الفاتح الذي اشتقنا لعودة أيامه -5-

 

 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، وبعد ..

فقد ذكرت في الحلقة السابقة أن السلطان محمد علم أنه لن يتمكن من اقتحام الأسوار والدخول إلى المدينة ( القسطنطينية ) من ناحية البر ، إلا إذا كثف من ضربها بالقذائف العملاقة ، وهذا قد يخرب أكثر عمرانها ، ويضر بالمدنيين بها ، وهو يريد أن يفتحها بأقل خسارة ، وأن تبقى على هيئتها ليتخذها عاصمة للإسلام  ، فـأمر قباطنة السفن الإسلامية باقتحام القرن الذهبي ، ومهاجمة المدينة من ناحية البحر ، وعندها سيضطر الجنود البيزنطيون لتخفيف تواجدهم على أبراج الأسوار لحماية أسوار المدينة من جهة البحر ، وبذلك يتمكن جنوده من اقتحام الأسوار عليهم ، وفتح المدينة دون أن يحدث بها خسائر كبيرة ، ولكن السفن البيزنطية والأوربية المرابطة حول المدينة إضافة إلى السلاسل الحديدية التي أقاموها حول المدينة عاقت حركتها ، تلك السلاسل العملاقة التي كانت تمتد من طرف المدينة الشمالي حتى حي غلطة الذي تسكن فيه الجالية الجنوية ، وكانت مزودة بعوامات خشبية مدورة لتجعلها دائمة طافية فوق سطح الماء .. 

فأمر السلطان فرق بحريته بمحاولة السعي لتحطيم تلك السلاسل الحديدية ، ولكن الجنود البيزنطيين المتحصنين على الشاطئ كانوا يسلطون نيرانهم تجاه كل من يقترب من تلك السلاسل من فوق أبراجهم التي لا تطال .. وفي هذه الأثناء وبالتحديد في يوم 20 من شهر أبريل وصلت 5 سفن حربية عملاقة تحمل الأسلحة والمؤمن والجنود التي بعث بها البابا لنجدة المدينة ، فحاولت أن تتصدى لها السفن العثمانية لكنها عجزت أمامها ، وتمكنت كلها من الدخول إلى ميناء المدينة من ناحية القرن الذهبي بعد أن أرخى لها الحراس السلاسل ، رغم أن السلطان خرج بنفسه ليحث بحارته على تتبعها ، واندفع نحو البحر حتى غاصت قدما حصانه في الماء ، وصارت سفن العدو على مرمى حجر منه ، وأخذ يصيح لـ " بالطة أوغلي " رئيس البحارة ويقول : .. يا قبطان ! يا قبطان ! احذر أن تفر منك ، فازداد حماس القبطان وبحارته لمهاجمة السفن الأوربية الضخمة بمدافعهم ، وفي الوقت الذي كان بحارة تلك السفن يتأهبون للاستسلام ، هبت ريح عاتية أبعدت سفن المسلمين عنها ، وحركت تلك السفن في اتجاه الخليج حتى نجت كلها، ودخلت الخليج ، بعد أن أرخى الحراس لها السلاسل ، كما أن إصابة عين القبطان في تلك الحادثة بأحد السهام جعل كثيرا من البحارة حوله ينشغلون به عن متابعة السفن الفارة ..   

واضطر السلطان بعد ذلك إلى عزل القبطان " بالطة أوغلي " عن إمارة البحرية ، لأنه لم يسابق الزمن ، ويستولي على تلك السفن قبل فرارها ، وعين خلفا له حمزة باشا خلفا له ، وقد علم السلطان ـ بعد أن شاهد بعينه كيف نجت سفن الأعداء بأعجوبة ـ  أن البحارة لم يقصروا ، ولكنه كان يريد أن يلغي فكرة المستحيل من أذهان قادته .

 وكان يخشى أن يتسبب دخولها في رفع الروح المعنوية لدى قسطنطين وجنوده ، ويجرئهم على الصمود أكثر أمام المسلمين ، وهذا قد حدث بالفعل ، فقد حسبوا أن المسلمين لن يستطيعوا أن يواجهوهم بحرا مع صعوبة الاقتحام من ناحية البر ، وبذلك يفشل الحصار كما فشلت الحصارات العديدة قبله ..

وبدأ قسطنطين يراسل ملوك أوربا والبابا ويحضهم على مساعدته ، ويؤكد لهم أن محمد الفاتح لن يستطيع أن ينال شيئا من حصار المدينة ، وسيفشل حصاره كما فشل حصار من سبقه ..  

وأمام هذه الظروف سعى السلطان محمد للبحث عن أي مخرج لتلك المشكلة التي كادت أن تفشل حصاره الذي كلفه الكثير من الوقت والجهد والمال ، وخشي أن تتوالى الإمدادات من سائر أوربا عبر البحر لنجدة قسطنطين ، فغلبه الأرق ، وخاصة بعد أن سيطر اليأس من فتح المدينة على بعض وزرائه ومستشاريه ، وعلى رأسهم الوزير " خليل باشا " الذي رأى ضرورة مصالحة قسطنطين والعودة إلى أدرنة ، وقد كان رجلا كبير السن تعمقت في ذهنه فكرة استحالة فتح المدينة ؛ لأنه عايش مرات حصارها من قبل دون جدوى ..

ولم يكن أحد يشك في إخلاص هذا الوزير  ، ولكن كما ذكرت من قبل أن السلطان الشاب المتوقد حماسة كان لا يؤمن بشيء اسمه المستحيل  ..

وأمام إصرار الوزير خليل باشا على رأيه في فك الحصار والعودة عقد السلطان مجلسا مصغرا يضم وزراءه وعلماءه ، وأثناء النقاش وقف " زوغنوش باشا " فقال في لغة تركية تشوبها لكْنة ارناؤوطية: حاشا وكلا أيها السلطان، أنا لا أقبل أبداً ما قاله خليل باشا، فما أتينا هنا إلا لنموت لا لنرجع ، وأحدثت مقولته تلك وقعاً عميقاً في نفوس الحاضرين، حتى خيم السكون على الجميع ، ثم واصل زوغنوش باشا كلامه فقال: إن خليل باشا أراد بما قاله أن يخمد فيكم نار الحمية ويقتل الشجاعة ، ولكنه لن يبوء إلا بالخيبة والخسران.

وربما كان في رده قسوة ، ولكن لا بأس بتفنيد آراء الغير والرد عليها ما دام ذلك للصالح العام ، ولا تتدخل فيه الأهواء ، ونحن نرى ونسمع ما يجري من نقاش حاد في المجتمعات الديمقراطية عند اتخاذ القرار ، وفي النهاية يبقى الود كما هو ، ويقر المغلوب للغالب ، ويضم صوته إلى صوته .. 

 ونعود إلى " زوغنوش باشا " فنقول : إنه استمر في حديثه قائلا : إن جيش الإسكندر الأكبر الذي قام من اليونان وزحف إلى الهند ، وقهر نصف آسيا الكبيرة الواسعة لم يكن أكبر من جيشنا ، فإن كان ذلك الجيش استطاع أن يستولي على تلك الأراضي العظيمة الواسعة أفلا يستطيع جيشنا أن يتخطى هذه الكومة من الأحجار المتراكمة ؟!!  وقد أعلن خليل باشا أن دول الغرب ستزحف إلينا وتنتقم منا، ولكن ما الدول الغربية هذه؟ وهل هي الدول اللاتينية التي شغلها ما بينها من خصام وتنافس، هل هي دول البحر المتوسط التي لا تقدر على شيء غير القرصنة واللصوصية؟ ولو أن تلك الدول أرادت نصرة بيزنطة لفعلت وأرسلت إليها الجند والسفن..

ولنفرض أن أهل الغرب بعد فتحنا القسطنطينية هبوا إلى الحرب وقاتلونا فهل سنقف مكتوفي الأيدي بغير حراك؟!!  أو ليس لنا جيش يدافع عن كرامتنا وشرفنا؟

يا صاحب السلطنة ، أما وقد سألتني رأيي فلأعلنها كلمة صريحة، يجب أن تكون قلوبنا كالصخر ، ويجب أن نواصل الحرب دون أن يظهر علينا أقل ضعف أو خور، لقد بدأنا أمراً فواجب علينا أن نتمه، ويجب أن نزيد هجماتنا قوة وشدة ، ونفتح ثغرات جديدة ، وننقض على العدو بشجاعة ، لا أعرف شيئاً غير هذا، ولا أستطيع أن أقول شيئاً غير هذا ....

وعندها بدت على وجه الفاتح أمارات البشر والانشراح لسماع هذا القول، والتفت إلى القائد طرخان يسأله رأيه ، فأجاب على الفور : إن زوغنوش باشا قد أصاب فيما قال ، وأنا على رأيه يا سلطاني.

 وجاء دور الحديث على الشيخ آق شمس الدين والشيخ الكوراني فأجابا بأنهما على رأي زوغنوش باشا ، وقالا: يجب الاستمرار في الحرب، وبالغاية الصمدانية سيكون لنا النصر والظفر.

وانتهى الاجتماع الطارئ بتأييد فكرة استمرار الحصار ، وعندها أصدر السلطان أمره للقوات للبرية بالجد في قذف أسوار المدينة وأبراجها حتى تدق عن آخرها إن لم يجد حلا غير ذلك ..

وفي نفس الوقت حاول أن يجرب فكرة الأنفاق ، بأن يشق بعضها تحت الأرض إلى داخل المدينة ، ثم يدخل الجنود لاقتحامها من الداخل ، ولكن البيزنطيين تنبهوا لذلك بعد أن سمعوا أصوات الحفر تحت الأرض ، فبعث قسطنطين المهندسين والفعلة لتحديد أماكن الحفر التي يعمل فيها المسلمون فهدموا عليهم الخنادق ، وصبوا عليهم الزيت المغلي والنار الإغريقية الحارقة ، فمات أكثرهم خنقا وحرقا ، فأمر السلطان محمد بإيقاف الحفر ، واسترجاع الفعلة الذين يعملون في الإنفاق حرصا على حياتهم ، ولم تفلح فكرة الأنفاق وإن كانت قد أوقعت الرعب في قلوب سكان المدينة ، وصاروا يتخيلون أن الأتراك قد خرجوا إليهم بأسلحتهم من باطن الأرض واختطفوهم ، وكثرت بينهم الشائعات وأحاديث العوام  .. 

فلجأ السلطان إلى حيلة أخرى ، ألا وهي بناء برج خشبي عال ذي ثلاثة طوابق ، يجلس في طابق الجند مع آلات الحفر والنقب ، وفي الطابقين الآخرين توضع بعض الأسلحة والسلالم ، ويغطى هذا البرج بجلود سميكة مبللة كي لا تؤثر فيه نيران مدفعية العدو ، ثم يقرب هذا البرج عن طريق العجل من أحد أبواب السور الخارجي لمحاولة تحطيمه أو فتحه ، ولكنه حُرق تحت النيران الكثيفة التي أطلقت عليه ، واستشهد من بداخله ..  

ولقد أعطى المؤرخ البيزنطي الشهير "باربارو" الذي شهد الحصار تفاصيل واضحة عن هذا البرج ، وبين أن فكرته لم تفشل ، وكتب تاريخ وقائع هذا الحادث بكل تقدير وإعظام، وذكر أن أهالي القسطنطينية  كلهم ، لو قاموا قومة رجل واحد، في بناء هذا البرج، الذي بناه المعلمون الأتراك في ليلة واحدة، وخلال أربع ساعات، لما انتهوا منه في شهر واحد.

 فهذا البرج الرائع الذي بني من الأخشاب قد تم تغطية سقفه بطابقين من جلد الإبل والثيران ، وحتى يكون مقاوماً للحريق فقد ملئت فجواته بالتراب ، وللصعود إلى الدور العلوي من البرج توجد سلالم محكمة في الداخل والخارج ، كما يوجد في السقف ثقوب للإطلاق منها، كذلك يوجد في الأدوار السفلية شبابيك للتهوية.

ولقد تم استحكامه بالمدافع والمنجنيق، وغيره من الآلات التي تمكن من إطلاق نار "جريجويس" وملء داخله بالجنود.

 ويضاف إلى كل ذلك أنه كان مجهزاً بالجسور المتحركة ؛ للانتقال منه إلى أسوار المدينة ، وكان الهدف من إنشاء هذا البرج تأمين نقل العساكر منه إلى الأسوار من جهة؛ وتعبئة الخندق الكبير الواقع أمام السور بالأشجار والتراب، التي تراكمت في البرج، من جهة ثانية.

وقد تم فتح طريق مسقوف بمسافة نصف ميل، لمرور العساكر فيه، من المعسكر إلى البرج، بأمن وسلامة.

ولقد وقع اصطدام شديد في ذلك اليوم حتى حل ظلام الليل بين الجنود الذين اعتلوا البرج، الذي كان عملا خارقا للتقنية وقتها ، وبين الجنود المرابطين على سور  المدينة ، وتم هدم برج من أسوار "طوب قابي"  .

وكان بناء هذا البرج في يوم الخميس ليلة الجمعة 8/9 جمادى الأولى، الموافقة لـ 17/18 مايو، وعمل فيه مئات المهندسين والمعلمين والعمال ..

ونرجع إلى السلطان فنقول : إنه لما لم تؤت فكرة البرج الغاية الكاملة المرجوة منها أعاد الاجتماع بمستشاريه مرة أخرى ، ولكنه كان اجتماعا موسعا هذه المرة للبحث عن حل يتخلص به من تلك الأسوار الحصينة والسلاسل الحديدية التي حالت دون اقتحام المدينة من ناحية البحر ، ونادى في العلماء والمهندسين والصناع بأن من لديه فكرة فليأت لعرضها عليه ، ولكن دون جدوى..

وبسبب تلك المعضلة صار لا ينام ليلا أو نهارا ، يخرج فيتأمل الواقع تارة ، ويأمر بطلب الخرائط تارة أخرى ، ويبحث في تاريخ القادة السابقين الذين تعرضوا لمثل تلك المواقف ليرى كيف تصرفوا فيها ، فإذا حان وقت الصلاة لجأ إليها ، وأخذ يسأل الله في صلاته الفتح من عنده ، وفجأة التفت إلى من يرافقه من شيوخه يسألهم أن يلحوا على الله في دعائهم ، وأصدر أوامره لقادته العسكريين ليحثوا الجنود على التضرع إلى الله والإنابة إليه ، فإذا ما توجهت القلوب كلها إلى الله هيأ لها الفرج لا محالة  ..

 وبينما هو في هذه الحالة خطر بباله فكرة غريبة ، ربما لم يسبق لأحد تجريبها من قبل ، وهي أن يسعى لنقل المراكب من مرساها في بشكطاش إلى القرن الذهبي ، وذلك بنقلها إلى الطريق البري الواقع بين الميناءين ، ثم ينزلها داخل السلاسل الحديدية ، وفي مكان آمن بعيد عن السفن البيزنطية والأوربية ؛ كي لا تتعرض لها وتعيق حركتها ، وبذلك يمكنها الإبحار حول الشاطئ حتى تتمكن من قذف المدينة ، وإنزال الجنود الذين يقتحمونها من الخلف ..

ولاقت فكرته قبولا لدى من حوله ، وبدءوا في إدخال السفن من ميناء بشكطاش العثماني ( دولمه باغجه حاليا ) في مضيق البسفور إلى القرن الذهبي عن طريق البر ، وركبت في كل سفينة مجموعة من العجلات الصغيرة ، وعدد من الثيران لجرها ، وذلك بعد أن مُهد الطريق لمسافة 3 أو 6أميال ، وفرشت بالألواح الخشبية ، ثم دهنت تلك الألواح بالشحم والزيت ليسهل انزلاق السفن عليها ..

وفي ليلة واحدة ( وهي ليلة الحادي والعشرين من أبريل ) أمكن نقل حوالي 70 سفينة دون أن يشعر بذلك العدو ؛ لأن السلطان أمر بتكثيف القذائف على أسوار المدينة في تلك الليلة بصورة غير معتادة ، فشغلت الجميع عن متابعة ما يجري ، وغطت أصوات المدافع على الأصوات التي حدثت عند تحرك السفن ، كما أمر بشن هجمات على السفن الأوربية والبيزنطية المرابطة في ميناء المدينة حتى ابتعدت عن المكان المخصص للإنزال البحري . 

واتسمت عملية النقل والإنزال بسرعة فائقة وتنسيق دقيق ، إلى درجة أنه في الوقت الذي كانت فيه السفينة الأولى تنزل إلى الخليج ، كانت السفينة الأخيرة في الوقت نفسه لا تزال تسحب من البحر إلى البر.

وما هي إلا ساعات حتى كانت السفن الإسلامية قد التصقت بالشاطئ ، وأفرغت بعض جنودها تحت أسوار المدينة ليباشروا الوثب فوق أسوارها وأبراجها عند تلقيهم الأمر من السلطان..

ولكي تتم عمليه الإنزال للجنود بسلام كان السلطان قد أمر بنصب المدافع على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي والمياه المجاورة لقذف السفن الأوربية والبيزنطية عند محاولتها التصدي للسفن الإسلامية ، ونجحت تلك المدافع بالفعل في إصابة سفن الأوربيين بالشلل التام .

واستيقظ جنود المراقبة فوق أسوار المدينة ليجدوا سفن المسلمين تسبح في الخليج ، فأخذهم الذهول : وصاحوا من أين جاءت تلك السفن ؟!! وكيف عبرت إليهم ؟؟!! إن السلاسل مشدودة كما هي !! وهي تطفو فوق سطح الماء لم يصبها أي خلل !! والمراقبون لم يغفلوا عنها !! 

ووقف أحد المؤرخين المتابعين للحادث مشدوها ليقول : ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق ، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار ، وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلا من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر .

وتحقق ما كان يصبو إليه السلطان إذ إن الإمبراطور ما أن علم بتلك الحيلة وأن الجنود المسلمين قد نزلوا على أسوار المدينة من جهة البحر ، تلك الأسوار التي كانت ضعيفة وغير مرممة ، حتى أمر بإنزال عدد كبير من أعلى الأبراج البرية ليرسل بهم تجاه البحر ، وبذلك تشتت جنوده أمام الجند الإسلامي الذين استعدوا لاقتحام المدينة من جهة البر والبحر معا..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله إن كان في العمر بقية والصحة متسع

الحلقة السابقة هـــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين