الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (10)

المفتون في القرن الثامن الهجري

20 ـ محمد بن عمر الخباز

775 هـ 1373 م

محمد بن عمر بن محمد بن الخباز الدمشقي المعروف بالحلبي

ولد سنة: 698 هجرية، وكان أبوه خبازاً، فنشأ هو طالب علم، فقرأ على المجد التونسي، والقحفازي، وابن قاضي شهبة، والبرهان ابن الفركاح، وفخر الدين ابن خطيب جبرين، وطلحة وكمال الدين الزملكاني، وحفظ (التنبيه) و(المختصر) و(الألفية).

وأذن له في الإفتاء، وكانت بحوثه محررة، واستحضاره جيداً، وكانت يده شلاء وبه أفواه العروق، وله قدرة على المحاكاة، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وسبعمئة للهجرة. [13]

21- محمد بن محمد بن الشحنة

776 هـ 1374م.

كمال الدين، محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب، ابن الشحنة الحنفي - والد محب الدين-.

عالم فاضل بارع، اشتغل بالفقه، حتى مهر ودرّس وأفتى.

توفي في حلب سنة: ست وسبعين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة [14].

22- عمر بن إبراهيم ابن العجمي

704-777 هـ

1304-1375م

الشيخ الإمام كمال الدين، أبو حفص، عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي.

إمام عالم وفقيه محدّث مفتٍ، سمع على ابن خطيب جبرين، وعلى أحمد وأبي طالب ابني العجمي، وعلى عبد الله الوادي آشي، وغيرهم في حلب، كما سمع على علماء حماة ودمشق كابن البارزي، والحافظ المزي، وعائشة الحرانية، وغيرهم، ودرّس في المدرسة الزجاجية[15]، والظاهرية[16]، والبلدقية[17]، والشرفية[18]، واشتغل عليه جماعة من علماء حلب، وكان له إلمام قوي بعلم الحديث، وانتهت إليه رياسة الفتوى بحلب.

توفي بحلب في التاسع من ربيع الأول، سنة: سبع وسبعين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة [19].

المدرسة الظاهرية بعد التجديد

23- علي بن محمد بن عشائر

قبل 720 – 778 هـ

1320 – 1376م

الإمام علاء الدين، أبو الحسن علي بن الشيخ بدر الدين أبي عبد الله ابن عشائر الحلبي الشافعي.

فقيه عالم، وجواد فاضل، من بيت علم ورئاسة، ولد بحلب، وتفقه على علمائها كالعماد الهروي، وابن خطيب جبرين، والوادي آشي وغيرهم، ودأب حتى نبغ، ودرّس، وأفاد وأفتى، وباشر خطبة الجامع الأموي الكبير بحلب، وبنى المدرسة ودار القرآن العشائرية [20].

وتوفي بحلب سنة ثمان وسبعين وسبعمائة للهجرة النبوية الشريفة [21].

24- شهاب الدين الأذرعي

708-783هـ

1308-1381م

الشيخ شهاب الدين، أبو العباس، أحمد بن حمدان الأذرعي، الشافعي، عالم فقيه مفتٍ، ولد بأذرعات الشام[22] سنة: ثمان وسبعمائة هجرية، وتفقه في الشام والحجاز والقاهرة، على كبار علماء عصره، ثم قدم حلب وولي نيابة القضاء فيها، وانتهت إليه رئاسة الفتوى فيها، وجمعت فتاويه في رسالة، واشتهرت في البلاد الحلبية وغيرها، وراسل الإمام السبكي[23] بالمسائل الحلبيات، وهي مجموعة في مجلد[24]، وكان لا يأذن لأحد في الفتوى إلا نادراً، ودرّس في المدرسة الظاهرية والأسدية ودار الحديث البهائية[25].

صنف المترجم له المفتي الأذرعي عدداً من التصانيف والمؤلفات جلُّها في الفقه الشافعي منها:

1- التوسط والفتح بين الروضة والشرح – في عشرين مجداً [26].

2- غنية المحتاج في شرح المنهاج، للنووي.

3- فوت المحتاج وهما في شرح كتاب المنهاج في الفقه الشافعي للإمام النووي[27].

4- مختصر لكتاب الحاوي للماوردي [28].

بالإضافة إلى فتاويه المشهورة، وهي مجموعة في رسالة مخطوطة.

كان عفيف النفس، لطيف الذوق، كثير الإنشاد للشعر، وله نظم قليل.

توفي بحلب في الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة: ثلاث وثمانين وسبعمائة هجرية، وما يزال قبره يزار خارج باب المقام[29].

وكان الشيخ زين الدين أبو حفص عمر الباريني الشافعي، نزيل حلب مع جلالة قدره إذا اجتمعت لديه الفتاوى التي يستشكلها يحضرها ويجتمع به ويسأله عنها، فيجيبه فيعتمد جوابه.

25- محمد بن إبراهيم بن سنكي

707 – 780 هـ

1307-1378م

القاضي حافظ الدين، أبو عبد الله، تاج الدين أبو إسحاق، محمد بن إبراهيم بن سَنْكي بن أيوب بن قراجا المُقري بن يوسف الحلبي، الحنفي.

عالم بالقراءات، وفقيه متمكن بالمذهب الحنفي، تفقه بالقاضي ابن خطيب جبرين وغيره من علماء حلب، وبرع وأفتى ودرّس، وولي عدة وظائف دينية، منها قضاء العسكر، ثم ترك ذلك كله وتصوّف ولزم بيته، إلى أن مات بحلب، سنة: ثمانين وسبعمائة للهجرة [30].

26- محمد بن نجم النجار

794هـ 1391م

شمس الدين أبو عبد الله محمد بن نجم النجار الحلبي الحنفي كان والده يعاني[31] صنعة النجارة، فنشأ في صنعته، ثم اشتغل بالعلم واشتهر حتى نبغ وتميز، إلى أن درّس وأفتى، وناب في الحكم عن القاضي جمال الدين ابن العديم، كان ذا ثروة ومال، وسكن في الحلاوية.

وافته المنية في حلب، سنة: أربع وتسعين وسبعمائة هجرية [32].

27- عمر بن محمود الكركي

728-797 هـ

1327-1394م

الشيخ زين الدين، أبو حفص عمر بن محمود بن محمد الكَرْكي [33] الشافعي نزيل حلب.

قدم حلب سنة: بضع وأربعين وسبعمائة هجرية، وتفقه على الشيخ زين الدين الباريني، وأخذ عن أبي جعفر المغربي الفقه والعربية، ورحل إلى دمشق، وقرأ على الحسباني، وبهاء الدين أبي البقا، ثم عاد إلى حلب، وأقام بها يفتي ويدرّس ويشتغل بالعلم، قرأ عليه ابن خطيب الناصرية المنهاج للنووي، وذكره في كتابه الدر المنتخب.

توفي في الرابع من رمضان، سنة: سبع وتسعين وسبعمائة هجرية بحلب، ودفن جوار قبر شيخه الباريني خارج باب المقام[34].

[13] الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة 5/372 ترجمة رقم 1660.

[14] الدرر الكامنة 5/3 ترجمة رقم 4494 وإعلام النبلاء 5/59.

[15] المدرسة الزجاجية: أول مدرسة بنيت بحلب، أنشأها بدر الدين سليمان بن عبد الجبار بن أرتق سنة: 517هـ، وفوض أمرها إلى عبد الرحمن بن العجمي -جد المترجم- فصارت تعرف بمدرسة العجمي، وكانت مدرسة عظيمة ودثرت ولم يبق منها أثر، ولعل مكانها على أصح الأقوال 0مكان خان ألطاف في محلة الجلوم. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 1/391، و4/238 و294.

[16] المدرسة الظاهرية: أنشأها السلطان الاظهر، غياث الدين بن يوسف بن أيوب، صاحب حلب سنة 616هـ، ومكانها خارج باب المقام وهي الآن مهدمة وآيلة إلى الزوال ما لم تمتد إليها أيدي المصلحين، أقول: في عام 2006م توجهت همة بعض طلاب العلم وأهل الخير في حلب لإعادة ترميم المدرسة وجعلها معهدا لحفظ القرآن الكريم فغدت من أجمل المدارس التاريخية في حلب، ثم نال هذه المدرسة من الخراب والدمار على يد الطغاة والمجرمين اثناء الثورة الشعبية عام 2012م (المؤلف)، يُنْظَر: إعلام النبلاء، 2/183، و3/157، واتعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف.

[17] المدرسة البلدقية: كانت في محلة الحاضر (الكلاسة) مدرستان بهذا الاسم؛ إحداهما للحنفية، والأخرى للشافعية، أنشأها الأمير حسام الدين بلدق عتيق الظاهر سنة 635هـ أيام السلطان صلاح الدين، وقد دثرت المدرستان ولم يبق منهما أثر. والظاهر أنهما كانتا بالقرب من جامع عبد الناصر الآن في حي الكلاسة. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 4/329.

[18] المدرسة الشرفية: أنشأها الشيخ شرف الدين عبد الرحمن بن العجمي -جد المترجم- في حدود سنة 600 هـ وما بعده وأنفق عليها الكثير حتى غدت آية في الحسن والجمال، ووقف عليها الكثير من الكتب، وقد قبض الله لهذه المدرسة من اعتنى بها جيلاً بعد جيل فهي ما تزال قائمة على صورتها الحسنة مع بعض التغيرات وتعرف الآن بالمكتبة الوقفية أو بجامع قاضي الحاجات وموقعها إلى الشرق من الجامع الكبير. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 3/179، و4/425، و7/340.

[19] الدرر الكامنة3: 221 ترجمة رقم 2966 وقد نقل عن المنهل الصافي والدر المنتخب ومعجم الفضلاء للذهبي، وإعلام النبلاء 5/60.

[20] المدرسة ودار القرآن العشائرية، أنشأها المترجم وولده ناصر الدين محمد، وكانت مدرسة حسنة، فيها بيوت وقاعة واسعة جميلة، وكانت مطلة على الجامع الاموي الكبير، من شباك أحدث في حائطه الشمالي -ما يزال أثر هذا الشباك موجوداً- وهي دائرة الآن، أقيم مكانها موقف للسيارات ومغسلة ثم أزيلا وهي الآن ساحة واسعة شمالي الجامع الكبير.

[21] الدرر الكامنة 3/192 ترجمة رقم 2898 وقد نقل ابن حبيب وفيه كانت وفاته سنة 773هـ، وإعلام النبلاء 5/60.

[22] أذرعات: بلد في حوران، من سورية، جنوب دمشق، وهي مدينة درعا اليوم. يُنْظَر: فتوح البلدان، 3/165، ومعجم البلدان، لياقوت الحموي، 1/158، وخريطة سورية.

[23] قاضي القضاة عبد الوهاب بن عبد الكافي: فقيه، مؤرخ، باحث، ولد في القاهرة، وانتقل إلى دمشق، وتوفي فيها سنة: (771هـ/1370م)، له (طبقات الشافعية الكبرى) في التراجم، و(جمع الجوامع) في أصول الفقه، و(الأشباه والنظائر) في الفقه، وغيرها. يُنْظَر: الأعلام، الزركلي، 4/184.

[24] ذكرها الطباخ في إعلامه عن الدرر الكامنة لابن حجر.

[25] دار الحديث البهائية: أنشأها القاضي بهاء الدين بن شداد سنة 618 في محلة السفاحية جانب جامع الموازين وهي دائرة الآن ولم يبق منها سوى حجرة كبيرة جانب قبر الواقف مكتوب عليها تاريخ بنائها. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 2/335.

[26] ذكره ابن حجر في الدر الكامنة 1/135.

[27] ذكره صاحب كشف الظنون وابن حجر في الدر الكامنة 1/135.

[28] ذكره الطباخ في إعلامه نقلاً عن المنهل الصافي 5/87.

[29] الدرر الكامنة 1/135 ترجمة رقم 354، والبدر الطالع 1/35، وهدية العارفين 1/115، وإعلام النبلاء 5/87، والأعلام 1: 119.

[30] الدرر الكامنة 3/370 ترجمة رقم 3286 وفيه اسمه محمد بن إبراهيم بن سُنْبُلي بن أيوب ابن قراجا، وإعلام النبلاء 5/81 عنه وعن المنهل الصافي.

[31] يعاني: يباشر، وعانى الصنعة: عمل بها وباشرها بنفسه والصنعة هنا تعني: المهنة.

[32] الدرر الكامنة 5/43 ترجمة رقم 4619 وعنه نقل الطباخ في إعلام النبلاء 5/110.

[33] نسبة إلى الكَرْك: قرية في أصل جبل لبنان، والكرك: بلدة بين العقبة وبيت المقدس، تقع الآن في الأردن. يُنْظَر: معجم البلدان، 4/541.

[34] الدرر الكامنة 3/269 ترجمة رقم 3088 وعنه نقل الطباخ في إعلام النبلاء 5/115.