تفيد هذه الدعوة لترك الفاحشة إذا كانت الحكومات تأذن بافتتاح الحانات وبيع الخمور علناً وتسمح بفتح المواخير وحشر المومسات فيها مع الحماية لها من التعرض بأدنى سوء ، أليس الله ربي وربكم هو الذي يقول في محكم تنزيله :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {المائدة:90} . أليس هو القائل في كتابه :[وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا] {الإسراء:32} .


لنأخذ مسألة الربا أيضاً ، أفليست المحاكم النظامية هي التي تحكم به وتسمع الشهادة على ثبوته كأن واضع القانون وهو مسلم لم يمر بقوله تعالى :[ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ] {المائدة:44}  . أو كأن الله تعالى لم يخاطبنا بقوله: [وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] {البقرة:275} .


سيقولون إن الخطاب في ذلك كله عام موجه إلى كل مسلم فلينته من أراد وليحفظ على نفسه دينه :ولا يجزى الذين يعملون السيئات إلا بما كانوا يعملون.


[فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ] {الزَّلزلة:7} [وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ] {الزَّلزلة:8}  [وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى] {الأنعام:164} . ولكن فاتهم إذ يقولون هذا أن حرية الفرد بارتكاب المعاصي غير محكوم بجوازها لا شرعاً ولا عقلاً ، كما لم يحكم للراكب مع غيره في السفينة بحرية خرقها ، لأن أثر عمله متعد إلى غيره ، وما كان من هذا القبيل كانت المسئولية فيه على ماسك الزمام ، وغيره إنما يسأل عن عدم مناصرته في المقاومة فهل عرفت الحكومات الإسلامية واجبها تجاه الجهادين في خرق سفينة الدين؟ وإن كانت قد عرفته فأين هي حدود الله المقامة؟ أين أحكامه النافذة؟ أين تعهد دينه في المدارس؟ أين صرف مال المسلمين في الوجوه المشروعة؟ أمن هذه الوجوه إنعاش أفراد بإماتة ألوف؟  أين العدل في جباية هذا المال ، أمن العدل في جبايته أن يدفع مالك الأراضي الواسعة مثل ما يدفع مزارع بسيط لا يملك عشر معشاره؟ أين منع الرخص للراقصين والراقصات ، أين وأين؟


فمن يا ترى المسئول عن كل ذلك ، أليس هو الفريق الثاني؟ فما بالنا نرجع باللائمة على علماء الدين وليس لهم من الأمر غير البيان ، ولقد ملأوا به سماء المساجد وأجواز الفضاء وأوراق الأرض .


هنا أقف برهة لأسمع الدفاع ، وكأني بهم يقولون : إن الأمم المحكومة ليس لها الحرية في تطبيق النظم والقوانين ، وهي مرغمة على هذا التساهل في تنفيذها ، ومقهورة في معظم أعمالنا ومضطرة أن تلجأ لمقاومة انتشار الفساد بتنظيمه وحصره في مؤسسات رسمية ، لذلك لا مناص لها من تنظيم البغاء في دور تحت سمعها و بصرها ، ولابد من حصر الخمور في حوانيت وحانات تحت إشرافها ورقابتها . وكذلك الربا فقد أصبح ضرورة اجتماعية كل ما يسع الحكومة في سبيله أن تحكم فيه إلى حد معتدل ، وترخيص المسارح فيه نفع كبير للحكومة ، والقانون يحتم إجابة طلب المسترخصين ، فعلى المسلم أن يحجزه دينه عنه ، إلى آخر ما هنالك من المخالفات الصريحة في القوانين الوضعية لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .


تلك حجتهم وهي لا تقوى على إبطال متعلق الإيمان الذين أثبته الله الحكيم مقسماً عليه بقوله :[فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {النساء:65} . ثم إذا فرض جواز التعامل بما ذكر على كل أو بعض ما قدمنا ـ مع أنه بعيد كل البعد عن القبول ـ فبماذا يعللون ترك كثير من رجال الحكومة واجباتهم الدينية ، فها هي البلاد الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها قد ملئت دوائر حكوماتها ـ عدا اثنتين أو ثلاث ـ بالمستهترين بالدين العاصين لرب العالمين الذين عموا عن إبصار آياته وصموا عن سماع بيناته وكفروا بأنعم الله عليهم فلا لزكاة أموالهم يخرجون ولا على صلاتهم دائبون ، ويلحظ من بعضهم أنهم لفروجهم غير حافظين ، ويرى البعض الآخر في شهر صيامهم مفطرين ، لا يعرفون المسجد إلا في الحفلات والأعياد ، أما إلى مسارح اللهو والمنكر فدائماً يترددون وبالميسر يلعبون وللخمور هم يشربون ، لا يتحاشون من الكذب ولا يتورَّعون عن بيع ضميرهم بعرض من الدنيا قليل ، أحب شيء إليهم المادة وأشهى شيء لديهم الحرام ، دينهم هواهم وخصمهم ناصحهم.


إن أمثال هؤلاء في كراسي الحكومات الإسلامية تزيد نسبتهم إلى الصالحين فيها على 75% دون مبالغة ، والمنصف لا ينكر عليَّ ذلك ، فهل عذرهم أيضاً أنهم مرغمون وعلى حالهم هذه مكرهون؟ اللهم ليسوا إلا غافلين :[وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ] {الحشر:19}  . حتى أصبحوا :[وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ] {الصَّفات:13} . [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ] {السجدة:22}  . [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى] {طه:124} .
ولئن كان الدين الحنيف قد توجه باللائمة العظيمة على هؤلاء المستهترين المولَينَ أمر العباد ، وجاءت آياته صريحة بما لهم من العذاب الأليم والعقاب الشديد في الدنيا ، والآخرة فلن يغفل لوم القادة الأعلين على تولية هؤلاء وأمثالهم والرضا بحالهم لأنهم هم المسئولين الأخيرين عن جميع ما يصدر عنهم. ولو أن دوائر الحكومات الإسلامية تنظفت من الفاسقين وتطهرت من الذين لا يبالون بمعصية الله لتوجهت النفوس نحو الحكومة وتعلقت القلوب بحبها ولكانت قدوة حسنة للشعب يحذو حذوها وينظر سيرها فيقلدها ، لأن الناس كما قيل على دين ملوكهم.


والتعلل في هذه القضية بعدم وجود أكْفَاء للوظيفة من المتمسكين بالدين باطل لأنهم كثيرون ، وعلى فرض صحته فإن نفس أولئك الفسقة ينقلبون صالحين إذ يرون الحكومة تميل عنهم إلى غيرهم فهي وحدها اليوم رسول السلام إلى شعبها ولا تستطيع أن تؤدي رسالتها إلا إذا انتصرت للحق وتمسكت بأهداب الدين الذي فتح به أسلافنا ثلاثة أرباع اليابس من الأرض وبه خرج من أصغى إليه وعمل بأحكامه من الظلمات إلى النور . اقرأ إن شئت قوله تعالى :[أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا] {الأنعام:122} .


فأنتم وحدكم يا ولاة الأمور في الأمم الإسلامية المسئولون عن إحياء دين الله في أرضه وعليكم وحدكم تعلق الآمال بتوجيه المسلمين نحو دينهم توجيهاً صحيحاً يجعل منهم خلقاً آخر يأبى الذلة وينفر من الاستعباد ويطمح لاعادة مجده الغابر وعزه الدائر ، وإليكم وحدكم نطلب نحن علماء الدين أن تنصروا دين الله بالعمل لحمايته من ذوي الأهواء الفاسدة ومرضى القلوب ، ولكم بشرى النصر والنجاح ثابتة بتعهد أحكم الحاكمين في قوله [وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ(42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ(43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(44) ]. {الحج}. . وفي هذا بلاغ .
محمد نافع الشامية
مجلة الفتح 1356هـ


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين