فقه الحجاب في المجتمعات المسلمة

 

لم يخطر في بال أحد من المسلمين زمن الرسول والصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم حتى العصر الحديث أنه سيجيء يوم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن تختلف على أمر مقطوع بوجوبه في الدين، وأن الفتاة المسلمة ستخرج من بيتها دون حجابها، مظهرة مفاتن جسدها، ظاهرة في كامل زينتها، كما هو حال غير المؤمنات، بدعوى الحرية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فبدلا من أن تصمت الفتاة المسلمة وتستحي أنها لم ترتدِ حجابها الذي فرضه الله تعالى عليها، وجدنا البعض ينكر أن الحجاب فريضة، وأنه عند البعض – في المجتمع المسلم- نوع من الرجعية، بل وينبري بعض الكتاب والأدباء والمثقفين ليقولوا للناس: الحجاب ليس فريضة، وأن آلافا من علماء المسلمين عبر العصور من لدن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة إلى يومنا هذا لم يفهموا دين الله جيدا، ولم يعرفوا تفسير الآيات والأحاديث الواردة في الحجاب، في صورة من الانقلاب على أحكام الله ورسوله بدعوى الحرية.

ونسي هؤلاء الذين يعيشون في المجتمعات المسلمة أن تلك المجتمعات المؤمنة لم يعرف عنها في تاريخها حتى احتلال الغرب لبلاد المسلمين أن امرأة خلعت حجابها، ولم يكن يخلعه في الزمن القديم إلا الإماء من النساء، وأن الحجاب كان منذ قدم هو العلامة الفارقة بين المرأة الحرة صاحبة الحسب والنسب، وبين الأمة.

كما تناسى هؤلاء أن دول الإسلام عامة والدول العربية خاصة، ودول الخليج على وجه الخصوص مازالت أكثرية نسائها يرتدين الحجاب، إما خمارا، أو نقابا، بل أضحى عند البعض من العادات، لأنه موروث من تعاليم الأمهات والجدات اللاتي حافظن على تعاليم دينهن، وورثنه للأجيال من بعدهن.

الغزو الفكري

ويبدو أن الاحتكاك والاختلاط بغير المسلمين كان له أثر كبير في انسلاخ طائفة من المسلمات من أمر الله تعالى لهن بالحجاب، فالخلطة ببلاد الغرب المسيحي، والثقافة التي شاعت عبر شاشات التلفاز والفضائيات في المسلسلات والأفلام والمسرحيات وغيرها، ثم عبر وسائل الاتصال الحديثة من الإنترنت و اليوتيوب والانستجرام، وتوتير وغيرها من الوسائل، أشاعت تلك الثقافة المخالفة لتعاليم الله تعالى في مجتمعات المسلمين!!!

ثم ذلك الغزو الثقافي الذي قام به وما يزال بعض أبناء المسلمين ممن فتنوا بثقافة الغرب وحضارتها حتى لو خالفت أمر الله تعالى، فانبرت أقلام في صحف ومجلات تخرج في بلاد المسلمين، وتتسمى بأسماء الإسلام محاولة أن تزرع في نفوس الفتيات والنساء أن الحجاب عادة أو بدعة وأنه ليس شريعة من الله، بل وصل الأمر أن يصف بعض هؤلاء أن شريعة الله في الحجاب هي نوع من التخلف والرجعية، وأن المنتقبات – على سبيل المثال- كأنهن يعشن في زمن الصحراء والجمال، ولا يصلحن أن يعشن في زماننا هذا.

وقد كان لهذا تأثير كبير على فتيات المسلمات خاصة في المراحل  الثانوية والجامعة، حتى تصورت بعض الفتيات أن صورة الفتاة الجامعية المثقفة، هي الفتاة التي تخلع حجابها، وتذهب للكوافير قبل ذهابها للجامعة بيوم أو يومين، وأن تكون في كامل هيئتها وزينتها، وأن تلبس ملابس ضيقة وشفافة، وقد تصف بعض أجزاء الجسد، فهي هذه الفتاة المثقفة، أما الحجاب – كما صوره لهن البعض- فهو يغلق عقل المرأة، أما الفتاة غير المحجبة فهي المتحررة عقلا ونفسا، وقد كذبوا على الله ورسوله، فإنه ليس هناك كتاب دعا أتباعه إلى التدبر والتعقل كما فعل القرآن الكريم مع المسلمين، لكنه انسلاخ عن تعاليم رب العالمين، فلم يدرك أولئك الذين انبهروا بثقافة الغرب أن يفرقوا بين التقدم التكنولوجي والعلمي، الذي أمرنا أن نتعلم منه ونستفيد، وبين العادات والتقاليد والعقائد، فلابد من التفرقة بين ما يخص أمر الدنيا، وبين ما يخص أمر الدين، فليس الأمر – كما يقول بعض المتشددين- أن نقاطع العالم كله، وأن نغلق علينا بلادنا، ولا كما يقول بعض المتسيبين أن نأخذ من الغرب كل شيء حتى تقاليده وعاداته التي لا تناسب مجتمعاتنا، والتي تخالف أوامر رب العالمين، فإننا نشترك معهم في الإنسانية والعيش المشترك، والسعي لإيجاد حياة كريمة للجميع، نحن وهم، أما فيما يتعلق بالعقيدة والدين فكما أخبر ربنا سبحانه وتعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]، ذلك أن الله تعالى أتم علينا الدين منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يمت النبي عليه الصلاة والسلام إلا قد أتم الدين على الوجه الأكمل، فلم يعد ناقصا يحتاج إلى من يأتي ليكمل الرسالة من بعده، وقد نزل يوم حجة الوداع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله من سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فقد أكمل الله تعالى لنا شرائع الإسلام، فلسنا بحاجة إلى تشريع جديد يغير ما جاء به الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأتم النعمة علينا، وجعل لنا الإسلام دينا، فلسنا بحاجة إلى النظر في الأديان الأخرى، ولا أن نأخذ من تعاليمها.

هل الحجاب حرية؟

وربما يكون هناك عذر لبعض الفتيات اللائي غرر بهن، وفهمن أن الحجاب ليس بفريضة في الإسلام، وإنما هي  حرية شخصية، وهنا لابد أن نفرق بين أمرين:

الأمر الأول: أن الحجاب فريضة من الله تعالى على كل فتاة مسلمة عند سن البلوغ، فقبل البلوغ ليس بواجب عليهن ارتداء الحجاب، ولكن تدرب عليه،  وبعده لا يحل لها أن تخلعه أمام غير المحارم ولو لحظة واحدة، وذلك فرض الله تعالى عليها، فيجب أن تعتقد الفتاة أن الحجاب واجب في حقها، كما يجب عليها أن ترتديه.

والأدلة على أن الحجاب فريضة كثيرة جدا في الكتاب والسنة، منها:

أدلة القرآن:

الدليل الأول: قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]

الدليل الثاني: قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ} . (النور: 60) .

* الدليل الثالث: قوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} . (الأحزاب: 59) .

* الدليل الرابع: قوله تعالى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِىءَابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْواَنِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيداً} . (الأحزاب: 55) .

أدلة السنة:

والأدلة من السنة، ما يلي:

الدليل الأول: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم»  . رواه أحمد.

الدليل الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لتلبسها أختها من جلبابها»  . رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

الدليل الثالث: ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس. وقالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها. 

الدليل الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة» . فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً» . قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه» رواه الترمذي بسند صحيح. فإن كان هذا في شأن ظهور القدم، فما البال بإظهار المرأة شعرها وأجزاء من جسدها.

الدليل الخامس: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه» . رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي

الدليل السادس: ما رواه أبو داود في «سننه» عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا» . وأشار إلى وجهه وكفيه.

فكل هذه أدلة تدل بما لا يدع مجالا للشك أن الحجاب فريضة على كل فتاة وامرأة مسلمة من سن البلوغ.

ومن الحقائق أن المرأة ليست مأمورة بلبس الحجاب طوال الليل والنهار، إنما هو في حالة اطلاع على الأجانب غير المحارم عليها، أما ما سوى هذا في بيتها، وبين محارمها، أو ما بين النساء والفتيات فيما بينهن، فيجوز لها خلع حجابها، فليس الأمر تضييقا كما يدعي البعض.

الحقيقية الثانية: أن الحجاب فريضة الله تعالى على الفتيات والنساء، وليس سلطة من أحد، فطريقه الإقناع وبيان أنه حكم الله تعالى، وأن الفتاة أو المرأة حين تتحجب إنما تلبسه لتطيع أمر الله تعالى لا أن تطيع زوجها أو والدها أو مجتمعها، وقد أبان الله تعالى عن طريقة الدعوة إلى أوامره بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل: 125]

وإن كان عدم لبس الحجاب منكرا، فالواجب أن يتخير أهل الفتاة الأسلوب المناسب لتغيير هذا المنكر وحمل الفتاة إلى طاعة ربها بأفضل وسيلة ممكنة، لأننا لا نريد من الفتاة أن تلبسه إرضاء لنا، وإنما إرضاء لله تعالى وطاعة له  سبحانه فيما أمر ونهى، كما قال ربنا سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36].

وإن كنا ندعو أهل الفتاة غير المحجبة أن يكون طريق الحجاب لها هو الإقناع، فإننا ندعو من كانت عنده بنت أو زوجة أو هو مسئول عنها أن يقوم بواجبه تجاهها بدعوتها إلى فريضة ربنا سبحانه وتعالى، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

ولا يتصور أحد أن الدعوة إلى الحجاب هي غاية الإسلام، وإنما هو أمر من أوامره، وإنما الواجب هو الدعوة إلى تعاليم الإسلام كله، من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وسلوك.

الحجاب في اليهودية والنصرانية:

ولتعلم الفتاة المسلمة أن الحجاب فريضة الله على النساء كافة، ولذا، فهو واجب في كل الأديان السماوية بما في ذلك التوراة والإنجيل.

ففي سفر التكوين: (24/64-66): " وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في اللحاق للقائنا"؟ فقال العبد: " هو سيدي. فأخذت البرقع وتغطت.

وفي سفر التكوين أيضا: (38/13-159: " فخلعت عنها ثياب ترمله، وتغطت ببرقع، وتلففت".

وفي سفر أشعيا: (3/18-20): " ينزع السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع".

وقد جاء في العهد الجديد مما هو منسوب إلى الإنجيل ما يدل على وجود حجاب المرأة المسيحية، كما جاء في (رسالة بولس الأول الى أهل كورنثوس):

" ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها ، من أجل الملائكة، غير أن الرجل ليس من دون المرأة ، ولا المرأة من دون الرجل في الرب ،لأنه كما أن المرأة هي من الرجل ، هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة ولكن جميع الاشياء هي من الله ، احكموا بأنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهى غير مغطاة ؟ أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل إن كان يرخى شعره فهو عيب له ؟ وأما المرأة إن كانت ترخى شعرها فهو مجد لها ، لأن الشعر قد أعطى لها عوض برقع". بل إن حرائر العالم إلى وقت قريب كن يرتدين النقاب لا مجرد الحجاب، كانت أميرات أوربا والغرب يرتدين الحجاب والنقاب قبل القرن العشرين.

هدى شعراوي لم تخلع الحجاب:

وإن ما يدعى من أن ( هدى شعراوي) هي أول من خلعت حجابها، فهو غير صحيح، فهدى شعراوي كانت أول من خلعت النقاب في مايو 1932م، ولم تخلع الحجاب، لأن السائد في مصر كان هو النقاب، ولعل من يراجع صور هدى شعراوي سيراها بالحجاب، والصور محفوظة منتشرة على الإنترنت وفي المجلات.

ثم إن الحجاب لم يكن مانعا النساء والفتيات في بلاد المسلمين أن يتفوقن في كثير من مجالات تخصصهن، ولم يكن حائلا من مشاركة المرأة في الحياة العامة مع التزامها بحجابها.

غير أن من المأسوف عليه – أيضا- ما وصلت إليه الحال مع بنات المسلمين اللائي يدعين ارتداء الحجاب، فقد أضحى الحجاب عندهم وضع شيء على الرأس، وأحيانا على بعض الرأس، وإنما المقصود من الحجاب هو التزام المرأة شروط الزي الشرعي كما بينه الفقهاء في كتبهم، أما هذه الصورة الممسوخة من فتيات المسلمات فهي مرفوضة شرعا، والأنكى من ذلك أن تصاب بيوت المتدينين بهذا، حتى في بيوت بعض الدعاة والمتخصصين في علوم الشريعة بدعوى الانفتاح على العالم وعدم الانغلاق، وإن حصل تهاون في ثياب المرأة.

على أن القضية ليست موقوفا على ثياب المرأة وحده، ولكن ما ينبغي التساهل في دين الله في الحجاب ادعاء أنه يجب التركيز على أمور أخرى، فالتي تخلع حجابها لا تعتني بالأمور الأخرى كما يدعى.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين