أفكار عامّة ، في إطار حالة خاصّة -2-

التجريح سهل..وتوضيح الخطأ، المتلبّس بالصواب، هو المطلوب !

 

 بعد أن وجّهتُ بعض الأسئلة ، إلى أبي الفتح البيانوني.. طلب مني بعض الإخوة، أن أكون أكثر وضوحاً ، في اتهام الرجل ، ووصفه بصفات معيّنة .. فأقول :

 

سهلٌ ، أن أصف شخصاً ما ، بأنه : منافق ، أوكافر، أو زنديق .. ثمّ أدعه، بما هو فيه، من موقف، أو تفكير.. وأدع الناس، يسمعون منه كلاماً، يسمّيه اجتهاداً، ويسمعون مني شتائم، لا تنفعهم، ولا تنفعني ، بشيء !

 

 لكني آثرت، مناقشة الرجل، في أسلوبه في الاجتهاد، الذي عرفته عنه، من عشرات السنين، وهو: درء الفتن .. والموازنة بين المصالح .. ودرء المفسدة مقدّم على  جلب المصلحة.. والموازنه بين المفسدتين، ودفع الكبرى، بتحمّل الصغرى.. والموازنة بين المصلحتين، وتفويت الصغرى، لتحصيل الكبرى.. واختيار أهون الشرّين، وأخفّ الضررين ... وغير ذلك ، ممّا رسخ الفقهاء، أصولَه وقواعدّه - وهي أصول صحيحة، وقواعد سليمة -.. وهي ممّا يتذرّع به ، أبو الفتح ، وأمثاله،  في مسايرة الباطل، استناداً إلى حسابات ناقصة، أو شائهة، أو مشحونة بأهواء النفوس، التي تدفع المرء، إلى مخادعة نفسه؛ لإقناعها، بأنه على حقّ وصواب! ثم يسعى إلى مخادعة الناس، بهذا النوع من الاجتهادات، ليظلّ، في نظرهم، طاهراً شريفاً، وربّما يحصل على شهادة، منهم، بانه المجتهد الفذّ، الذي لايَرى الحقّ والصوابَ، غيرُه ! وما أكثر هذا الصنف ، بين (مشايخ) الهوى و المصلحة.. قديماً وحديثاً !

  وقد حرصت ، على أن أضعه ، وجهاً لوجه، أمام اجتهاده، على ضوء الصورة الكلية، التي يستنبط اجتهاده، من خلال رؤيتها، وحساب معادلاتها ! وأن أقيم عليه الحجّة، أمام الله، وأمام نفسه، وأمام الناس.. ليصنّف، هو، نفسّه ، ويصنّفه الناس! فإذا كان فيه، بقيّة خير، كسائر البشر الأسوياء، فقد يَفيء إلى الحق والصواب .. وإلاّ ، صار تصنيفُ الناس له، مستنداً إلى الحجج، التي تقام عليه؛ ولا سيّما أن الرجل، من أسرة كريمة، معروفة، في سورية ، عامّة، وفي حلب، خاصّة.. وأنه يوظّف سمعة هذه الأسرة النبيلة، في سعيه، إلى اجتذاب قلوب الناس، إليه ! كما أن المنظومة، التي يخدمها، ويسوّغ جرائمها، ضد أبناء بلده.. تدرك هذا الأمر، جيّداً؛ فتوظّف اجتهادات الرجل، لحسابها ، من ناحية، وتشوّه، من خلاله، سمعة أسرته، في عيون الناس - إذا استطاعت - بعمالته للمجرمين .. من ناحية أخرى !

  وأرجو أن أكون وصلت، إلى توضيح الصورة ، للرجل المعنيّ، ذاته، ولمَن يتأثر بكلامه .. وللإخوة الكرام، الناقدين لموقفه وسلوكه .. ولشعب سورية، المبتلى بعمائم كعمامته !

  والله وليّ التوفيق .

 انظر الحلقة الأولى : أسئلة للشيخ أبي الفتح البيانوني  هـــنا 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين