لمن نوجه اللوم؟

على مر التاريخ الإسلامي وفي جميع كتب السيرة النبوية ما سمعت ولا قرأت من وجّه اللوم لخالد بن الوليد رضي الله عنه قائد جيش المشركين في غزوة أحد بأنه باغت جيش المسلمين بالتفافه حول جبل أحد مستغلاً ترك الرماة لمواقعهم وتوجههم نحو الغنائم، 

بل تم اعتبار ذلك دهاءً في الحرب وحُسن قيادة للمعركة وقلب لنتيجتها، وكل اللوم توجه نحو المخطئين من الصحابة الكرام لمخالفتهم أوامر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.

ما دعاني لذلك حالنا اليوم مفكراً ماذا ستقرأ الأجيال القادمة في كتب التاريخ،

سيقرؤون بأن طاغية الشام كان داهيةً بقتلنا بجميع أنواع الأسلحة، أم سيقرأون بأنه نحن من تفرقنا شيعاً وفصائل وألوية!

سيقرؤون بأن حُسن قيادته للمعركة جعل من العالم كله يقف معه بجميع أنواع الدعم، أم أن مخازن العرب والمسلمون مكدسة بالأسلحة وما سمع منهم السوريون إلا تصريحات فارغة!

سيقرؤون بأن ذلك الطاغية هدد ونفذ، أم سيقرؤون بأن داعمينا يهددون ويكذبون.

علمني التاريخ أن لا ألوم العدو بأنه استغل ضعفنا وخطأنا، بل ألوم من أخطأ وأحاسبه وليس في ذلك فرقة للصف كما ندعي بل تصحيحاً للتوجه.

اللهم وحد كلمتنا واجعلنا من أهل النصر مستحقين له ويسر لنا أسبابه يارب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين