الرسول صلى الله عليه وسلم والتسامح

 

 

التسامح معنى في النفس يرجع إلى طائفة من الأخلاق الكريمة والصفات الفاضلة، أو هو مظهرها وأثر من أعظم آثارها، وثمرة جليلة من أعز ثمارها، منها الحلم، والصبر والاحتمال، وسعة الصدر، والعفو عند المقدرة، والتواضع، ومنها السخاء، والجود، والعفة، وضبط النفس، وهذه الصفات على تقارب معنى بعضها من بعض، قد فرق بينها علماء الأخلاق فروقاً ليس المقام متسعاً لشرحها، على أن معانيها في الجملة غير خفية.

والتسامح على اتصاله بهذه المجموعة العظيمة من الأخلاق الكريمة، من أيمن الصفات الحميدة أثراً، وأجزلها فائدة، وأعودها بالخير على المجموع، يؤلف القلوب المتنافرة، ويقرب النفوس المتباعدة، و يهدي الأرواح الجامحة، فربَّ كلمة طيبة فضت مشاكل وحلَّت عقداً متعاصية الحل، ورب تسامح في أمر قليل، حفظ من الوقوع في خطر كبير وخطب جليل.

ولقد كان صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا في هذا الخلق الكريم، سواءً في معاملته الفردية أو في مواقفه الخطيرة الاجتماعية، ما لم تكن الحكمة السديدة في المعاملة الشديدة، بلى قد تجلى ذلك فيما أوحى الله به إليه من أحكام التشريع الذي جاء به رحمة للناس أجمعين، فما خيَّر صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله فيغضب لله أن تنتهك حرمته، وما عالج أمراً من الأمور الحيوية بشيء من الشدة إلا إذا تعينت واستحكم العناد والإباء في نفوس من يعاندونه ويأبون قبول المصلحة لأنفسهم، أمثال أولئك الأغبياء الذين قالوا فيما قالوا: [وَإِذْ قَالُوا اللهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ] {الأنفال:32}. بدل أن يقولوا: ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه الصراط المستقيم).

وإنَّ استقصاء مظاهر التسامح منه صلى الله عليه وسلم لا يكاد يتيسر لي في هذه العجالة إلا أن هذا لا يمنع من الإلمام بما يحضرني الآن من روائع الشواهد التي تعتبر المثل الأعلى في هذا الباب، بل يصح أن تكون مضرب الأمثال.

فمن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم في أول أمره حين اشتد أذى قريش له، عرض نفسه على القبائل ليحميه أحد منهم، فكان بعضهم يردَّ رداً جميلاً، و بعضهم يغلظ في الرد، ووصل الأمر بسفهاء بعض القبائل أن أتبعوا الرد بإغراء صبيانهم به عليه الصلاة والسلام فأدموا قدمه الشريف برمية حجر، فما زاد صلى الله عليه وسلم على قوله: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، أو ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) وروي ذلك عنه صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد حين كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم، وأدميت وجنته بدخول حلقة المغفر فيها.

فانظر إلى وقت اشتد فيه البأس وحمي وطيس الحرب، والنفس عادةً تستجمع أقوى ما عندها من غضب لتستعين به على حفز قواها لمناهضة خصمها، ويزيد في ذلك ما تتحرك به القوة الغضبية حين وصول الأذى، انظر مع هذا كله تطيب نفسه، فبدل أن يسكت عنهم  أو يدعو عليهم، يدعو لهم بالمغفرة أو بالهداية على اختلاف الروايتين.

والدعاء لهم إنما يصدر عن وفور الشفقة، ويسند تلك الشفقة بأنهم قومه، والالتفات إلى هذا إنما يكون عادة من الوسيط بين المتخاصمين لا من أحدهما بالنسبة إلى الآخر، ثم يعتذر عن فظيع عملهم ومقابلتهم دعوته إلى سعادتهم بمهاجمته ومقاتلته، ويعتذر عنهم بأنهم لا يعلمون، والجاهل ينبغي أن يقبل منه العذر.

وانظر ما روي في صلح الحديبية حين قدم صلى الله عليه وسلم مكة للنسك لا للحرب، والكعبةُ بيت الله الحرام، لا يصد عنه ناسك، وقد ظهرت أمارات قدومهم للنسك لا للحرب، فأبوا عليه وصدوه عن بيت الله، فلما اقتنعوا بنيته تمادوا في إبائهم وقالوا: (وليكن نسككم في عام قابل) واتخذت هذه الواقعة فرصة مناسبة لعقد صلح بينه و بين المشركين على شروط اشتط فيها المشركون حتى قالوا: (من ذهب منا إليكم فعليكم أن تردوه لنا ومن جاء إلينا منكم فليس علينا رده) فتذمر المسلمون لهذا الشرط، فرضَّاهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن من ذهب منا إليهم فلا رده الله، ثقة بأنه لا يذهب إليهم أحد من المسلمين مرتداً، ومن جاء منهم إلينا ورددناه فسيجعل الله له فرجاً، وقد كان هذا التسامح في الشروط من أيمن التصرفات وأعودها بالخير على المجتمع، فقد وضعت الحرب بين الفريقين أوزارها، وأمن الناس على أنفسهم فانتقلوا بالمتاجر وغيرها، وأدَّى ذلك إلى الاختلاط، فسماع الهدى منه صلى الله عليه وسلم، فانشراح صدور للإسلام، وهداية كثير من الناس.

ولما ردَّ صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين إليهم مراعاة للشروط التي بينه و بينهم صمد أولئك المسلمون الذين رُدوا لعناد قريش وإلحاق الأذى بهم، غير مستندين إلى قوة إخوانهم المسلمين، بل مستقلين في ذلك بأنفسهم، حتى فرج الله عن المسلمين، ونقضت قريش شروطها، فكان المسلمون بذلك في حل من تلك الشروط، وجاء الفتح الذي به دخل الناس في دين الله أفواجاً.

ومما وقع في هذه القصة أيضاً: تسامحه عليه السلام بحذف كلمة (رسول الله) حين تصلبوا وقالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولكن قل: محمد بن عبد الله. فأبى كاتبه عليه السلام أن يمحوها، فمحاها صلى الله عليه وسلم بنفسه، وأجابهم إلى طلبهم، ثقة بأن الله ناصره في النهاية، وقد كان.

وانظر إليه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد دخلها وهي موطنه الذي أخرج منه قسراً فدخلها ظافراً، ولا تزال تلك الرؤوس التي كانت  تعمل على أذاه شامخة بعزها إلى هذا اليوم الذي قهرها الله فيه، فزاغت منهم الأبصار وظنوا أنه يوم هلاكهم، ولا شيء أدعى لليأس، من غلبة من كان مظلوماً بالأمس، فجمعهم وقال: ما تقولون ـ أي ما تظنون ـ أني فاعل بكم؟ فقالوا استعطافاً لرحمته: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال عليه الصلاة والسلام: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد كان أبو سفيان من أشد رؤوس قريش عناداً وتعنتاً، وهو الذي ألَّب عليه الأحزاب فغزواا لمدينة، وهو الذي استنفر عليه قريشاً يوم بدر، ويوم أحد، وهو الذي كان منه من العناد ما كان، فأبى صلى الله عليه وسلم إلا أن يستنزله عن عناده وكبريائه بأعظم تسامح: فبدأ بأن نوه بشأنه، فنادى مناديه يما ندى بقوله: (من دخل دار أبي سفيان فهو آ من) ففتح ذلك باب الرجاء في نفس أبي سفيان.

ولما جيء به إليه وهو رأس تلك الحوادث، لم يزده على أن قال له: (ألم يأن لك أن تشهد ألا إله إلا الله ) فاستلَّ بهذا ما بقي في نفسه من غطرسة وعناد، وأسلم طائعاً غير مجروح العزة ولا فاقد الشمم، وكان في إسلامه وهو من عظماء قريش عزة للمسلمين.

ولقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان نائماً في بعض الغزوات، فانسلَّ إليه رجل من المشركين خلسة، واخترط سيفه، وكان معلقاً بشجرة، واستيقظ صلى الله عليه وسلم فرأى الرجل والسيف مصلت في يده، فقال له الرجل: من يمنعك مني الآن ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (الله) فوقع السيف من يد الرجل، فأخذه صلى الله عليه وسلم وشهره عليه وقال: من يمنعك مني؟ فقال الرجل: كن خير آخذ يا محمد، فعفا عنه صلى الله عليه وسلم، فأسلم الرجل.

ومن ذلك ما يروى أن رجلاً جبذه عليه السلام من ردائه وقال: أعطني يا م حمد من مال الله فإنك لا تعطيني من مالك ولا من مال أبيك. وكان الجبذة شديدة حتى أثَّر طرف الرداء في عنقه صلى الله عليه وسلم فسكت صلى الله عليه وسلم ثم قال: المال مال الله وأنا عبده، ثم قال: ويقاد منك يا أعرابي، فقال: لا قال ولم؟ قال: لأنك لا تجزي بالسيئة السيئة، فضحك صلى الله عليه وسلم وأمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى آخر تمر.

وجاء رجل يتقاضاه ديناً قبل أجله بثلاث، فأغلظ في القول حتى قال له: أعطني ديني إنكم بني عبد المطلب قوم مطل. فانتهره عمر وأغلظ له في القول، فكفَّه عنه9 صلى الله عليه وسلم وقال له: (دعه يا عمر أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك: تأمره بحسن التقاضي وتأمرني بحسن الأداء) وقضاه دينه، وزاده عشرين صاعاً دفعأً لترويع عمر إياه، مع أنه لم يكن حل أجله، فانظر إلى هذا الاحتمال مع أن الطلب بغير وجه حق، وإلى تعليمه عمر ما ينبغي أن يصنعه الرجل الذي يحضر خطاباً بين اثنين.

ولقد أسلم الرجل وقال: لقد رأيت فيه كل علائم النبوة إلا هاتين العلامتين: يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حلماً، فعملت ما عملت لأتبينهما.

ومثل ذلك ما روي أن رجلاً استعطاه صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم سأله: أأحسنتُ إليك يا أعرابي ؟ فقال: لا، ولا أجملت، فغضب المسلمون وقاموا إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: كفوا عنه، وأعطاه حتى رضي، وقال: أحسنتُ إليك يا أعرابي؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال صلى الله عليه وسلم: إن مثلي ومثل هذا كمثل رجل له ناقة شردت منه فأتبعها الناس ليردوها عليه فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم صاحبها خلَّوا بيني وبين ناقتي فأنى أرفق بها وأعلم، فتوجه غليها وأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال وقتلتموه، دخل النار.

فانظر كيف يردف الخلق الحسن يشرح الثمرة المترتبة. واقرأ إن شئت قوله تعالى:[وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ] {فصِّلت:35}.

وبعد: فهل هذا مستغرب على من يقول الله له: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ] {آل عمران:159}. ويقول الله في وصفه مخاطباً المؤمنين:[لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {التوبة:128}.

معاملة للمنافقين:

ولقد كان للمنافقين معه عليه الصلاة والسلام حوادث يضيق لها صدر الحليم، وهم مستظلون بظله ومحتمون بحمايته صلى الله عليه وسلم، ومخالطون للمسلمين، يعلمون دخائلهم، ويفشون  أسرارهم، ويصحبونهم في غزواتهم لينهزموا في وسط المعركة فينهزم المسلمون، أو لينصرفوا في أثناء الطريق لينصرف معهم ضعفاء القلوب. وكان صلى الله عليه وسلم عالماً بهم يطلعه الله على دخائل قلوبهم وذات صدروهم، ويشير عليه بعض الصحابة بقتلهم، وهو قادر على إبادتهم، ومع ذلك ينهاهم عنهم ويقول: لا يتحدث الناس أن  محمداً يقتل أصحابه.

فانظر كيف يتحمل أذاهم مع هذه الصفات حتى لا يلعب الشيطان شيطان الإنس وشيطان الجن بعقول من يشاور نفسه في الإسلام ويقول له مالك ولرجل يقتل أتباعه، وحسبك في تمثل جرمهم ما حكاه عز وجل عنهم في قوله تعالى:[هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا] {المنافقون:7}. وقوله: [يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ] {المنافقون:8}. وابتكارهم لقصة الإفك، وقد بيَّنا في مجلة نور الإسلام ما فيها من الفظاعة من جانبهم، وحسن الاحتمال من جانبه صلى الله عليه وسلم.

تسامحه صلى الله عليه وسلم مع ضعفاء المؤمنين:

ويلتحق بذلك تسامحه مع حاطب بين أبي بلتعة حين عزم صلى الله عليه وسلم على فتح مكة، وكان من كمال التدبير ألا يعلم القوم، لكيلا يستعدوا فتتسع دائرة الحرب وتراق دماء كثيرة، فعنَّ لرجل من المسلمين أن يخطر القوم، فكتب لهم يعلمهم، وأعطى الكتاب لامرأة وضعته في شعرها، فأعلمه الحق جل جلاله، فأرسل إليها من الصحابة من أدركها وانتزع الكتاب منها، فلما سأل حاطباً في ذلك اعتذر بأن له لديهم مصالح خشي عليها منهم، فأراد أن يتخذ عندهم يداً ليحفظوه في مصالحه، وهو مع ذلك عالم أن الله ناصره عليهم، فقبل صلى الله عليه وسلم منه ذلك وعفا عنه، فكم في هذا من تسامح فيما يعد اليوم خيانة كبرى يجازى عليها بالقتل.

التسامح في الشريعة الغراء:

لقد استفاضت الدعوة إلى التسامح في الشريعة الغراء حتى سميت بحق الشريعة السمحة، اقرأ إن شئت قوله تعالى:[ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:237}. [وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {النور:22}. [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] {آل عمران:134}.

فإذا انتقلت بنظرك إلى سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين، وجدت العجب العجاب، وعسى أن تطالعه ما نشرته مجلة نور الإسلام بقلم فضيلة الأستاذ الشيخ محمد الخضر حسين في هذا الموضوع فقد شرح من أحكام الفقه الإسلامي وساق من أدلة الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح ما ينشرح له صدور قوم مؤمنين، ويتجلى به شيء من سر قوله تعالى:[وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107}.

صلى الله عليه وسلم صلاة تليق بمقامه الكريم، وننتفع ببركتها في يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه وسلم.

المصدر: مجلة نور الإسلام، صفر 1352هـ، العدد: 32.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين