الاختلاط بين الأقارب

نص الاستشارة :

السلام عليكم ، جزاكم الله خيرا ما حكم اختلاط النساء بالرجال في مجمع العائلة أو في الزيارات العائلية فنحن في تقاليدنا أنه يكون اختلاط في أغلب الاحيان و خصوصا عند الزيارات العائلية و أيضا نتناول الطعام على مائدة واحدة لكن بالطبع النساء متحجبات لكن ليس الخمار الذي يغطي الوجه و أيضا ما حكم الخمار الذي يغطي الوجه هل هو واجب ؟!

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الاختلاط بين الرجال والنساء مذموم في أصل الشرع إن كان بلا خلوة مع التزام الضوابط الشرعية من الحجاب وغيره، فإن كان مع الخلوة فهو محرّم ولا يجوز، أما الاختلاط بين الأقارب فهو أشدّ لما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: (الحمو الموت)، فدلّ هذا على أنّ من يتكرّر من المرأة رؤيته والجلوس معه والقرب منه والحديث في حضوره يكون سببًا أكبر للوقوع في المحظور، وقد سدّت الشريعة باب هذه الوسائل التي قد توصل إلى المحرّمات منعا للفتنة بين الرجال والنساء وتقليلا من المنازعات بين الأقارب حين تفتك بهم تلك الفتنة.

وقد يحكم على الاختلاط في مثل هذه الحالات مع مراعاة كافة الضوابط من الحجاب الوافر وعدم الخضوع بالقول وعدم الخلوة مطلقا وعدم إطلاق النظر أنه مكروه لا حرام، لكنّ مراعاة هذه الضوابط نادر أو معدوم، فيكون حكم الاختلاط محرّمًا.

وأمّا الخمار الذي يغطّي الوجه فأكثر الفقهاء على أنه غير واجب ابتداء؛ لكنّهم متّفقون على وجوبه عند خوف الفتنة، وقد ذكرنا أنّ خوف الفتنة في الأقارب أكثر خاصة عند تقارب الأسنان وكونهم شبابا مع بعضهم فهذا مما يجب في مثله تغطية الوجه درءا للفتنة وابتعادا عن الوقوع فيما حرّم الله تعالى.

والله أعلم.


التعليقات