الثورة السورية المباركة

لقد كانت الثورة السورية بحق و هي تدخل عامها الرابع من أعظم الثورات و أقواها و أعنفها ..... حيث أنها تميزت عن غيرها من الثورات بالثورة على قوى مختلفة و كبيرة , و على مفاهيم و أفكار مختلفة تبلورت و ظهرت في أفكار و عقول الناس في العصر .

فالثورة كانت في بدايتها ثورة حرية و كرمة ضد رئيس طاغية و ظالم و الذي حاول أن يصور نفسه منذ بداية حكمه بمنظر الحضاري و المغير لما كان عليه حال البلاد في ثلاثين سنة منصرمة .

حيث أنه أدخل مفاهيم جديدة إلى جسم إعلام نظامه و منها التطوير و التحديث و الشفافية و استعان بأبواق إعلامه و منظري فكره .

و كان يقدم نفسه على أنه طبيب العيون , الدارس في أحضان المدنية الأوربية و سوف يقدم لنا الجديد و المختلف عما قدمه والده و اعترف في إحدى خطاباته بخطأ سلفه , فانبهر به الكثير و أعجب و صفقوا له و روجوا له و لحكمه .

فأتت الثورة و قد أظهرت الوجه الحقيقي البشع له و الذي فاق فيه بامتياز على جميع مجرمي التاريخ و جزاري العالم .

و قد خلع أي هذا الطاغية جميع الأقنعة التي كان يلبسها و بدا وجهه الحقيقي و القبيح .

 

- و كانت هذه الثورة الكاشفة لتيار واسع في المنطقة كان يدعي المقاومة و الممانعة و كان يعزف طوال هذه الفترة على هذا الوتر .

 

فقامت هذه الثورة و كشفت حقيقة هذا التيار الذي لم يكن إلا طوق حماية بمعنى أو بآخر حول العدو الغاشم , و أنه لم يكن إلا كلب حراسة يقوم بقتل القوى و الشخصيات و الحركات التي تحاول أن تقدم أو تعمل أي شيء ,  و أظهرت حقيقة أصحاب هذا التيار الطائفية و الظالمة و الحاقدة على جموع الأمة .

 

- و كانت هذه الثورة الكاشفة لحقيقة الفكر القومي و صلاحيته

 

حيث أن الفكر القومي المهترئ و المتآكل طوال الفترة الماضية , كان هو المسيطر على مركز القرار في الأمة و كان هو صاحب الصلاحية بقيادة الأمة من قبل الغرب.

فبدا هذا الفكر في هذه الثورة عبارة عن طبقة متعفنة أكل الدهر عليها و شرب لا تصلح لشيء أبدا , إلا لضرب الناس بالسوط و جمعهم على قائد تاريخي و رمز يبايع له و لنسله طوال الحياة ....

 

و ظهر للجميع كيف تكاتف و تعاون أصحاب هذا التيار لوأد هذه الثورة و العمل ضدها , و يأبى الله إلا أن يتم نوره .

 

و كانت هذه الثورة فاضحة لحقيقة فكر ديني ظلامي طويل في الأمة , و الذي كان يحاول أن يكرس عدة مفاهيم خاطئة في ذهن الجيل ليبتعد عن السياسة و أهلها و يترك الميدان للآخرين .....

و كان أصحاب هذا الفكر طفيليين يستمدون حياتهم و قوتهم من الطواغيت , و كان يسكت و يخنق كل صوت ضدهم و كل ند يخرج في المجتمع يحسونهم خطرا عليهم...

 

و كانت هذه الثورة كاشفة لحقيقة فكر غرس في جسم الأمة من فترة ليست طويلة , فكر استئصالي ظلامي يحاول تشويه الدين و حقائقه  ,  و هدم مرتكزات الدين التي عاش عليها أجدادنا الأولون ,  و يحاول استغلال عاطفة الناس الدينية و حبهم للاسلام و بدؤوا بدس السم في الدسم ...

 

و قدموا أبشع صورة تقدم عن الاسلام و المسلمين , علاوة على تقديم خدمات جليلة للنظام و أهله .

 

و أخيرا , ما تزال عجلة الثورة تكشف المزيد و المزيد و تعلمنا الكثير و الكثير ... سائلين المولى عز و جل ألا يطيل محنة شعبنا و أن يكرمنا بالنصر القريب العاجل و أن يشفي جراح الجميع.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين