فن التعامل مع النصيحة

                        

استمع باهتمام لتفهم تماماً وجهة نظر الآخر قبل أن تقرر موقفك منها. قد تكون عند الناصح خبرة تنقصك أو إنه ينظر إلى الأمور من زواية أخرى، في الوقت ذاته قد تنقص الناصح الخبرة التي لديك وقد لا يرى الأمور من الزاوية التي تنظر منها. لذلك قرار التعامل مع النصيحة يجب ألا يكون انفعالياً، وإنما بعد أن تضيف الزاوية التي يرى منها الناصح إلى الزاوية التي ترى منها أنت، وبعد أن تجمع خبرته إلى خبرتك أنت، وبعد أن تنظر في كيفية تطبيق النصيحة بما يناسب شخصيتك وأسلوبك أنت. بعد ذلك تقرر أن تتجاوز النصيحة أو أن تأخذها كما هي أو أن تعدلها قبل التطبيق.

تحديد الفكرة الخاطئة التي تريد الرد عليها والرد عليها بما تراه صواباً بشكل واضح وصريح هو ما يخدم فكرتك. أما وصف من يحملون هذه الفكرة بالصفات السلبية فمهما أبدعت في طريقة الوصف تلك أنت تبدع في شكل الحواجز التي تضعها بينك وبينهم ليس إلا.                       

أنت قلتَ وهم قالوا، وأنت فعلتَ وهم فعلوا. إذا لم يجد قولك إلى التحقق سبيلاً فإن مراجعة وتطوير أفعالك وأدواتك ومهاراتك وعلاقاتك وتصوراتك وخططك هو ما يمكّنك من تحويل أقوالك إلى حقائق وليس لوم أقوال الآخرين.

النصيحة مجهولة النسب التي تنتظر موقعاً يخفي الأسماء قد تكون صادقة وقد لا تكون. أما النصيحة الصادقة والمؤثرة فهي التي يبادرك بها صاحبها وجهاً لوجه، وفي عينيه يلمع بريق المحبة، ومن صوته يشع دفء الاهتمام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين