كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟

 

كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يستقبلون شهر رمضان قبل قدومه بستة أشهر ... ويودعونه ستة أشهر ... 

فكانوا يقسمون السنة إلى قسمين: قسم لاستقباله وقسم لوداعه والبكاء على فراقه والدعاء بأن يتقبل الله منهم صيامه وقيامه ... فكان مضمار سباق لهم ... ومعيارا لا يتسع لغيره . 

وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر الكريم ... يقول عليه الصلاة والسلام: 

" أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله " ... رواه الطبراني وغيره . 

وكان عليه الصلاة والسلام أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فهو أجود بالخير من الريح المرسلة ... صلوات الله وسلامه عليه ... 

كما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما . 

وكان الفاروق عمر رضي الله عنه ، يرحب بهذا الشهر الفضيل بقوله: مرحبا بمطهرنا ... 

وكان الإمام مالك رحمه الله ، إذا دخل رمضان ، طوى الكتب ، وفتح القرآن ، وقال: هذا شهر القرآن ... 

فهيا نستقبل هذا الشهر المبارك ... وهذه المدرسة التربوية الأخلاقية الإيمانية ... بالتوبة والاستغفار ... والرجوع إلى الله تعالى ... وإخلاص النية في القول والعمل ... والاستعداد لصيامه وقيامه وقراءة القرآن والصدقة والاستغفار وكثرة الدعاء والأذكار آناء الليل وأطراف النهار ... فهو موسم عظيم مبارك ... موسم لمزيد من الطاعة والعبادة ... وفرصة ذهبية رائعة ... وشحنة وتغذية إيمانية ... فيه تصفو الروح وتسمو ، وتزكو النفس وتعلو ... وتتهذب الأخلاق ... ويتعود المسلم فيه على الكرم والجود ... والصبر والتضحية ... والأمانة والمراقبة ... وقوة الإرادة ... فهيا شمروا عن ساعد الجد والنشاط ... واغتنموا الفرصة قبل فواتها ... فتضييع الفرصة غصة ... استثمروا كل لحظة ، ولا تضيعوا من أوقاتكم لحظة ... فالوقت هو الحياة ، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك كما قال الإمام الشافعي رحمه الله ... ومن علامة المقت إضاعة الوقت  ... 

قال الوزير الصالح يحيى بن هبيرة:

والوقتُ أنفسُ ما عُنِيتَ بحفظِه •• وأراهُ أسهلَ ما عَلَيْكَ يَضيع !ُ!

واعلموا أن شهر رمضان هو شهر الجد والنشاط وبذل الجهد والجهاد وهو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن ومدارسته ... فلا تحولوه إلى شهر طعام ومنام وكسل وخمول ... ومتابعة للأفلام والأغاني والمسلسلات ... 

وفق الله الجميع لعمل الخير وخير العمل ... إنه ولي التوفيق وبالإجابة جدير وحقيق ... 

وكل عام وأنتم بخير ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين