حقيقة الفكر التنويري

 

استمعت لندوة في ظاهرها دعوة للتنوير  والإصلاح والتغيير : وحقيقتها الوصول إلى اعتبار أن الإنسان هو مركز الوجود وليس لأحد عليه من سلطان سواء كان رباً أو شرعاً أو مبادئ وقيم أو ثوابت جاءت بدلائل قاطعة في الكتاب والسنة . 

وسمعت أحد المتحدثين يدعو صراحة إلى إلغاء مايسمى : الحلال والحرام ، واستبدالهما بحرية ما يختاره العقل ، وما يتعارف عليه الناس وتتواضع عليه الشعوب.

وعندها أيقنت أن شعار الإصلاح الديني الذي يتستر به التنويريون ما هو إلا شعار ماكر : ظاهره براق جذاب ، وباطنه مظلم أثيم ، هدفه الأساس تقليد فلاسفة الغرب في الخروج على التعاليم الربانية وتأليه العقل .    

فبذور التنوير الغربي ذو عقلية إلحادية .

ويعود ذلك إلى نشأة الفكر التنويري الغربي عندما اصطدم مع تعاليم الكنيسة المحرفة ، عندها جعلوا العقل بمثابة الإله الذين يعتمدون عليه في كل قضاياهم ، فقطعوا الصلة مع وحي السماء لأنه وجدوه محرفاً لا يتناسب مع طبيعة الإنسان ويصطدم مع العلم ، لذلك رفعوا شعار : (لا سلطان للعقل على العقل إلا العقل) ، 

وهذا يختلف تماماً عن نظرة الإسلام للعقل ،  واحترامه للعلم وتقديره للعلماء .

فالإسلام مع تكريمه للعقل : ولكن ربطه ربطاً محكماً بالوحي، ليترقى به في مجالات أرحب وآفاق أوسع، فلا يكون محبوساً في إطار المادة بل يحلق معها إلى عوالم الغيب، ويستلهم من تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة وسائل الصلة مع رب الأرض والسماء، ويستنتج منهما ما يحقق له السعادة والطمأنينة، ويدفعه إلى العلم في آفاقه الواسعة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين