بشار.. الحاكم الشبيح

لا أزال أذكر لقطات من فيلم العسكرى الأزرق الذى عرض فى السينما 1970، وجسد بشاعات الجنود الأمريكيين فى فيتنام، حيث كانوا يقطعون بسونكى البندقية أثداء النساء - بعد اغتصابهن - ويبقرون بطون الحوامل، ويذبحون الرجال، ويمطرون القرى بالنابالم، فى مشاهد خالية من أية مشاعر إنسانية أو حيوانية، صادرة عن أناس مجرمين ساديين، منحرفين نفسيًّا وبشريًّا، يتشدقون – إفكًا وزورًا - برعايتهم حقوق الإنسان، وحمايتهم الحريات! 

ولا تزال ذاكرتي اللاهبة تذكر صورًا لأطفال بوسنيين اقتلعت – بالسونكى – عيونهم، على أيدى العنصريين الصرب، الذين قادتهم الكنيسة الأرثوذكية هناك، فى حرب تطهير عرقى مجرمة دامية، بجانب المقابر الجماعية لألوف من الرجال العزل والأولاد، أهالت البلدوزرات عليهم أكوام التراب، بعد أن استكثروا عليهم رصاصات رحمة تخفف عنهم الموت الرهيب..

ولا أعتقد أن ذاكرتى ستنسى يومًا الجرائم الوحشية التى ارتكبها مجرم سوريا وأبوه وسفاحو طائفته الإرهابية؛ الذين يقتلون بأيديهم سنة سورية، ويلعقون دماء الشرفاء، وينتهكون أعراض الحرائر، بمنتهى الخساسة والدناءة التى لا يقع فيها إلا الضبع؛ أخس الحيوان طرًّا. 

ولأن هذا الجنس من الضباع – بجانب وحشيته وخساسته - بارع فى لعبة التلفيق والفبركة، وصناعة التهم، فهم يستخدمون عدة أوراق لتمرير شنائعهم وفظائعهم.

= = لعبوا بالورقة الطائفية، فى بلد فيه ثلاث وستون طائفة وعرقية وديانة، يمكن أن يشعل كل منها حريقًا يبقى عقودًا لا ينطفئ، ولا يسعد به إلا كل متصهين، وعدو للأمة ودينها!

• فإنك لو طالبت بحقك هناك فستكون طائفيًّا،

• ولو قلت: لا فأنت طائفي،

• ولو اعترضت على الذبح من الأعناق فأنت طائفي،

• ولو سألت عن سجين انقطعت أخباره من ثلاثين سنة فأنت طائفي،

• ولو سعلت أو عطست فأنت طائفي!

مع أن الطائفة النصيرية تحرس إسرائيل من عقود، وتجرِّع سوريا العلقم من عقود، وتقمع الحريات من عقود، وتزحم السجون بالمعذبين من عقود، وتذل الشرفاء والمثقفين والأحرار من عقود، و(تشفط) خيرات سوريا من عقود، ولا يجرؤ (زلمة) أن يقول : إن هذا هو قمة الطائفية الحقيرة!

واستخدم الأسد الدعم الطائفى من خلال الاستعانة بالرافضة الفاشيين من إيران، ولبنان، في قمع التظاهرات، حتى داخل لبنان ذاته، وهم ذاتهم الذين يقلقون الأمور فى البحرين والساحل الشرقى السعودي، ومواطن أخرى أرجو ألا يكون منها مصر، بعد أن استنبت فيها نظام مبارك الرفض وأولاد الرافضة، ومكن لهم، بتمويل واسع من الملالي!! 

= = ولم يزل الضبع – بعد أبيه – وزبانيته يحمون مصالح وحدود إسرائيل منذ 67؛ فلم تظهر له دبابة على الجولان، بل ظهرت – فقط – فى درعا، وحمص، وحلب، وإدلب، ودمشق والمدن السورية الأخرى لسحق المواطنين تحت جنازيرها كما رأينا فى اليوتيوب! وصرح الجهبذ رامى مخلوف بأن إسرائيل لن تستقر إذا سقط الضبع، والبعث الإرهابي! 

= = وتزلفًا للصهاينة والأمريكان أسقط الأسد نفسه ورقة التوت التى كان يستر بها عورته المغلظة، حين أعلن فى تطور سياسى لافت – كما قالت يديعوت أحرونوت، ونقلته الجزيرة نت - أن بشارًا أعلن عبر رسائل بعثها إلى الإدارة الأمريكية عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أمريكية قولها :إن الأسد قال فى هذه الرسائل إن 98% - لاحظ: 98% - من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق عليها، ولتسقط الممانعة المزعومة، وشعارات الصمود والتصدي، والقناع البعثى السمج القبيح

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – فزاعة القاعدة والسلفيين والإخوان (الإسلام) لتخويف الدنيا، رغم أنهم الذين صنعوا الأكذوبة، ولفقوها مع (حبايبهم) الذين طالما اعتبروهم رجالهم وحماة مصالحهم، خصوصًا من وصف منهم ب(الدول المعتدلة الصديقة) عارفها حضرتك؟ 

= = ووظف بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – سيطرتهم، فقعطوا الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء، والماء، والخبز، والوقود، والرواتب، وضربوا تناكر المياه لئلا يشرب الناس، وأغلقوا المخابز والمحال لئلا يأكل الناس، وخيروهم صراحة بين الجوع والعطش والظلام والرَّوع، وبين الذلة والهوان السرمديين و... البعث وآل الضبع!

= = ووظف بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – مشايخ السلطة والزور، والدعاة الحزبيين العور، الذين ربوهم على أعينهم، وكسروا عيونهم بالعطايا، والهبات، والتلميع، ليتحدثوا عن لزوم البيعة الشرعية، وحرمة الخروج على الحاكم (أمير الطائفيين) وتخويف الناس من قول لا، وقمعهم بالفتاوى عن المطالبة بحريتهم وحقوقهم! ألم تر إلى مفتيه الذى أقسم أن حافظًا هو مجدد الدين فى القرن العشرين، وشاعره الذى أقسم أن بشارًا هو الخليفة السادس فى الراشدين؟! 

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – الشبيحة من الجنود والمخابرات والحرس الخاص؛ لإحداث أكبر قدر من الدمار، وإراقة أكبر كمية من الدماء، ونشر أكثر ما يستطيعون من الرَّوع، والذعر، والإرهاب البعثى العلوى الضبعي! شبيحة البطش، وشبيحة الأقلام، وشبيحة الفتاوى!

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – الإعلام المزور الذى يتحدث عن الشعب السورى المنتفض من أجل كرامته وحريته وسلامته على أنه مجموعة خونة عملاء جبناء طائفيين سلفيين رافضين للشرعية متآمرين على الوطن السعيد، والعهد البعثى المجيد، كارهين للتقدم والحضارة والرغد الذى يوفره الضبع وأسرته وحاشيته! 

= = واستخدموا الأفاكين (أقصد الفنانين) الذين ناصروا الأسد صراحة، أو تقنعوا أمام الشعب بكلمة ناعمة كذوب، وهم ينحنون لتقبيل حذاء النظام: وهم صف طويل من كلاب حراسة القهر العلوى لا داعى لإيراد أسمائهم أجمعين! 

وكالعادة: تقف الجامعة العربية الشامخة حامية الحمى، لتتفرج، وتفرك إسرائيل يدها ابتهاجًا، وتوازن أوروبا، وتنافق أمريكا، ويُقمع الشعب، وتستمر المذابح، ولا ينتهى الكذب!

فهل قدر على الأمة أن تمر بهذه المذابح كلها، بأيدى حكامها جلاديها وجيشها مدمرها!؟

هل قدر عليها أن تسودها الضباع والخنازير البرية، أو تجتاحها؟

حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين