انشراح الصدور وأسبابه

 

معنى الانشراح : التوسعة والراحة النفسية، والشعور بالرضى والسرور.

أولاً: أنعم الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بانشراح الصدر فقال الحق سبحانه : ( ألم نشرح لك صدرك ) ، وبقدر اتباع سنته، والاقتداء بهديه: ينال العبد من انشراح صدره ، وقرة عينه ، ولذة روحه ما ينال.

فالرسول صلى الله عليه وسلم في ذروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ووضع الوزر، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه.

ثانياً: هناك علامات واضحة ناتجة عن انشراح الصدر نجدها في حديث نبوي رائع، فقد روى الترمذي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح. قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله)).

وأهم الأسباب التي تساعد على انشرح الصدر :

1-  الإيمان واليقين، ورسوخ حقائق التوحيد، فعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}.

2-  العلم مع العمل ، فالعلم النافع أهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا، كما أن الجهل يورثه الضيق والحبس.

3- دوام الذكر على كل حال، وفي كل موطن. 

فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.

4- الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يملكه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان. 

فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلبا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً، وأعظمهم همّاً وغمّاً .

5-  تصفية القلب من الحقد والحسد، والرياء والكبر، فكلما تحقق بصفاء الطوية والإخلاص، والصدق والتواضع كلما كان حظه من الانشراح وافراً.

6-  ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تتحول  آلاما وغموماً وهموماً في القلب، تحصره وتضيقه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين