6 سنوات، ومستمرّون

 

بالطبع مستمرون، ولو بلغت ثورتنا من عمرها عشراً وبلغت عشرين. 

 

ليس لأن الباقي أمامنا من رحلتنا إلى الحرية قصير يسير، بل هو طويل عسير. وليس لأننا نعيش في سعة ورخاء، بل نحن في شدة وعناء وبأساء، ولقد اشتدّ الكرب وثَقُل الحِمل وطالت المحنة حتى أوشك بعض الناس على رفع الراية البيضاء.

 

كل هذا نعرفه ولا ننكره، ونحن رغم هذا كله مستمرون، مستمرون لأن طريق العودة أشقّ وأطول، ولأننا على يقين أن ما ينتظرنا -لو رجعنا إلى حيث كنّا- أصعبُ من كل الصعوبات التي تكتنف الجزء الباقي من الرحلة بما لا يُقاس.

 

يا أيها الناس، يا أيها الصابرون المرابطون في أرض الشام:

 

إن الثورةَ سفينةٌ أقلعت بركّابها من ميناء العبودية والذل والأغلال إلى ميناء الحرية والكرامة والاستقلال، وإنها اليومَ في عُرض البحر تغالب الأمواج العاتية، فلو يئس أهل السفينة وتركوها للموج ابتلعها الموجُ وهلكوا جميعاً، ولو ردّوها على أعقابها عادوا إلى ما كانوا فيه من الذل والهوان، فليس لهم إلا الاستمرار في الإبحار وسط الموج والإعصار حتى يصلوا إلى ميناء الظفر والانتصار.

 

فامضوا واصبروا واثبتوا، واسألوا الله العون والصبر والعزيمة مهما اشتد الكرب وطال الطريق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين