الفاتح الذي اشتقنا لعودة أيامه (6)

 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، وبعد ..

فقد ذكرت في الحلقة السابقة أن الإمبراطور ما أن علم أن الجنود المسلمين قد نزلوا على أسوار المدينة من جهة البحر حتى أمر بإنزال عدد كبير من أعلى الأبراج البرية ليرسل بهم تجاه البحر ، وبذلك تشتت جنوده أمام الجند الإسلامي الذين استعدوا لاقتحام المدينة من جهة البر والبحر معا..

أما السفن البيزنطية والأوربية فقد صارت  في وضع سيء، حيث بقيت بين نارين، من داخل الخليج ومن خارجه ، فاضطروا قبطانها للانزواء بعيدا ، بعد أن تحطم أكثرها أمام المدافع البحرية .

وكان السلطان بعبقريته الهندسية الفائقة قد استطاع ابتكار مدفعية تسمى "هافان" تستخدم لضرب السفن ، وقد صب نماذجها الأولى أمام  القسطنطينية المحاصرة ، ونقلها من "ظهر بي أغلو" و"غلطة"، و نجحت في إغراق أكثر سفن العدو ، وأضيف هذا الابتكار لرصيد السلطان محمد مع الأعمال الجليلة الأخرى .   

وحاول الإمبراطور السعي لإشعال النيران في السفن العثمانية، ولكن  الجنويين الذين كانوا يتجسسون لصالح السلطان إرضاء له نقلوا خبر هذا التدبير إلى القبطان العثماني فاحتاط لنفسه ، وأبطل خطتهم  بتشديد الحراسة على سفنه ..

ثم أصدر السلطان أوامره لقواته البحرية بالتوجه إلى جزر الأمراء في بحر مرمرة لفتحها ، فافتتحوها جزيرة تلو جزيرة ، ولم تلق البحرية العثمانية مقاومة كبيرة في الاستيلاء على تلك الجزر ، باستثناء جزيرة  "برنكوبوس/بيوك آدا"  حيث تم إحكام تحصينها قبل الفتح بفترة وجيزة، بأمر من الإمبراطور ، وصارت مثل القسطنطينية في حصانتها ، واستبسل سكانها من الأهالي والأجانب في الدفاع عنها ، ولم تنفع مع أسوار قلعتها طلقات المدافع  فقام القائد "سليمان بالطة أغلو" الذي أوكل إليه أمر فتحها بوضع الكبريت والقطران والحطب وغيرها من المواد في أطراف السور ، وأشعل فيها النيران ، وهدد بحرق بقيتها إن لم يستسلم المدافعون عنها ، ففتحوا أبواب القلعة معلنين الخضوع له .

 وبعد ذلك أمر السلطان بتشييد جسر في الخليج الملتف حول المدينة يربط بين "كومباراخانه"، ومرسى "دفتردار" وكان هذا الجسر مهيأً لأن يمر عليه خمسة رجال مصطفين ، وكان طوله على وجه التقريب ألفي قدم ، واستخدم في تشييده أكثر من ألف عوامة، علقت بها الأخشاب من خلال كماشات حديدية، وفرشت عليها الألواح الخشبية، بحيث تشكل منها جسر قوي.

كما تم وضع بعض المدافع على جانبي هذا الجسر، واستخدمت في إطلاق القذائف على النقاط الضعيفة من الأسوار البحرية حتى أحدثت بها ثغرة كبيرة ساعدت على تسلل كثير من الجنود عبر هذا الجسر إلى داخل المدينة  بعد أن صدر الأمر باقتحامها ..

ومن العجب أنه في تلك الفترة التي كانت شديدة التأزم بالنسبة للبيزنطيين كان الرهبان مشغولين بأمور تافهة ، يتجادلون فيها ويتخاصمون ، مثل هل الضياء (النور) مخلوق أم لا ، وغير ذلك مما لا يترتب عليه كبير فائدة في مثل تلك الأوقات ..

وكانوا ينتظرون أن تنزل الملائكة لتحرق الأتراك ( المسلمين ) بعد دخولهم المدينة !!! وإذا غاب رجال الدين في أي ملة من الملل عن هموم الشعب ومشاكله فلا حاجة لوجودهم .

وفي يوم 15 من جمادى  الأولى سنة 857 هـ الموافق 24 مايو سنة 1453 م أيقن السلطان محمد أن الفتح صار قريبا بعد تمكن جنوده من الوصول إلى أسوار المدينة الخلفية التي لم تكن بمثل حصانة أسوار البر ، فأرسل السلطان محمد إلى قسطنطين مرة أخرى ليعذر إليه ، ويطلب منه تسليم المدينة حتى لا تتعرض للخراب والدمار في مقابل أن يمنحه مدينة " تساليا" على أن يؤمن له طريق الرحيل هو وأسرته ومن شاء أن يرافقه من رعيته ، وبعث بالرسالة مع صهره إسماعيل إسفنديار الذي كان صديقا للإمبراطور من قبل ؛ ليعلم أنه جاد في عرضه ، وقد أكد له إسفندار أنه مستعد لأن يرتب للقاء يجمعه بالسلطان ..  ولكن قسطنطين فضل أن يموت في سبيل تاجه وعرشه بدلا من أن يخرج من المدينة ..

وقيل : إنه لما وصلته الرسالة جمع حاشيته وعرض عليهم الأمر ، فمال بعضهم إلى المسالمة ، وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت ، فلم يجد الإمبراطور بدا من الأخذ برأيهم ، وأمل أن يفك السلطان محمد حصاره عنه في اللحظة الأخيرة ، ورد عليه برسالة قال فيها : إنه يشكر للسلطان إذ جنح إلى السلم ، وأنه يرضى أن يدفع له الجزية التي يقررها عليه ، وأن يتنازل له عن كل الأراضي التي خارج أسوار المدينة ؛ ويرضى حتى بتعيين موظفي الأمن في بيزنطة من لدن الأتراك؛ وغير ذلك من الشروط القاسية ، أما القسطنطينية فإنه يقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته ، فإما أن يحفظ عرشه أو أن يدفن تحت أسوارها ..

فلما قرأ السلطان رسالته تمتم قائلا : حسنا عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر ، أي أنه ليس أقل حرصا على المدينة من قسطنطين ، فإما أن يدخلها فاتحا أو أن يموت على أعتابها..  

وربما الذي جعل الإمبراطور يصر على رأيه أنه كان ما يزال يؤمل في نجدة أوربا له ، بدليل أنه يوم السبت 17 جمادى الأولى، الموافق 26 مايو جاء وفد مجري إلى السلطان يطالبه برفع الحصار عن المدينة  .. وجاء على لسان الوفد أن الملك المجري "لاديسلاس الخامس" الذي أدرك رشده قد استلم الحكم من نائب المملكة "يانكو هونياد"          وأنه يبلغه أن معاهدة "سمندرة" التي تمت بين المجر والدولة العثمانية من قبل تعد ملغية لأن من وقعها قد ترك الحكم .. وسلم إليه الوفد صورة المعاهدة ، وطلب إعادة النسخة الموجودة لديه ، إلا أن السلطان رد عليه بأن معاهدة "سمندرة" لم تكن معاهدة فردية، عقدت بين رجلين؛ وإنما كانت معاهدة رسمية، عقدت بين دولتين. فجاء إليه رسول آخر، ولكن باسم الملك هذه المرة، مطالباً بشكل صريح برفع الحصار عن "السقطنطينية" مشيراً إلى أن الحصار إن لم يتم رفعه فإن "المجر" مضطرة إلى التشبث بالسلاح، لإنقاذ الإمبراطورية البيزنطية.

ورغم أن هذا الكلام كان يحمل تهديدا قاسيا للسلطان إلا أنه حلم على الرجل ، ولم يشأ أن يرد على رسالته ، واكتفى بالإشارة بيده إلى المدافع المنصوبة حول الأسوار ليراها السفير ، وكأنه أراد أن يقول له  : إن كان ملككم يريد أن ينقض المعاهدة ويأتي للدفاع عن القسطنطينية فهذه المدافع في انتظاره . 

ولم يجد السلطان محمد بدا إذن بعد عدم استجابة قسطنطين لطلبه من أن يأمر جنوده باقتحامها ، فقسم جنود البر إلى 3 كتائب ، أوكل إلى كل كتيبة بباب من أبواب المدينة الثلاث ، وكان ذلك في يوم الثلاثاء ، 20 من جمادى الأولى الموافق التاسع والعشرين من مايو ، وكان قبل ذلك بيومين قد أمر سائر جنوده بالصوم تطوعا لله ، وأن يكثروا من ذكر الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه ؛ حتى تصفو أرواحهم وتزكوا أنفسهم ، ولا يعلوهم البطر ..

كما أنه قد أمر ـ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة ـ بإيقاد الشمع والمشاعل والقناديل في الليلة المحددة فانقلب الليل إلى نهار في توهج شديد ، وتعالت صيحات الجنود من داخل المعسكر بالتهليل والتكبير والأناشيد الحماسية ودقات الطبول ، حتى روعت أصواتهم جنود الأعداء خلف السوار ، الذين حسبوا عندما رءوا النيران أن حريقا كبيرا قد اندلع في معسكر المسلمين ، فهرولوا فرحين إلى السور ليروا ما يسوؤهم ، واستمرت النيران تسطع في كل مكان ، وتنشر ضوءها خارج المدينة وداخلها ، ثم أمر بإطفائها مع منتصف الليل فأطفئت فجأة ، فتبدل النور إلى ظلام شاحب تخلله سكون تام ، وصار لا يُسمع غير أصوات المطر المتساقط فازداد خوف البيزنطيين داخل المدينة .. 

وأخذ السلطان محمد يتجول بين فرق جيشه يخطب فيهم ويحضهم على الجهاد ، ويعدهم بالجوائز الثمينة بعد أن يتم الفتح ، ويعد أول جندي يرفع راية الإسلام داخل أسوار القسطنطينية بالمكافأة العظيمة ، وأوصاهم بقوله : إن قدر لهم ودخلوا المدينة فليلتزموا بتعاليم الإسلام فلا يقاتلوا إلا الجند ، وأن يجعل كل جندي تعاليم شريعته الغراء نصب عينيه ، وأن يتجنبوا القتال في الأماكن التي يوجد فيها الأطفال والنساء والعجزة ،  وليتجنبوا الكنائس والمعابد ولا يمسوها بأذى  .. ووعد الشجعان بأن يرقيهم في مناصبهم ، ويجعل منهم رؤساء وسناجق ، وفي نفس الوقت أنذر من يجبنون بشر الجزاء .

أما علماء المسلمين الذين كانوا هم محرك الأمة في هذا الوقت وقلبها النابض فقضوا ليلهم يطوفون بين صفوف الجنود ، ويقرءون عليهم الآيات التي تحض على الجهاد وتبين فضله ، وما أعده الله من نعيم في الجنة للمجاهدين في سبيل الله والشهداء منهم خاصة ..

ويذكرون لهم قصة أبي أيوب الأنصاري الذي صار قبره ظاهرا للعيان أمامهم ، وكيف أنه قطع هو وصحبه المسافات الطويلة ، وقضوا الشهور سابحين في البحر بإمكانياتهم المحدودة ، وما فعلوا ذلك إلا طلبا لرضا الله بفتح تلك المدينة ، ونشر الإسلام في ربوعها أو نيل الشهادة التي هي أمنية كل مسلم ، وفي نهاية موعظتهم كانوا يرددون على مسامعهم قول النبي صلى الله عليه وسلم « لتفتحن القسطنطينية ، ولنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش » يسمع كل جندي هذا الحديث فيزداد شوقا إلى الجهاد ، ويشتعل حماسا ، ويتمنى أن يكون من ذلك الجند الذي هو نعم الجند .

وصار الجنود يتسامحون عن هفوات بعضهم، ويكتبون وصاياهم، طمعا في رضوان الله إن قدرت لهم الشهادة .

وانصرف شيوخ الإسلام الكبار بعد وعظ الجند إلى التضرع إلى الله بالدعاء ، كل في مضجعه ؛ فاحتاج السلطان الشيخ آق شمس الدين لأمر من أموره ، فذهب إلى خيمته فإذا بخادمه يقول له : إن الشيخ نهى أن يدخل عليه أحد في تلك الساعة فغضب السلطان من رده واقتحم الخيمة ، وإذا به يفاجأ بالشيخ ساجدا ، يرتفع منه أصوات البكاء ، يتدلى شعر رأسه الأبيض على وجهه ، بعد أن سقط عنه غطاؤه ..

وداخل المدينة كان الإمبراطور والقساوسة حوله قد التجئوا إلى كنائسهم يصطحبون صلبانهم ، ويحملون الصور ، ويرددون ترانيمهم ؛ آملين أن تنفعهم بشيء .

ووقف الإمبراطور ليلقي فيهم خطبته الأخير ، واعترف على مسامعهم أن تلك العاقبة السيئة كانت تستحقها روما الشرقية بسبب التفسخ الأخلاقي الذي انتشر فيها ..

   ومع شروق الشمس وبعد فراغ المسلمين من صلاة الصبح أصدر السلطان أمره ببدء القتال ، فنفخ في الأبواق ، ودقت الطبول ، وتعالت صيحات التكبير في جميع جهات البر والبحر ، وانطلقت المدافع ترافقها تحركات الجنود التي صنعت كالدائرة الكبيرة حول المدينة من جهة البر والبحر ، يتقدمهم العلماء وعلى رأسهم الشيخ  "آق شمس الدين"، و"الملا شهاب الدين الكوراني " متسابقين إلى طلب الشهادة في سبيل الله ، أما السلطان محمد فسل سيفه وهو على فرسه وقال بصوت عال : جنودي أنا مستعد للموت ، وتقدم إلى الأمام تحيط به حاميته.

ونظر مَن فوق الأبراج من البيزنطيين فوجدوا المجاهدين المسلمين يتسابقون إلى أسوار المدينة التي تصدع أكثرها ، غير مبالين بالنيران التي تقذف عليهم من الداخل ، والتي ادخرها الأباطرة لمثل تلك الساعة ..

وهناك عند بابي  سان رومان (الذي سمي فيما بعد باسم باب المدافع ) وباب أدرنة كان الزحف الأوليُّ للمسلمين ، يتقدمهم أحد الجنود الانكشارية ، رجل ضخم الجسم ، عظيم الطلعة ، يسمى حسن طوبال ، انطلق كالأسد ، وظل يقاتل حتى نال الشهادة هو وبعض رفاقه ، ماتوا جميعا حرقا تحت جحيم النيران التي صبت عليهم من أعلى الأبراج ، ولكن قتلهم حرض الآلف على الاقتداء بهم ، فانطلقوا وسط القذائف ؛ تحضهم صيحات السلطان الذي كان يرافقهم على جواده غير عابئ بالأخطار المحدقة به ؛ حتى تمكنوا من اجتياز السور الخارجي ، والصعود إلى أعلى الأبراج ؛ ليقذفوا بمن فوقها من الجنود البيزنطيين ، وليأخذوا أماكنهم بها ، ويرفعوا الأعلام العثمانية عليها ..

كان يوما عصيبا على الفريقين ، ولكن هكذا النصر لا يوهب ، وإنما ينتزع انتزاعا  ..

ومن فوق الأبراج سلط الجند المسلمون أسلحتهم على من تحتهم من الجنود البيزنطيين حتى فروا إلى داخل المدينة ، وفتحت أمام زحوف المسلمين البوابة الكبرى ( سان رومان ) لتنطلق مندفعة إلى داخل المدينة ؛ بعد أن ردموا الخندق ، وحطموا جزءا كبيرا من السور الداخلي ، وعندها علا الصراخ بين صفوف البيزنطيين pols healo he أي احتلت المدينة .

وما حدث عند باب ( سان رومان ) حدث مثله عند باقي الأبواب ، حتى ارتفعت رايات العثمانيين على سائر الأبراج ..

وقد وصف هذا الهجوم أحد مؤرخيهم وهو " باربارو " بقوله : هجمت الانكشارية على سور المدينة البائسة كالأسود صائحين ، ووصلت أصواتهم بعيدا إلى الأناضول على بعد اثني عشر ميلا من معسكرهم ، وسلبت أصواتهم العالية شجاعتنا ، وانتشر الانكشارية في المدينة  .. "

وجرى أول اشتباك مباشر بين المسلمين وبين البيزنطيين بقيادة القائد المغامر ( جستنياني ) فأصيب بجرح في ذراعه انسحب على إثره خفية مخلفا جنوده صرعى حتى وصل مع بعض خاصته إلى الميناء ، ومنه امتطى سفينته الخاصة إلى جزيرة " لمنوس " تاركا قسطنطين ليلقى مصيره المحتوم .

ونظر الإمبراطور فوجد جموع المجاهدين المسلمين تتدفق عليه من كل ناحية داخل المدينة ، من ناحية البر والبحر ، تردد بصوت موحد " الله أكبر الله أكبر ، فخلع زيه الملكي ولبس زي الجند كي لا يعلم من بينهم ؛ وكان يدرك أن عيون الجنود المسلمين عليه ، كلٌ يحاول أن يظفر بقتله أو أسره ، ونظم جيوشه الذين عاهدوه على أن يقاتلوا معه حتى الموت ، ودخل مع جنود المسلمين التي تدفقت داخل المدينة في مواجهة عنيفة انتهت بقتله هو ومن رافقه من الجند الأوربيين ، بعد أن أبلى بلاء حسنا يُحمد عليه .

وقيل في قتله إنه تصدى لجندي تركي فضربه الجندي ضربة طرحته أرضا ، فلما همّ بالقيام أجهز عليه الجندي بضربة أخرى ، وهو لا يعلم أنه قسطنطين .   

ومن باب الأمانة نذكر أن من قاتلوا معه هم الجند الذين كان ينعم عليهم بخيره ، أما المضطهدون المظلومون داخل المدينة ، وخاصة الذين كانوا يخالفون مذهبه الاعتقادي فأسرعوا بالتخلي عنه ، بل قال بعض زعماء الأرثوذكس : " إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية " ..

ولا عجب في ذلك فالظلم يفقد الإنسان فضيلة الانتماء إلى وطنه وأهله ..

ولم يكن أمام باقي الجند البيزنطيين والأوربيين بعد مقتل الإمبراطور غير الاستسلام ، وترك المواجهة التي طالت دون جدوى ، وتحقق بذلك النصر الشامل للمسلمين ..

وتذكر المصادر البيزنطية أن السلطان الفاتح أمر بعد ذلك بالبحث عن جثة قسطنطين ، فلم تعرف إلا من خلال الأحذية الحمراء التي اختص بها الأباطرة ، بعد أن تلطخت بالدماء والطين ، فأمر السلطان بأن يدفن بمراسيم تليق به وبعظمته ، وهذا من نبل السلطان وتقديره للعظماء وإن كانوا أعداءه  ..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن كان في العمر بقية وفي الصحة متسع .

الحلقة السابقة هــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين