سوانح بارقة-4-

 

• قال: لاحظتُ شيخًا لا عملَ له،

يأتي إلى المسجدِ القريبِ منه في أوقاتِ الصلوات،

لكنه عندما يحسُّ بوجودِ باعةٍ متجولين أمامَ البابِ يهرعُ إليهم،

فيقضي وقتَهُ عندهم أحيانًا حتى تقامَ الصلاة،

ثم يكملها معهم بعد الانتهاءِ منها!

ولو أنَّ هذا الشيخَ تردَّدَ منذ الصغرِ على بيوتِ اللهِ وتعبَّدَ فيها لما ملَّ أو تضايق،

ولما تركَ الإقامةَ فيها إلى أمورٍ أخرى تشغلهُ عنها،

بل جلسَ في المسجدِ فذكرَ اللهَ أو قرأَ كتابه،

ووجدَ فيه الأُنسَ والأَوبة،

لكنْ يبدو أنه صديقُ السوقِ والمتجر،

يتذكرُ ذلك ولا ينسَى،

ويطبقُ ذلك عمليًّا!

 

• التأثيرُ يكونُ مؤكدًا عندما تكونُ هناك قابليةُ في النفس،

ويكونُ ذلك في الظرفِ المناسبِ المحيطِ بها،

وخاصةً إذا كان البحثُ عن الأمرِ قديمًا وجاريًا،

ويكونُ الأسلوبُ المقدَّمُ به مقبولًا ومؤثِّرًا.

 

• الكتابُ إذاعةٌ صامتة، 

صوتُها طويلٌ مسطَّر، 

ولسانُها مسطَّحٌ من ورق، 

وحروفُها سوداءُ من حبر، 

مفاتيحها بيدك، 

إذا نظرتَ إليها تكلمت، 

وإذا انصرفتَ عنها سكتت!

 

• يا بني،

لا تكنْ عائقًا في طريقِ الخير،

وإذا رأيتَ صديقكَ يهمُّ بعملٍ جادٍّ فيه نفعٌ للآخرين،

فلا تستصغرْ همَّته،

ولا تُثنهِ عن مشروعهِ الطيب،

لا تتهكمْ به ولا تحوِّلهُ إلى مُزاح،

بل شدَّ أزره،

وساعده،

وكنْ مثلَهُ في جدِّيتهِ وهمَّتهِ وحبِّهِ لنفعِ الآخرين.

 

• يا ابنَ أخي،

رأيتُكَ تَذرعُ السكك، 

وتَصيحُ بأصدقائك، 

وتصفِّرُ في الأزقَّةِ بأعلى صوتك، 

فهلّا عقلتَ وهدأت، 

ونظرتَ وأنبت، 

وجلستَ إلى شيخٍ، 

أو قرأتَ في كتاب؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين