إبادة جماعية بإشراف دولي!!

 

طائرات سورية وروسية تدك حلب وتمطر أحياءها وبيوتها بقنابل فوسفورية وصواريخ وبراميل متفجرة لليوم السادس على التوالي.

40 كيلومترا هي مساحة تلك المدينة التاريخية، التي تحولت إلى كومة من الدمار المعجون بالدم، تفوح منها رائحة الموت والجوع والصواريخ الفسفورية!

أهل حلب كانوا يصطفون للحصول على نصيبهم من الغذاء، أما اليوم فهم يصطفون في طوابير الموت، لا يعلم أحدهم أين سيحترق جسده بالصواريخ!

«برك من الدماء وجثث مشوهة ومشاف تغص بالجرحى».

«ليس بوسعنا فعل شيء لهم وخاصة المصابين في الرأس، نحن بأمسّ الحاجة الى الدماء والأمصال، ونفتقر إلى المتبرعين بالدم».

«لقد اضطررنا الى القيام بعمليات بتر كثيرة لإبقاء الجرحى على قيد الحياة لأننا عاجزون عن معالجتهم».

تلك كانت شهادات حية لأطباء نقلها مراسل القناة الفرنسية، تعبر عن هولوكوست القرن الحادي والعشرين، الذي لم يجد من ضمائر العالم المتحجرة من ينتفض لأطفال وعجائز وشيوخ باتوا يحرقون يوميا، والعالم المتواطئ يمتطي صمت القبور!

20 شاحنة تحمل إغاثات إنسانية، تعلوها شعارات الهلال الأحمر وشعارات الأمم المتحدة, تم قصفها واستهدافها، والتوقيع: صواريخ روسية!!

20 طبيبا هم من تبقى لمعالجة الناس، ليكونوا شهودا على حرب بربرية فاقت همجية المغول وحقد القرامطة.

يشاهدون الموت في كل ناحية، يحيط بالمصابين والجرحى والمقطعة أطرافهم، ولكن لا ينازعونه، بل يرحبون به، كونه أرحم بهم من أمتهم، ومن مجتمع دولي متآمر خائن للأخلاق والضمير والإنسانية.

روسيا وأمريكا، يعبثان بالدم السوري، ويكفي ما تم تسريبه من أخبار تتحدث عن أن روسيا هددت بإفراغ حلب من أهلها خلال أسبوعين، وأبلغت ذلك الأمريكان وأطراف دولية أخرى، وأمريكا لم تعلق على ذلك؟!

مجازر الصرب والكروات في البوسنة والهرسك ثم في كوسوفا، لم تكن عبثا.

ما تتعرض له حلب وسوريا قبلها، ليس بعبث أيضا.

هي حملة بربرية مرتبطة بعقيدة صليبية استئصالية، قد أفهم تواطؤ الغرب معها، لكنني لا أستطيع أن أفسر حالة الخَرس الذي يلف أركان دولنا العربية والإسلامية.

 اللهم نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين