رد الشيخ عبد الملك السعدي على الفيزيائي علي الكيالي في تفريقه بين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تصويب وتصحيح للأستاذ علي الكيالي الموقر

 

أولاً : قال:  ليس في القرآن ألفاظ مترادفة إطلاقاً .

 

       هذا الكلام ينبغي أن لا يقال على إطلاقه ، فالعلماء الأثبات بحثوا هذا الأمر وكان منهم مَن يثبت ومنهم من ينفي .

 

       والحق الذي ينبغي أن يُعوَّل عليه في هذا الأمر ، أن الألفاظ المترادفة في القرآن الكريم ترتبط بدلالة معنى جذري يربطها جمعياً ، ثم تختلف في الدلالات بحسب السياق الذي تحل فيه الكلمة مع احتفاظها بالمعنى الأساسي الذي يجمعها مع الكلمة الأخرى .

 

مثال ذلك :

 

       الأفعال : أَبَقَ - فرَّ- ناصَ – هرب .

 

       كلها تشترك في الدلالة على معنى - الهروب - ولكنها تتفاوت باكتساب معنىً آخر معه بسبب السياق الذي تذكر فيه .

ودونك الإيضاح :

 

       أبق: الإباق : هروب العبد من سيده مع استخفاء وغير خوف وعلى هذا قوله تعالى : "وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون " الصافات / 139-140 .

 

       وعبرعنه بالإباق هنا لأنه عبدالله وقد هرب من غير إذن من الله .

 

      فرَّ : الفرار : هروب الحرّ مع خوف وانكشاف . قال تعالى : " كأنهم حمر مستنفرة ، فرت من قسورة ) المدثر 51

ناص : النَّوص : هروب مع تردد و اضطراب في التقدم والتأخر. وعلى هذا قوله تعالى : ( فنادوا ولات حين مناص )ص/3 . أي نادوا لات الحين حين فرار مع اضطرابهم وترددهم .

 

       هرب : الهروب : فرار يرافقه غالباً عجز وضعف . وعلى هذا قوله تعالى :( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ) الجن 12.

 

       وفي ذلك استسلام وإقرار بالضعف والعبودية لله تعالى .

 

      فقد بان أن هذه الألفاظ : (الإباق – الفرار – النوص – الهروب ) ألفاظ لها معنى عام هو الهروب ، فهي في دلالتها العامة مترادفة ،ولكل منها خصوصية في المعنى بحسب سياقها .

 

       ومثال ذلك أيضا: أسماء يوم القيامة (الحاقة، القارعة، الطامة، الصاخة) وأسماء النار (جهنم، النار، لضى، الجحيم).

 

       ومنكروا الترادف لا يُفرِّقون بين مفهوم الكلمة وبين ما صَدَقِها، فإنَّها من حيث مفهوم لفظ المترادفين فيه خلاف، ولكن ما صدقها واحد، مثل: بشر وإنسان، الأول مأخوذ من ظهور بشرته، والثاني من الأُنس أو النسيان، ولكنهما تصدقان على معنى واحد: وهو الحيوان العاقل.

 

ثانياً : قال:الصوم غير الصيام

 

       ويقول: الصوم : قول الحقيقة والكلام الطيب مع الناس طوال السنة .

 

       الصيام : الامتناع عن الطعام والشراب .

 

       واستدل بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) على أن المراد بالصوم : الكلام الطيب طوال السنة .

 

       ثم استدل على أن الصوم الكلام الطيب طوال السنة وليس الامتناع عن الأكل والشرب بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي ...).

 

       وبقوله صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ".

 

ونقول :

 

       أ-إنه أدخل لفظ ( الصيام والصوم ) في باب الألفاظ المترادفة لأنه أعقب ذكر هذين اللفظين بعد قوله ليس في القرآن ترادف إطلاقاً . وذلك يدل على أنه جعلهما مترادفين .

 

       والواقع أن (الصيام والصوم) ليسا مترادفين لأن المترادف أن يختلف اللفظ ويتحد المعنى ، وهذان اللفظان متحدان لفظاً ومعنى.

 

       ب- لفظ (صيام وصوم) مصدران لفعل واحد هو صام يصوم ، والمعاجم اللغوية كلها تحدثت عن هذين المصدرين تحت الجذر - ص و م - ، وصيام أصلها الصرفي : صِوَام بالواو ، والقاعدة الصرفية تقضي أن الواو إذا وقعت بين كسرة وألف تقلب ياء ، ومثلها : قيام وأصلها قِوَام لأنها من قام يقوم ، وديار أصلها دِوَار لأنها مندار يدور ،ورياح أصلها رِواح لأنها من راح يروح ، وهكذا.

 

       وقد حكمت اللغة من خلال معاجمها أن الصوم والصيام كلاهما بمعنى : الإمساك مطلقاً ، وقد يكون إمساكاً عن الطعام والشراب وعن الشهوات ، وقد يكون إمساكاً عن الكلام ، وقد يكون إمساكاً عن المشي .

 

       قال الفراهيدي في العين ( الصوم ترك الأكل وترك الكلام ) ، وقال ابن فارس في مقاييس اللغة : " الصاد والواو والميم أصل يدل على إمساك وركود في مكان " واستدل بقول النابغة الذبياني :

 

       خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وخيل تعلك اللجما

 

       فقد أطلق على الخيل الراكدة الساكنة في مكانها الممسكة عن الجري لفظ " صيام " ولم يقل صوم . وذاك دليل على أن الصيام يطلق على الإمساك عن الجري كما يطلق على الإمساك عن الطعام والشراب .

 

      وابن منظور في لسان العرب قال :

 

       " الصوم : ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام ، صام يصوم صوماَ وصياماَ ..... وصام الفرس على آريِّه ، صوْماً وصياماً إذا لم يعتلف " ، فقد نقل ابن منظور أن اللغة لا تفرق في دلالة الصوم والصيام على الإمساك عن الأكل والشرب والنكاح والكلام . وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط : " صام صوماً وصياماً .. أمسك عن الطعام والشراب والنكاح والكلام والسير، ... ج: صوَّام وصُيّام "

 

       وقال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ : "قوله تعالى : - كتب عليكم الصيام – مصدر كالصوم ، وهو لغة الإمساك مطلقاً سواء كان الممسك عنه مطعماً أو مشرباً أو كلاماً أو مشياً " .

 

       وكل ما تقدم يدل على أن الصوم والصيام يدلان عن الامتناع عن الأكل والشرب والشهوة والكلام ، ولم تخصص المعاجم اللغوية : الصوم بالإمساك عن الكلام ، أو كماقلتَ خاص بالكلام الطيب ، كما لم تخصص الصيام بالامتناع عن الأكل والشرب .

 

       ج- استدل بالحديث القدسي " كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " على أن المراد بالصوم الكلام الطيب فقط لا ينهض دليلاً لما ذهب إليه لما يأتي :

 

1- سبق أن تقرر لغة أن الصوم والصيام مشتركان في الدلالة على الإمساك عن الأكل والشرب والكلام .

 

2- إنه اجتزأ الحديث ولم يكمله، وكمال الحديث كما في رواية البخاري : " يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصوم لي وأنا أجزي به " . فأنت تراه قد فسر الصوم بترك الطعام والشراب والشهوة . ثم أين تذهب أيها الأستاذ من الرواية الصحيحة التي جاء فيها اللفظ بـ (الصيام) وليس (الصوم) أليس في ذلك دلالة على أن الصوم والصيام مشتركان في الدلالة ؟؟

 

       د- استدل بقوله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به ... " على أن الصوم المراد به الكلام الطيب ليس لكفيه دليل ، لأن هذا الحديث جاء ضمن الدعوة العامة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم الصائم لحفظ لسانه والتي جاءت في قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا كانيوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ... "

 

       وكلام الزور من الرفث والصخب ، وقد رأينا الحديث قال " إذا كان يوم صوم أحدكم " وهذا دليل على الصوم هنا بمعنى ترك الأكل والشرب ، إذ لو لم يكن المراد به هذا المعنى لما كان هناك حاجة إلى أن يطلب من الصائم ترك الرفث و الكلام الفاحش لأنه - على رأيه - يكون لفظ - الصوم - مغنياً عن النهي عن الرفث و الصخب ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد من الصائم الذي عبر عنه بلفظ (الصوم) الممتنع عن الأكل و الشرب أن يمتنع عن الكلام الفاحش أيضا. تأكيدا على الجمع بين ما يحتمله لفظ الصوم من دلالة على ترك الأكل والشرب و ترك الكلام الفاحش .

 

       هـ - وردت قراءة في قوله تعالى : " إني نذرت للرحمن صوماً " بلفظ " صياما" و هي قراءة ثابتة ، فبِمَ يفسر قراءة " صياماً " إذا كان قد حصرتَ (صياماً) بالامتناع عن الأكل و الشرب فقط .

 

       وـ : لم يصب في قوله: لو كان المراد بـ (صوما) الامتناع عن الأكل و الشرب لأدى إلى كذب مريم – حاشاها ــ لأنه ورد قبلها قوله "فكلي واشربي" ، ذلك لأن (كلي واشربي) ليس من قولها إنما هو من قول عيسى عليه السلام أو جبريل، وقوله لها لا يلزم منه أن تأكل وتشرب فعلاً ، ولو قيل قبل " صوماً " أكلتُ وشربتُ ، أو سآكل وسأشرب ، للزم الكذب .

 

       ز- إذا كان يحصر تفسير (صوما) بالكلام الطيب ، ولا يشمل الامتناع عن الأكل والشرب فبِمَ يفسر ورود كلمة الصوم في الأحاديث الآتية ؟

 

1- " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت ، وصوم رمضان "

 

2- " لا يتقدمنّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين ، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم ".

 

3- عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس "

 

4- " صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله "

 

أتُراه يفسر ( الصوم ) في هذه الأحاديث وغيرها بالكلام الطيب ؟؟

 

       ح- وفي ضوء ما تقدم من كون لفظ ( الصيام والصوم ) يدلان على مطلق الإمساك سواء عن الكلام أم الأكل والشرب ، قد يقال هل هناك دلالة خاصة في اختيار لفظ ( الصيام ) في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " ولفظ (الصوم) في قوله تعالى : " إني نذرت للرحمن صوماً "

 

والجواب –والله أعلم- أن نقول :

 

1- إن القرآن قد يختص بعض الألفاظ مع دلالتها المشتركة مع لفظ آخر بمعنى خاص في مكان خاص ، وقد اختص القرآن الكريم هنا المصدر ( الصيام ) الذي ورد ذكره في تسعة مواطن منه بالصوم المعروف الشرعي وهو الإمساك عن الأكل والشرب والمفطرات الأخرى . والمصدر ( الصوم) الذي ورد مرة واحدة بالصمت والإمساك عن الكلام ، وكأنً لفظ الصوْم هنا لما كان المراد به الصمت جيء به على وزنه لفظاً (صَوْمٌ) (صَمْتٌ) .

 

2- ويمكن أن يفهم الأمر بوجه آخر وهو أن (الصوْم) جاء بالواو و(الصيام) جاء بالياء ، والواو أثقل صوتاً من الياء ، فلما كانت مريم في مقام يراد به الكلام للدفاع عن نفسها لكنها سكتت كان ذلك أثقل عليها ، لأن الإنسان أثقل حال عليه أن يسكت في مقام يريد أن يتكلم فيه ، ولذلك استعمل الواو التي هي أثقل ، أما الصبر على الجوع فهو أخف وطأة على الإنسان من الامتناع عن الكلام في المقام الذي هو بحاجة إليه ،جاء اللفظ معه بالياء التي هي أخف من الواو .

 

       ط- إنه ناقض نفسه لأنه قال (الصوْم) قول الحقيقة والكلام الطيب ، كيف يكون ذلك وهي قالت ( إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً ) فكيف يكون صمت وكلام طيب ؟؟!

 

ثالثاً :

 

       فَسَّرَ قوله تعالى : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) بالآتي:

 

       أخذ الزينة تعني السعادة والراحة النفسية وأخذ التوقيتات من أهل المسجد لأخذ خمس مدد راحة من ضغوط الحياة ضمن المواقيت الخمسة ، وأكل 5 وجبات ضمن مواقيت الصلاة .

 

ونقول :

 

       هذا التفسير والفهم خارج عما يدل عليه نص الآية ، ويبدو أنه لم يطلع على سبب نزول هذه الآية ، فمعرفة سبب نزول الآية من أحد أركان تفسيرها أو فهمها ، ولم نرَ أحدا من المفسرين المعتمدين فسرها بما ذهبتَ إليه، كما أنَّ هذا الفهم الذي ذهبتَ إليه مخالف لمنطوق اللغة .

 

       1- أجمع المفسرون المعتمدون على أن ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) تعني ستر الجسم ولاسيما العورة ، قال الزمخشري في الكشاف : " - خذوا زينتكم – أي : ريشكم ، ولباس زينتكم - عند كل مسجد - كلما صليتم أو طفتم ، وكانوا يطوفون عراة ، وعن طاوس لم يأمرهم بالحرير والديباج وإنما كان أحدكم يطوف عرياناً ويدع ثيابه وراء المسجد ، وإن طاف وهي عليه ضُرِب وانتزعت عنه ، لأنهم قالوا : لا نعبد الله في ثياب أذنبنا فيها ... وقيل الزينة : المشط ، وقيل : الطيب .

 

       وقال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز : " هذا خطاب لجميع العالم وأمروا بهذه الأشياء بسبب عصيان حاضري ذلك الوقت من مشركي العرب فيها ، والزينة هاهنا الثياب الساترة ".

 

       وقال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : " - يا بني آدم - هو خطاب لجميع العالم وإن كان المقصود بها من كان يطوف من العرب بالبيت عرياناً ، فإنه عام في كل مسجد للصلاة ، لأن العبرة للعموم لا للسبب ... وفي صحيح مسلم أيضاً عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الخُمْس ، والخُمْسُ : قريش وما ولدت "

 

       وقال أبو حيان في البحر المحيط : " كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة ، وكانوا لا يأكلون في أيام حجهم دسماً ولا ينالون من الطعام إلا قوتاً ، تعظيماً لحجهم فنزلت "

 

       هؤلاء المفسرون وكل المفسرين بينوا سبب نزول هذه الآية : أن العرب كانوا يطوفون عراةً ، فأمروا بأخذ الزينة وستر العورة . وهؤلاء المفسرون استندوا بذلك إلى سبب نزول الآية وإلى دلالة اللغة ، فلم يرد في معاجم اللغة أن الزينة بمعنى أخذ الاستراحة .وإليك طائفة من أقوالهم :

 

       قال الفراهيدي في العين : " الزَّيْن : نقيض الشَّينِ، زانه الحُسْنُ يزينه زيناً ، وازدانت الأرض بعشبها ، وازَّينت وتزينت ، والزينة جامع لكل ما يتزين به ".

 

       وقال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة : " الزاي والياء والنون أصل صحيح يدل على حُسْن الشيء وتحسينه "

 

       وقال ابن منظور في لسان العرب : " والزينة ما يتزين به " وبمثل ذلك قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط .

 

       فهو يرى أن اللغة حكمت بأن الزينة هي التزين والتجمل ولم يرد فيها أخذ الراحة خمس مدد ، فكيف يفسر ( الزينة ) بمعنى أخذ الراحة ؟؟!

 

       2- فسَّرَ قوله تعالى " وكلوا واشربوا " بالأكل في وجبات ضمن مواقيت الصلاة ، وجعلتَ هذا التفسير مسانداً لتفسيرك أخذ الزينة بأخذ الراحة .

 

       والواقع أن هذا المقطع من الآية جاء بعد قوله " خذوا زينتكم " التي فسرت بالاستتار وقت الطواف ، ذلك لأن العرب كانوا قد حرموا على أنفسهم أكل بعض المطعومات كما ذكر أبو حيان وغيره من المفسرين ، فأراد الله تعالى إلغاء هذه العادة لديهم فأمرهم بالأكل والشرب الحلال عامة لكن من غير إسراف .

 

      استند في تفسيره هذا إلى أن الآية بدأت بنداء عام " يا بني آدم " وليس كل بني آدم لهم علاقة بالمسجد .

 

والجواب عن هذا :

 

       أن سبب نزول الآية بين أن العرب في الجاهلية كانوا يطوفون عراة كما رأينا ، فكان من الطبيعي أن لا يكون النداء بيا أيها الذين آمنوا ، لأنه خطاب للعرب كافة وهم من بني آدم ، لأن القرآن الكريم قد يخاطب بصفة عامة والمراد بها بعض الناس ، فكثير ما يخاطب بـ " يا أيها الناس " والمراد المسلمون ، لأنهم من الناس .

 

       سحب العلماء حكم وجوب الزينة على الستر إلى الصلاة فأوجبوا فيها أيضاً ستر العورة أخذاً من هذه الأية وإن كانت ورت بشأن الطواف، ذلك لأن الطواف والصلاة يشتركان في كثير من الأحكام ، وقد شبه النبي (صلى الله علية وسلم ) الطواف بالصلاة ، فقد إذ روى الترمذي في سنه عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : (( الطواف حول البيت مثل الصلاة ، إلا أنكم تتكلمون فيه ، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بخير )) . رقم الحديث (960).

 

       وبعد هذا: فإنَّا نوجِّه النصيحة للأستاذ بأنَّ القول بالقرآن دون اعتماد على علم أو ليس لديه آليات التفسير: فيه خطر عظيم عليه وعلى الأمة؛ إذ لابد أن يكون المُفَسِّر على اطِّلاع وعلم بأسباب النزول، وأن يكون متضلِّعا في العلوم العربية نحوا وصرفا ولغةً وبلاغةً وإحاطةً بعلوم القرآن.

 

مع تحياتنا وتوقيرنا له،،،

 

مكتب سماحة الشيخ أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين