الدعاة إلى الخير

زارنا أخوة في الله من أنطاكية

 لم يمنعهم البرد الشديد من الزيارة .. بعضهم شيوخ لكنهم في الهمة شباب ..

وقبلها أخوة من مرسين وعنتاب كالشيخ ياسر المسدي ومجموعة من رابطة العلماء السوريين سدد المولى على الحق خطاهم .

 

ومن منا لا يذكر معالم حلب وأولها باب انطاكية ؟؟

 إن الصحابة الكرام دخلوا حلب من باب انطاكية ولهم مسجد أثري يقال بأنهم صلوا فيه أول قدومهم حلب .

ومن أراد التفاصيل فليقرأ كتاب أستاذنا محمد راغب الطباخ الحلبي رحمه الله 

( اعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء )

 

نعود للزيارة الكريمة التي أنعشت قلوبنا وهزت مشاعرنا ونأمل من الأخوة الكرام 

الشيخ الداعية الأديب عثمان مكانسي والشيخ عطية الوهيبي والأخ أسامة الحمصي ابا المنتصر والشباب أن يكثروا من هذه الزيارات ..

فهي أمل يقوي الإيمان وينعش الوجدان .

 

إننا نشكر الأخوة الكرام جميعا بتحملهم مشاق السفر إلينا ولكن لو علموا  الثواب الجزيل لمثل هذه الزيارات -  وهم يعلمون - لأكثروا منها .

 

نحن دعاة لهذا الدين 

ولسنا حزبا سياسيا 

ولسنا نحن وحدنا جماعة المسلمين

 بل جماعة من المسلمين .

 

كل من حمل راية لا إله إلا الله 

محمد رسول الله هو أخونا ..

هو منا ونحن منه ..

 

لانتعصب لمذهب ولا فكر 

نحن مع الحق حيث دار 

ولايهم أن يكون موقعنا في المقدمة أو في المؤخرة .

 

المهم أن تعلو راية الله أكبر ولله الحمد 

والجزاء ليس هنا إنما هناك .

نرجو مولانا الكريم أن لانكون ممن يزاد على حوض المصطفى فيقوم النبي عليه السلام ليشفع 

فيقال له لاتفعل يا محمد 

إنك لاتدي ماذا أحدثوا بعدك 

فأقول فسحقا فسحقا .

 

لذا أوصي من حضر لإستقبال الأخوة القادمين من أنطاكية وأوصي كل إخواننا 

أن يكونوا دعاة إلى الله حقا 

يخدمون هذا الدين دون منّ ولا تعال أوصهيم وأوصي نفسي :

 

1 - المداومة على قيام الليل ولو أربع ركعات قبيل الفجر. 

2 - صيام يوم في الأسبوع وإذا كان الإفطار مع أخوة لنا يكون الأمر أحسن وأجود.

3 - لا يقل قراءتنا للقرآن الكريم عن جزء كل يوم .

4 - نحافظ على المأثورات التي اختارها حسن البنا رحمه الله من كتب الأحاديث والأذكار.

5 - لا ندعو الناس ونهمل أولادنا وزوجاتنا نقيم لهم جلسة نصف ساعة يوميا .

6 - الحرص على صلاة الجماعة فالمولى يقول ( اركعوا مع الراكعين )

7 - التزاور في الله عمل طيب وله أجر عظيم إن شاء الله .

 

أخرج مسلم في صحيحه في فضل  الزيارة في الله إسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكا .

فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟

قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تَربُها ؟

قال لا غير أني أحببته في الله عز وجل .. قال : فإني رسول الله إليك بأنّ الله قد أحبك كما أحببته )

 

وثبت عن الترمذي عن المصطفى من زار له أخا في الله ناداه مناد:

أن طبت وطاب ممشاك 

وتبوأت في الجنة منزلا .

 

واقترحت على الأخوة بالتعرف على من حولهم من مسلمين عربا كانوا أو عجما 

فالرايه التي تجمعنا ( إنما المؤمنون إخوة) 

وتحدث شيخ الحضرة أبا حسان فأجاد وأفاد وهو الداعية الأديب ..

وكذلك الشيخ أسامة الحمصي

 والداعية أبا حفص ختم لنا الزيارة بنشيد هو الحق يحشد أجناده .. ويعتد للموقف الفاصل .

مما أعادنا إلى أيام الدعوة حيث كنا في بلادنا أعزة كراما ونرجو الله أن يعيد تلك الأيام فننشد نفس النشيد ومعه :

حطموا ظلم الليالي واسبقوا ركب المعالي وابذلوا كل الغوالي.. ياتلاميذ محمد 

صلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما كبيرا .

 

علمنا من الضيوف الكرام الدعاة إلى الخير أن لهم نشاط في الداخل، وأنهم فتحوا المدارس والمعاهد، وأسعفوا أسر الشهداء وقدموا المساعدات للأرامل والأيتام

 وكذا ثبتت جماعة الله أكبر ولله الحمد .

 

افتتحوا معهد النووي ب 42 فرعا للذكور والاناث في المناطق المحررة 

ومشروع الدعاة إلى الخير في الداخل ويعمل أكثر من ??? داعية في المقرات والمساجد والمعاهد والجبهات ..

ولهم نشاط في المخيمات لتحفيظ القرآن الكريم 

وقد افتتحوا فرعا لهم في اورفا بإشراف الشيخ علي المحميد وفقه الله وفرع اسطنبول ونزيب وفقهم المولى .

 

أسس هذا المشروع أخوة أفاضل كرام

الشيخ أحمد حوى والشيخ عثمان المكانسي ومنشدنا الداعية الشيخ عطية الوهيبي والشيخ أسامة الحمصي وأبو عبيدة حفظهم المولى ووفقهم لكل خير .

 

حقا إنهم حماة الديار 

وأنهم أمل الأمة 

جماعتهم تعمل لاعلاء كلمة الله دون منّ ولا تعال 

يتعاونون مع كل الفئات العاملة لايخيفهم إطلاق كلمة إرهاب عليها لأن القرآن المنزل على محمد بن عبد الله 

يقول لنا ( واعدوا لهم - أي لأعداء الإسلام - مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل 

ترهبون به عدو الله وعدوكم )

 

وتأملوا كلمة ترهبون ؟؟

لمن ؟؟؟ لعدو الله .

نحن لانرهب الشعب ولا أنصار الله ولا دعاة الإسلام مهما كان اسمهم .

نحن نرهب أعداء الله .

فكلمة إرهابي لا تخيفنا 

بل هي وسام فخر لنا 

لذا استبدلوها اليوم بالمعارضة المسلحة ؟؟

 

أجل نحن معارضة بدأناها بمظاهرات سلمية 

فلم يرعو البغاة والطغاة واضطررنا لتطبيق قوله تعالى :

( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم )

 

( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة 

ويكون الدين لله ) 

والفتنة تشهد عليها أقبية السجون والذين ماتوا تحت التعذيب ودفنوا في الحاويات أو القوا في نهر قويق.

 

ياشعب سوريا 

نحن آمل انقاذكم من البغي والاستبداد والطغيان .

ولن نقصي أحدا فكل حر أبي من شعب سوريا ابن وطننا وكل من انتمى لهذا الوطن هو حبيبنا يدنا في يده ورايتنا جميعا الله أكبر .

 

زيارة الإخوان في الله من صميم عبادة الله وفيها القربة إلى الله مع مافيها من ضروب الفوائد وصلاح القلوب .

 

الحب في الله شجرة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء ..

لاتنبت إلا في القلوب الطاهرة 

مادة بقائها : إحسان الظن 

وورقها: حسن المعاملة 

وثمرتها: الجنة .

 

املأ قلبك أيها المسلم بحب إخوانك وأطرد عنه  آثار الشيطان من البغض والحقد والكراهة ؟؟

فتلك قاذورات لاينبغي أن يكون قلب المؤمن محطا لها !!

 

اعلم يارعاك الله .. أيها الأخ المسلم

أنه لاسبيل للابقاء على هذه الأخوة 

ولاسبيل إلى أن تبقى شجرة الحب في الله خضراء يانعة تسر الناظرين إلا 

بالعفو..

والتجاوز ..

وإحسان الظن ..

 

ولله در من قال :

إذا كنت في كل الأمور معاتبا  صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه 

من ذا الذي تُرضى سجاياه كلها   كفى بالمرء نبلا أن تعدمعايبه

 

فعش واحدا أوصل أخاك فإنه        مقارف ذنبا تارة ومجانبه

 

اذا أنت لم تشرب مرارا على القذى

   ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه 

 

و يوم القيامه ينادي المنادي :

أين المتحابون في جلالي ؟؟؟

اليوم أظلهم في ظلي 

يوم لاظل إلا ظلي 

أخرجه مسلم .

 

الاخوة الأفاضل الكرام بوركتم

 وبوركت جهودكم

 وسدد المولى على الحق خطاكم 

 

والله أكبر.. والعزة لله

وفرجك ياقدير  .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين