اركب معنا

 

حين أكتب وأقول: اركب معنا. أنا لا أدعي أن الحق وقف أو حصري على أحد بعينة. بل هي رمزية لسفينة الحق التي ركبها الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. هو نداء للذين ساندوا الظالمين. كخائن مصر"السيسي" وغدار سوريا "بشار" وطالح  اليمن"صالح"  فمنهم من ركن إليهم ومنهم من غُرر به، ومنهم من فوَّض الفرعون، ومنهم من سكت عنه، ففوضوهم لقتل الأبرياء ولا يدري هؤلاء أنهم يحملون أوزارا تفوق الجبال بمثل مكر الظالمين". فهي محاولة للإعذار إلى الله ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ).

اركب معنا.نداء،نادى به نبي الله نوح عليه السلام ابنه: {يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}  حين صنع سفينة الأمة .فسخر منه قومه وكذبوه وآذوه. فهلك المجرمون جميعا ونجا هو ومن معه.

اركب معنا.  رمزية النجاة من أرض سيحل بها الهلاك والطوفان لمن اتبع الطاغوت وركن إلى المجرمين. إلى سفينة هي بمثابة حبل النجاة لمن اتبع الحق وركن وآوى إلى ركن شديد وهو "الله".

 اركب معنا الى من يريد ان يلحقْ بمواكب الأبطال والشهداء التي يتسابق لها فرسان هذه الأمة فلن تموت امة بها هؤلاء. يقول خالد بن الوليد " إن أمة يتزاحم أبناؤها من أجل الشهادة لا تعرف الهزيمة " فنحن امة النصر والأنفال هكذا سمى الله سور القرآن فلسنا امة الهزيمة والسبيَّ " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[40]الحج

اركب معنا.إلى من قيل عنهم علماء وتصدروا المشاهد قبل ذلك والتف حولهم الآلاف من العوام وكانوا ينتظرون منهم الكثير في هذا الخضم وتلك الفتن لكنهم سكتوا. نتساءل ما لكم لا تنطقون ؟ فالساكت عن الحق شيطان اخرس. لقد حفظتم المتون وعن قوة العقيدة كنتم تتحدثون. أين أنتم الآن ؟ فما حُبِسَ شيخ الإسلام ابن تيمية .وما ضُرِبَ الإمام أحمد ابن حنبل . وما اعدم صاحب الظلال؟ وما قتل واستشهد الإمام المجدد حسن البنا  إلا لأجل الحق الذي اتبعوه فأين انتم؟ وما  حبس رئيس مصر الشرعي د.مرسي وأساتذة وعلماء وطلاب ونساء مصر الأطهار على يد الانقلابيين، وما قتل رجال ونساء وأطفال فلسطين وسوريا واليمن على يد اليهود وعُمَّالُهم المجرمين إلا لأجل حرية الشعوب ولأنهم ثبتوا على الحق فأين انتم؟ نعم أنهم قد أُوذوا وعُذِّبوا وشردوا وسجنوا واعدموا.لكنهم ركبوا سفينة النجاة الحقيقية! فيا من بعتم دينكم بعرض زائل عودوا قبل أن يحل الهلاك على القرية الظالم أهلها وانتم علماء السلطة أول الهالكين هنا وهناك (إذا وقعت الواقعة).

- اركب معنا. لقد فوضت المجرم والله أمهلك كثيرا أوبعد كل هذا لم تدرك ولم تبصر طريق الحق فالحجة عليك قائمه بعد كل هذه البيَّنة( ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) (42)الأنفال.اركب معنا فالفرصة سانحة وسيبقى هذا النداء بريق أمل لنا جميعا فبادر بسرعة  قبل أن يُغلق فتندم حين لا ينفع الندم وإلا فَجَهِز للسؤال إجابة بأي ذنب احرق وقُتل الأحرار وسجنوا وشردوا وفصلوا. وا. وا.الخ ؟ كيف لك أن تحمل كل هذا يا مسكين؟ فكم تعيش؟وكم تؤمل؟ وكم تجمع لذلك؟ وكم تسوف ؟ وكم وكم. فالدنيا قصيـــــــــــــــــــرة أقصر من امتداد هذا الكلمة. فلا تظلمن أحدا.وخاصة نفسك. قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? أَلَا ذَ?لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) الزمر.

اركب معنا، نعم. لك أن تخاف على نفسك واهلك ومالك وهذه فطرة بشرية، لكن الحرية غالية تؤخذ ولا تعطى ،أترضي بأن تكون مع الهمل وتصبح كالهشيم تذروه الرياح تذهب بك حيث شاءت فالكل سيموت فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل،.وسيهول التراب على الهمل الذين لا هم لهم إلا الطعام والسرير.يعيشون ويأكلون كما تأكل الأنعام  يقول ابن الإمام أحمد بن حنبل  ( كنت كثيراً أسمع والدي يقول: رحم الله أبا الهيثم ،غفر الله لأبي الهيثم ،عفا الله عن أبا الهيثم فقلت : يا أبتي من أبو الهيثم ؟ فقال :ما تعرفه ؟ قلت :لا قال :أبو الهيثم في اليوم الذي خرجت فيه للسياط ومدت يداي للجلد ، إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي : تعرفني ؟ قلت: لا.قال : أنا أبو هيثم اللص ، ومكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت 18 ألف سوطٍ بالتفاريق ، وصبرت على ذلك في طاعة الشيطان لأجل الدنيا ، فالصبر في طاعة الرحمن لأجل الدين).ا.هـ

اركب معنا . فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وإن حزب الله هم المفلحون وإن رجال الحق لهم المنصورون اركب معنا، فقد جعل  الله الحياةَ الطيبةَ لمن كان مع الحق وآمن به وعمل صالحًا، كما قال تعالى{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فلتحيينه حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] فَضَمِن لهم الحياة الطيبةِ في الدنيا  وطيب الحياة في الرضا بما عند الله فتتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة فأهل الرضا هم أهل العافية، والجزاء الأحسن في الآخرة وهي خير وأبقى، يقول صاحب الظلال. ( إن لرجال الحق ثلاث عطايا.فهم يقبضون الدفعة الأولى طمأنينة في القلب  ورفعة في الشعور، وجمالاً في التصور، وانطلاقاً من الأوهاق والجواذب ، وتحرراً من الخوف والقلق ، في كل حال من الأحوال.وهم يقبضون الدفعة الثانية في الملأ الأعلى ذكراً وكرامة وهم بعد في هذه الأرض الصغيرة . ثم هم يقبضون الدفعة الكبرى في الآخرة حساباً يسيراً ونعيماً كبيراً . ومع كل دفعة ما هو أكبر منها جميعاً (رضوان الله )، وإنهم مختارون ليكونوا أداة لقدره وستاراً لقدرته ، يفعل بهم في الأرض ما يشاء).ا.هـ يرحمه الله.

"اركب معنا" فما يزال اوكازيون العطاء والبذل مفتوح وإن فرصة العودة والوقوف مع الحق أصبحت على شفى الانتهاء فاركب معنا ولا تكن مع الهالكين فالسفينة أو الطائرة بلغة اليوم على وشك الإقلاع واقترب الوعد الحق."اركب معنا" قبل أن تغادر السفينة شاطئها فلا ندري ما سيحدث بعد المغادرة هذا على الأقل في الدنيا. أما في الآخرة فسيتبرأ كل واحدٍ من الأخر وستكون إن لم تركب مع أهل الحق  فستحشر مع المجرمين حتى وإن لم تفعل فعلتهم  ولكنك  ركنت فقط لهم وكنت يد  لهم سواء بتفويض أو برضا  أو كنت سمَّاع لهم  دون بينة عن كذبهم. قال تعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا انتم لكنا مؤمنين" قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ) سبأ.

سيذكر التاريخ أن أناس مروا من هنا، مضوا على طريق المجد وركبوا الصعاب صدقوا ما عاهدوا الله علية. كانوا رمزا في البذل والتضحية حاملين مشاعل الهدي الذين يضيئون لنا الطريق ويبذرون الأمل في نفوسنا ويصنعون سفن الحرية  لنا عبر الأزمنة  ليأخذونا معهم إلى شواطئ النجاة. وستظل رمزية سفينة النجاة التي صنعوها باقية. فاركب كما ركب الفطناء مع الشرفاء فهناك من أوذوا كما في مصر وسوريا وهناك من نجوا كما في تركيا.. ولكن النجاة الحقيقية والخسران الذي ليس بعدة خسران هناك (إذا وقعت الواقعة) فاركب معنا ولا تكن مع المنقلبين الهالكين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين