النسر والوطن المباح

 

لَـهَفي على الـنَّسْر الـمُضَمّـدِ بالَّلهيبِ وبالجراحْ

تَرْنُو إلى قِمَمِ الجبالِ وأنتَ مَقْصـــوصُ الجنــاحْ

ويَلُفُّـكَ اللَّيْــلُ البَهيمُ.. تَظُنُّهُ أَلْقَ الصَّبـــاحْ

ويهزُّكَ الشَّــوقُ الـمُبَرِّحُ في الغُــدُوِّ وفي الرَّواحْ

والقلبُ نَهْبٌ لِلْهمُومِ.. يَؤُودُهُ وطــنٌ مُبـــاحْ

عَصفَتْ به منْ نازلاتِ الدهر أَلْسِنَةُ الرِّمــــاحْ

ما أنتَ أَوَّلُ فارسٍ.. غدرَتْ به في الحرب ســاحْ

لا.. لن تَمُوتَ على السُّفوح.. فكُلُّنا ريشُ الجنـاحْ

لو يُسْتعَـارُ القلـب كانَ لك الفِداءَ.. ولا جُناحْ

**********

أأبو فــراسٍ أنـت في الشَّهْباءِ مكبوحَ الجِماحْ

زَيْنُ الشَّبــاب ومُلْهَمُ الشِّعْرِ الـمُردَّدِ في البِطاحْ

وَثَباتُـهُ في المجدِ تَزْهو في أَمانيكَ الطِّمـــاحْ

هو في بلادِ الرُّوم مَنْفِيٌّ.. وأنت بِكُلِّ ســـاحْ

**********

ما جَدَّ جِدُّ القوم حتى يَذْكُرُوا البَدْرَ الوَضــاحْ

الهازلونَ السّادرونَ.. يَقودُهُمْ عَبَثٌ وَقـــاحْ

سَكِروا بكأس الذُّلِّ مُتْرَعَةً.. كأنَّ الــذُلَّ راحْ

إن رُفِّهُوا هَتَفُوا.. وإن جاعوا سمعتَ لَهُمْ نُواحْ

لا يسألونَ عن البلادِ.. أَهُوِّدَتْ باسْمِ الكِفـاحْ

تركُوا الأمورَ لأهلها.. وكأنَّ قائدَهُمْ "صَلاحْ"

كُفَّ النداءَ فلن يَهُزَّ القوْمَ "حَيَّ على الفـلاحْ"

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قيلت هذه القصيدة معارضة لقصيدة الشاعر الكبير الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، ومطلع قصيدته :   

               أَطْلِقْ عِناناً يا زمانُ      فقد كفى كَبْحُ الجِماحْ

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين