الإحباط عدو قاتل فاقتلوه حيث ثقفتموه

 

 مصادر الخطر في المعركة ليست القنابل والصواريخ وغيرها من الأسلحة المادية وإنما هناك خطر على الأمة من قاتل من نوع آخر ألا وهو المدمر والقاتل المعنوي كاليأس والإحباط والفرقة والتنازع وغيرها ...

 فالقاتل المادي خطره مقصورعلى من أصيب به من فرد أو أفراد ولكن القاتل المعنوي كالإحباط قد يقتل الأمة بأسرها لأنه ينتشر في الأمة انتتشار النار في الهشيم وقد يعبر عنه باليأس 

هل سمعتم بقصة ثريا مسجد بغداد في عصر المعتصم؟ 

 كلكم يعلم بالمرأة التي استنجدت بالمعتصم قبل معركة عمورية حيث قالت (وا معتصماه ) فلما بلغه استغاثتها واستنجادها بدينه ونخوته قال : لبيكِ فما لبث أن جهز جيشا عرمرما كسيل العرم لنجدتها ومعلوم أن الجيش الاسلامي ينطلق من المسجد فعقد المعتصم اللواء ودخل به حامله مرفوعا الى المسجد ، وكان الوقت ليلا وفي المسجد ثريا ضخمة وكبيرة معلقة تحت قبة المسجد واللواء مرفوع وطويل وبرأسه زج حديدي كبير فأصاب رأس الزج خزان زيت الثريا فانكسر وسال الزيت حتى نفذ فانطفأت الثريا والناس أحوج مايكونون إلى نورها فعم الظلام وخيم الوجوم على الناس والمعتصم على وشك إعطاء الإذن بسير الجيش الى عمورية ، وسرت في الناس روح التشاؤم وكأنهم اعتبروها إشارة على أن نور هذا الجيش سينطفىء وأن المعركة ستكون خاسرة فلا حظ أحد كبار العلماء وكان على يمين المعتصم لاحظ انزعاجه وتشاؤمه 

فما كان منه إلا أن أنقذ الموقف بقوله:  لاتقلق يا أمير المؤمنين بل أبشر فلقد أخذتُ إشارة من وصول رايتك الى ثريا المسجد وهي أن نصرك وفتحك لعمورية كائن بإذن الله وسيصل صيته حتى نجوم الثريا في السماء فامض على بركة الله عز وجل فَسُرَّ المعتصم وذهب عن وجهه الغم وأذن للجيش بالمسير، وكانت معركة فيها كل الخير والبركة 

وسنظل نقول وللسوريين بشكل خاص: لاتقلقوا ولا تحبطوا ولا تيأسوا و  (لكل أجل كتاب ) وقد أعلنتموها مدوية مالنا غيرك ياألله فلا تتراجعوا عنها 

ولا بد من صنعا وإن طال السفر بإذنه تعالى 

 فاحذروا الإحباط كما تحذرون الأسد الطاغية وأعوانه قال سبحانه: (( عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)) وقال (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا))، وقال: (( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون))

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بدءا من أبي بكر وعمررضي الله عنهم أجمعين والحمد لله رب العالمين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين