أركان الإسلام ثابتة في القرآن والسنة النبوية وليست من اختراع العباسيين

سمعت لقاء في إحدى القنوات مع أحدهم فقال ذلك الضيف المحرف : ( أن مفهوم أركان الإسلام جاء من العصر العباسي، ووقعنا في خدعة كبرى هي "بني الإسلام على خمس" وبذلك عزلنا أنفسنا عن العالم ، لأن هذه الأركان لا يقوم بها إلا أتباع الرسالة المحمدية لأنهم يمثلون ( 20 % ) من سكان العالم ، بينما ( 80 % ) من سكان الأرض مسلمون ، ومعظم أهل الأرض سيدخلون الجنة بكلديناتهم اليهودية والمسيحية والبوذية ووالهندوسية والكونفوشوسية مهما كانت عقائدهم ) .

هو نوع من التحايل والتزوير ، فلا يريد أن يصرح بمعارضته للقرآن الكريم والسنة النبوية ، ولكن أوهم المستمعين أن اعتبار هذه الأمور الخمسة من أركان الإسلام اخترعه العباسيون، والحقيقة أن العباسيين ليس لهم بذلك أي علاقة على الإطلاق لما يلي:

1- أركان الإسلام جاءت صريحة في القرآن الكريم في آيات كثيرة منها : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ( كتب عليكم الصيام) ( ولله على الناس حج البيت) ، وكذلك صريحة في الأحاديث الكثيرة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ...) رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وغيرهم، وحديث جبريل عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال يا محمد : أخبرني على الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ا: لإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ....) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

2- الهدف من عدم اعتبارها من الأركان : التسوية بين جميع أمم الأرض بكل عقائدها ودياناتها مع المسلمين حتى ولو لم يقيموا هذه الأركان، وحتى ولم يؤمنوا بوحدانية الله تعالى ولا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، فالجميع سواء من يؤمن بالله تعالى ومن يشرك به، وبين من يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبين من ينكرها بعد وصولها له ، لأنه بذلك يقبل بكل العقائد الباطلة التي يعتقدها هؤلاء في طبيعة إيمانهم بالله تعالى، حتى مع الاعتقادات الخاطئة في تصوراتهم عن أن لله ولداً ، وأن لهذا الولد طبيعة إلهية ، ويجعلونه شريكا لله تعالى ، وقد صرح القرآن بكفر هؤلاء عندما قال : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وقال: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)، وكذلك اعتقاد النفع والضر في الأصنام التي يقدسها البوذيون والهنادكة وغيرهم، وجعلها أنداداً يعبدونها مع الله تعالى : والتي صرح القرآن بكفر من يعتقد ذلك عندما قال: ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) ، وقوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) . 

#أما فيما يتعلق بنجاة أصحاب هذه الديانات والملل : أن من بلغته رسالة الإسلام وبلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وقامت عليه الحجة في بيان مضامينها وأركانها : فهذا لا عذر في البقاء على ديانته ، ولا يعتبر من الناجين يوم القيامة، وأما الذين لم تبلغهم الدعوة ، ولم تقم عليه الحجة ، أو وصلته محرفة : فهؤلاء أمرهم إلى الله تعالى، وكثير من العلماء قالوا عنهم أنهم معذورون لقوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) .

أما أن نجعل جميع أهل الديانات المختلفة مباشرة أنهم ناجون حتى بعد وصول رسالة الإسلام لهم وبيان أخطائهم في عقائدهم فهؤلاء ليسوا ناجين وغير معذورين ،

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين