بعد انكسار خطوط دفاع إسرائيل الأولى ،بشار وحزب الله ،عليها أن تباشر الحرب ضد الشعب السوري بنفسها !!





طلاسم كثيرة فرضتها الثورة السورية على ( الدول والمجتمعات ) عجز الكثيرون عن أن يجدوا لها تفسيرا أو حلا . ومع أن الحقائق كانت تلوح أمام أعين السوريين ، الذين دفن بينهم صاحب نظرية الإشراق المعرفي ، نقية واضحة ؛ إلا أن الكثيرين من محترفي التحليل والتأويل السياسي ما زالوا في ريبهم مما تابعوا من سيرورة الأحداث والمواقف من الثورة السورية يترددون ...

يوما بعد يوم ... سيكتشف الإنسان العالمي بالدليل الحسي السر وراء إمعان الإعلام الدولي في حملاته المغرضة لتشويه الثورة السورية منذ أيامها الأولى واتهام ثوارها ، وإدانة أطفالها ونسائها وشيوخها بله مقاتليها وشبابها . وسيكتشف الإنسان العالمي في كل مكان سر انخراط مؤسسات إعلامية دولية ضخمة ، كان يومى إليها بالبنان بالتزامها بالتبشير الحداثي بقيم الحرية والكرامة وحقوق الإنسان ، سر انخراط هذه المؤسسات في عمليات ( تشبيح ) سافل ، دفاعا عن مرتكب جرائم الإبادة بأشنع أنواع الأسلحة وعلى مدى أكثر من أربعة أعوام ...

وسيكتشف الإنسان العالمي أيضا أسرار التخاذل الدولي ، ليس عن نصرة الثورة السورية فالثورة السورية لم تطلب نصرة من أحد ، وإنما عن تطبيق القانون الدولي في حماية المدنيين ، وكف يد المجرم الأثيم عن الاستغراق في ارتكاب جرائم إبادته على مدى خمسة أعوام ..

ويوما بعد يوم سيكتشف الإنسان العالمي السر الدفين وراء السماح بتضخيم دور الجماعات المتطرفة والنفخ فيها من قبل القاتل الأسدي والعراق الأمريكي – الصفوي وجعلها ذريعة لطمس شعب حر برجاله ونسائه وأطفاله وحضارته ومحوه من الوجود ..

وسيكتشف الإنسان العالمي سر التواطؤ الدولي ولو بالصمت المعبر عن الرضا عن تدخل أدوات ( عميلة ) من أكثر من سبع دول للقتال ضد إرادة الشعب السوري ، قتلة مرتزقة مدربون وموجهون ومجهزون ينحدرون من روسية وإيران وأفغانستان وباكستان وأوزبكستان والعراق ولبنان... فرق وألوية لم يشملها قرار مجلس الأمن عن ( المقاتلين الأجانب ) الذي جرّم أفرادا جذبهم أوار الحريق المستعر من هنا وهناك وأعفى فرقا وجيوشا منظمة تحتل بلاد وتبيد أهلها العزل الآمنين ..

أسرار كثيرة ستكشفها مقبلات الأيام ، وقد بدأ دم الشهادة يزهر روحا وريحانا لأقوام وزقوما وغسلين لآخرين ..

بالأمس فقط أعلنت السي ان ان الأمريكية على لسان مسئولين سياسيين وأمنيين وعسكريين أمريكيين ، منهم رئيس الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي ، أن ( الولايات المتحدة قلقة من التقدم الذي يحرزه الثوار السوريون على الأرض ) وأن أداتها لمواجهة هذا التقدم هو ( حزب الله ) بأمينه العام صاحب العمامة السوداء واللحية الكثة ، فهل هناك أصرح وأوضح واقطع من هذا الكلام ..

وبالأمس فقط أكدت الأندبندت البريطانية أن ( الدول الغربية ، يعني ما تعودنا أن نسميه العالم الحر ، قلقة أيضا من انتصارات الثورة السورية ، ومن انكسار نظام بشار الأسد يعني النظام الذي قتل نصف مليون إنسان ، يخافون عليه ويقلقون من انكساره . قلقون من انكسار القاتل الذي يزعمونه فاقدا للشرعية منذ سنين ؛ فأي طلسم عجيب هذا يستعصي على عقول العاقلين ..؟!

ما زلنا في أول الطريق لمواجهة بعض الحقيقة التي كنا نعرف منذ أول يوم انطلقت فيه ثورتنا وسمعنا تعليقا على قتل الفتى حمزة الخطيب الخوار والخنين .

الحقيقة التي تتمثل في إدراك الدور الوظيفي للنظام الطائفي الغارق في الخيانة والإثم لحماية الكيان الصهيوني . والدور الوظيفي لإيران الصفوية ليس في تمزيق الأمة الإسلامية وضرب أبنائها بعضهم ببعض ، بل في تشكيل الثقب الأسود الذي يحول أنظار الأمة عن عدوها الحقيقي ، ويستقطب وقتها وجهدها ، ويصادر تطلعات أبنائها إلى العيش الكريم لمصلحة السيادة السوداء للعدو الكريه ، وكيف تحت عنوان : الموت لإسرائيل ..

الحقيقة التي شج العالم بها منذ يومين معلق الشؤون العسكرية في الجيش الإسرائيلي ( ألون بن دافيد ) ؛ والذي قال ما لم تقله الأندبندت والسي ان ان بعد أن شعر أن السكين بالنسبة إلى إسرائيل قد وصلت إلى الودج ..

ففي مقال نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية كتب ألون بن دافيد : إن حزب الله الذي يتولى مهمة الدفاع عن إسرائيل في سورية (يعني ضد الثورة السورية ) قد مني بخسائر كبيرة ، وأكد ألون أن حرص حسن نصر الله على الظهور بمظهر الواثق من نفسه مبالغ فيه ..

وأنه أمام انكسارات بشار الأسد أيضا ، وتواصل حركة نزوح العلويين إلى الساحل ، وهجرة عائلة مخلوف التي تنتمي إليها والدة بشار من البلاد فإن الرأي السائد في إسرائيل أن قدرات ( خطوط الدفاع عن إسرائيل المتمثلة في بشار وإيران وحزب الله ) تؤول إلى الصفر ، وأن على إسرائيل أن تستعد لتدافع عن نفسها ضد الشعب السوري بنفسها. ووضح ألون وأنه وبناء على هذه المعطيات فإن قيادة الجيش الإسرائيلي استعانت بقوى الاستطلاع المخابراتية للإعداد لبنك أهداف ستقوم بقصفها مباشرة في حال خسر حلفاؤها في سورية الحرب وسقط الأسد ...

فهل بعض هذا الوضوح من وضوح ، وهل بعد هذه الحقيقة من حقيقة يمكن أن تقال ؟!

ومن جهة أخرى أكد ( إيال زيسر ) الإسرائيلي الألماني الخبير في الشؤون السورية والأكثر قربا من نتنياهو ومن بشار الأسد ، ومؤلف كتاب ( باسم الأب ) ، الذي أرخ فيه بدراسة دعائية تجميلية ترويجية للسنوات الخمس الأولى من حكم بشار الأسد ، أكد أن ( معجزة فقط يمكن أن تحول دون سقوط نظام الأسد في ظل التراجع الكبيرالذي طرأ على أداء قواته ...) وفي مقال له نشرته الأحد الماضي صحيفة ( يسرائيل هيوم ) المقربة أيضا من ( نتنياهو ) شرح ( إيال زيسر ) كيف أن استراتيجية الثوار السوريين ، واتساع رقعة الثورة من الجنوب إلى الشمال ؛ قد أنهكت قوات الأسد . وأضاف ( زيسر ) أن معنويات الطائفة العلوية قد تقلصت غلى حد كبير ، أمام رفض من تبقى من أبنائها التطوع للقتال دفاعا عن الأسد ...

وعلى هامش كل هذه الحقائق ؛ تشكلت ميليشيا فلسطينية جديدة تحت عنوان ( قوات الجليل ) بقيادة المدعو ( أبو الفداء ) لتقاتل إلى جانب بشار الأسد !! علينا أن ننتظر بضعة أشهر لنعلم أي فروع الاستخبارات الصهيونية يمولها ويمول من ورائها قتلة المجاهد ياسر عرفات المتحالفين مع وريث منفذ مجزرة تل الزعتر والكرنتينا ومشرد المقاومة الفلسطينية من لبنان ، والمتفرج على مجزرة صبرا وشاتيلا

إسرائيل ستضطر أخيرا للدفاع عن نفسها بنفسها ، وستنتهي حربكم مع الأدوات أيها السوريون الأبطال ، لتكون الحرب على المكشوف .. وليت قومي يعلمون.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين