وَذَكِّرْ

الكرَم - الإسراف - التبذير 

أرجو أن لا يعتبر منشوري هذا مبعداًللسوريين عن مآسيهم ومصائبهم 

وآمل أن لا أتهم   بنسيان حلب ووادي بردى  وعين الفيجة  ووو ...الخ عجل الله بالفرج وكان بعون الجميع 

 أقول : 

وبدون إسهاب وفي حدود منشور مختصر كهذاأقول : 

مع كل ماينزل بالسوريين  من آلام فمن الضروري أن   أبين  بعض الأمور الأخرى التي تهم معاشنا ومعادنا 

ومن  بداية كتابتي أعترف بأن الهجوم علىّ سيكون  عنيفاً 

 خصوصاً من قِبَل  النساء  اللاتي   يتحمل الكثير منهن القسط الأكبر من وزر الإسراف  وما على الرجال إلا أن يسددوا فواتيره وبدون اعتراض وللإنصاف فإن التبذيريتحمل الرجال  الوزر الأكبر منه حيث هو إتلاف المال في المحرمات  وغالباً فإن النساء  بريئات منه  

 أقول :

السخاء ،الجود ، الكرم ، أخلاق محمودة  

وهي  من أخلاق الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام 

لكن إذا تجاوز الكرم حدوده انقلب إلى إسراف والإسراف  خلق مذموم قال تعالى 

( وكُلُوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) 

وقال تعالى واصفاً عباد الرحمن        الممدوحين  في القرآن الكريم ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) 

ويكفي المسرف َ ذماً أنه غير محبوب من قبل خالقه سبحانه ( إنه لا يحب المسرفين ) 

فمن منا يرضى لنفسه أن يسمع ربه  سبحانه يقول  له : أنا لا أحبك 

وإذا كان المسرف غير محبوب كونه تجاوز الحد في تناول المباحات فقط ولم يقتحم المحرمات   فما بالك بالمبذر وهو من  أهلك  ماله  في تناول المحرمات 

ويكفيه ذما أنه سبحانه اعتبره من إخوان الشياطين  قال تعالى  

في سورة الإسراء(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى? حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ? وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)

الإخوة والأخوات :

لقد كثرت مظاهر الإسراف في حياتنا بمناسبة وغير مناسبة  وإذا كان الإسراف والتبذير علامة على نقص في التدين فهل توافقوني أنه أمارة   أيضاً على نقص في  العقل   

وهل يقبل أحدنا أن يسميه الله سفيها وأن يُتهم بأنه ناقص الدين والعقل معاً

أسأل الله لي ولكم العافية من ذلك 

وإذا كان شكرنا لله على نعمه يزيدها ولا شك كما قال تعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم)فإن كفران النعم بالإسراف والتبذير يهددها بالزوال

قال تعالى (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد  )

فاللهم عرفنا نعمك بدوامها وزيادتها  لا بزوالها واكتبنا مع الشاكرين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين