أسئلة للشيخ أبي الفتح البيانوني -1-

 

( أرجو أن يوصلها إليه، من يستطيع إيصالها):

  أسألك ، وأنت الفقيه الفذّ ! الذي يجيد الموازنات: بين المصلحة والمفسدة، وبين المصلحتين، وبين المفسدتين :

• إذا كنت مقتنعاً، بأن حلف (النصيرية والرافضة والروس)، هو خير.. والمعارضة السورية - التي تمثل أكثرية شعبك، وهم أهل السنة – شرّ . فلن نلومك ، على اعتقادك هذا؛ لأنك تجعل نفسك، جزءاً من هذه المنظومة.. وهي، كلها، منظومة معادية، لنا ولشعبنا ! فهل تعتقد، حقاً، أن المفاضلة، هي : بين خير وشرّ.. أو بين مصلحة ومفسدة !؟

• إذا كنت مقتنعاً ، بأن المفاضلة هي ، بين شرّين، هما : شرّ( المنظومة الآنف ذكرها) وشرّ(المعارضة الآنف ذكرها) .. ووجدتَ المنظومة، أهون شرّاً، من المعارضة .. بناءً على موازنة دقيقة ، بينهما، وهي موازنة سياسية، اجتماعية، في إطار السياسة الشرعية .. فهل : 

- هل ترى تفضيلك للمنظومة ( وهو تفضيل ، قائم على الظنّ - حتى لو كان راجحاً -) يَحمل من (الخير) ما يكافئ ( الشرّ) الذي جلبته، على نفسك، وأسرتك ، وأهلك جميعاً ، بمن فيهم أحفادك، وأحفادهم .. من حيث السمعة السيّئة، ومن حيث دعوات الأبرياء المظلومين، الذين ترى أحوالهم البائسة، صباح مساء .. وتخذلهم ، من حيث يرجون نصرتك، ولو بالكلام .. وتقوّي صفّ عدوّهم .. لا تُكثّر سواده ، فحسب !؟

- (ولن نتحدّث، عن المفاضلة، بين خيرين ؛ لأنك لاترى في المعارضة، خيراً، أصلاً، فيما هو واضح من كلامك ، الذي ينضح بالحقد عليها)!     

- لقد كنا نضعك، في تصنيف مختلف، عن ( الطاقم الديني!) الذي تستخدمه (المنظومة)، لتغطية جرائمها، بأغطية شرعية، من أمثال :أحمد حسّون، ورشيد عيد الباري، وحسام فرفور، وتوفيق البوطي، وأضرابهم ..! فإذا أنت تصرّ، على أن تضع نفسك ، ضمن الطاقم ، ذاته ، بل لعلّك سبقت بعض أفراده ، فصرت (قطعة تبديل) أساسية ، بعد أن كنت احتياطياً ( يَدَك / سبير) ! فهل يعجبك هذا الموقع !؟  

- ويعزّ علينا ، أن نخاطبك بهذه اللغة، وأنت من الأسرة الكريمة، التي يشهد لها القاصي والداني، بالنبل والصلاح ، ومقارعة الباطل ، ومناجزة الظلم والظالمين!

 فهل أنت راض عن نفسك، وأنت في هذا الموضع ، الذي وضعت نفسك فيه !؟ 

وإذا كان عقلاء أسرتك، يستطيعون الاستشهاد ، بحالة ابن نوح ، الذي قال عنه ربّه، لأبيه : ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )، وبحالة عمّ النبيّ ، أبي لهب ، الذي نزل فيه قرأن، يتلى إلى يوم القيامة .. فهل يَعي أحفادُك ، في المدارس، هذه المعاني، حين يعيّرهم، بك ، زملاؤهم، أبناء القتلى الأبرياء، الذين ناصرت قاتلي آبائهم وأمهاتهم !؟ 

وهل يعزّز هذا، كله ،المفسدةَ العظمى،  التي تحاشيتها.. أم يعزّز الصغرى، التي آثرتَها، لتصبح هي العظمى، في الميزان .. أو لتتساوى المفسدتان !؟

- تأمّل الموقف جيّداً، وفكّر فيه : ديانة، و سياسة ، وحكمة .. قبل أن تجيب ! ثمّ فاضل: بين تصريحك ( فرحك بانتصار/ المنظومة / على أهلك) وبين الصمت ، الذي لايحمّلك: إثماً ، ولا حرجاً .. ولا عتباً – فماعاد عاقل ، في سورية، من أهل الملّة، يعتب عليك، بعد أن عرفك العقلاء، عبر سنين طويلة - ! 

 أمّا عقلاء (المنظومة !) فلا يعتبون عليك، بل يفعلون بك ، ماترهب..أو يحرمونك، ممّا ترغب !

( ملحوظة : لقد كنا نودّ أن نجاملك ، بلغة غير هذه اللغة ! لكنْ  أشلاء أهلنا المبعثرة ، ودماؤهم المسفوحة ، وأعراضهم المغتصبة .. كلها، تمنعنا من أيّة مجاملة، لمَن يُبارك عمل: المبعثِرين ، والسافحين ، والمغتصبين..  فاعذرنا !) .

 وسبحان القائل : ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .

تنظر الحلقة الثانية: هــــنا ( أفكار عامّة ، في إطار حالة خاصّة)

نشرت 2016 وأعيد نشرها 31/5/2021

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين