لن تضام الشام ... وفيها فسطاط المسلمين !

لا عجب أن يتخذ علوج الروس قراراً سريعاً بمهاجمة أرض الشام بعد أن ظهرت أمارات سقوط حليفهم النصيري .

وبعد أن رأوا ثبات المجاهدين الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام جيش بشار وأعوانه من المجوس وحزب اللات.

وقد اتضحت الصورة لكل ذي عقل وفهم أن الإلحاد والظلم في كفة، والإيمان والدفاع عن الأعراض في كفة.

وهناك مرجفون ومنافقون يتربصون الدوائر ويمكرون هنا وهناك 

مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

والصورة تذكرنا بيوم الأحزاب إذ تمالأ الكفر والنفاق على أهل الإيمان حيث وصف لنا البيان الإلهي المشهد الذي يكاد يتكرر اليوم على أرض الشام فقال سبحانه :{إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً (12)} [سورة الأحزاب]

وإن اجتماع ملل الكفر والنفاق (من روس ومجوس وخوارج ومرتزقة ) على حرب أهل سوريا هو بشارة على اقتراب النصر وزوال الفتن بإذن الله.  

ومصداق ذلك قول النبي  ?  «لن يجمع الله تعالى على هذه الأمة سيفين: سيفاً منها وسيفاً من عدوها» . [رواه أبو داود وصححه الألباني ]

وقد صنف أبو داود الحديث السابق في :باب ارتفاع الفتنة في الملاحم . 

ومعنى الحديث : أن الله لا يجمع على أمة محمد محاربتين؛ محاربة بعضهم بعضاً ، ومحاربة الكفار من الخارج لهم ، بل تكون إحداهما .

يقول أحد الباحثين: منذ أن تدخلت روسيا في موضوع سوريا وأنا على يقين أن سوريا ستتحرر بإذن الله ،، روسيا لم تدخل حرباً مع المسلمين إلا وخسرتها.

والروس كما يلقبون بـ : الدب، فهم يفكرون بعقلية الدب و لا يتعلمون الدروس من خسائرهم وهزائمهم في أفغانستان فقد مزقهم الله شر ممزق بعد حرب دامت عشر سنوات ذاقوا الويلات على أيدي المجاهدين وخرجوا أذلة صاغرين .

وفي أرض الشام لن يجدوا إلا الهزيمة بإذن الله.

فإن الشام مباركة بأرضها وأهلها فهي أرض وطئها الأنبياء وعاش فيها صحابة النبي الأطهار، وقد قال ابن عساكر : دخلت دمشق عشرة آلاف عين رأت رسول الله ? .

 وفي أرض الشام ترابط الطائفة المجاهدة المنصورة التي أخبر عنها نبينا محمد ? :" لا تَزالُ طائفةٌ من أمَّتي منصورينَ لا يضرُّهم من خذلَهُم حتَّى تقومَ السَّاعةُ".

وهي فسطاط المسلمين يوم الملاحم والحروب .

قال صلى الله عليه وسلم:"فُسطاطُ المسلِمينَ يومُ الْمَلْحمَةِالكُبرَى بأرضٍ يُقالُ لها : الغُوطَةُ ، فيها مَدينةٌ يُقالُ لها دِمشقُ ، خيرُ منازلِ المسلِمينَ يَومَئِذٍ".صححه الألباني.

وما هذه المحن والحروب التي شنها أعداء الإسلام إلا مقدمة لفتح مبين سوف يعز الله به عباده المستضعفين وما ذلك على الله بعزيز.

 فما على المجاهدين إلا الصبر ونبذ الفرقة وتوحيد الصفوف والاستعانة بالله ، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

وأنتم أيها المسلمون في الأصقاع كونوا على قدر المسؤولية وانصروا أهل الشام ، وكونوا لهم عونواً وسنداً وإخواناً .

وتذكروا قول النبي ? :( إذا فسَد أهلُ الشَّامِ فلا خيرَ فيكم)[صححه الألباني].

فالفساد إذا عم في الشام يعم ذلك في سائر المدن.

اللهم انصر المسلمين في الشام واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم 

واهزم الروس وبشار والمجوس .

-----------------

عضو رابطة العلماء السوريين / فرع الكويت

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين