بماذا سيشهد التاريخ

التاريخ صفحة بيضاء يملؤها البشر بأعمالهم، فإما أن تكون هذه الأعمال صالحة لتملأ صفحة التاريخ بياضا وتزيد في نصاعتها، أو تملأ هذه الصفحات سوادا، وكلما ساءت الأعمال زادت الصفحة سوادا حتى تصبح سوداء سوادا مربادا.

1-        سيشهد التاريخ أن حربا عالمية شديدة الوطأة وقعت بين قوى الاستكبار العالمي وبين فئة مؤمنة بدينها وبحقها في استرداد وطنها المسلوب، في ظل تخاذل رسمي عالمي من كل دول العالم على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم.

2-        سيشهد التاريخ أن أكبر تخاذل إسلامي عربي شهده التاريخ حصل في القرن الواحد والعشرين، عندما ترك المسلمون غزة تقاتل بمفردها عن قرابة ملياري مسلم دون أن ينالوا أي شيء من المساعدة منهم.

3-        سيشهد التاريخ أن العدد الأكبر من العلماء الذين باعوا دينهم للسلاطين وللمسؤولين قد حصل في هذا القرن، ولم يحصل عدد مثل هذا العدد عبر التاريخ الإنساني برغم من كل ما مر في بلاد المسلمين من المآسي.

4-        سيشهد التاريخ أن أكبر استثمار للدين في مصالح المسؤولين وتماشيا مع مصالح الأعداء قد حصل في هذا القرن أيضا.

5-        سيشهد التاريخ أن هذا القرن شهد أكبر نكوص للشعوب الإسلامية عن إنقاذ إخوانهم في الحرب، مع أن الله تعالى أمر بالمسارعة لإعانتهم.

6-        سيشهد التاريخ أن المساجد لم تأخذ حقها من العمران الذي أراده الله في هذا العصر، بما لم تسبق إليه العصور الماضية على الإطلاق.

7-        سيشهد التاريخ أن علماء الشريعة تحديدا كان لهم قصور واضح تجاه إخوانهم في غزة، وإنّ كل الذي فعلوه أو استطاعوا فعله هو الصراخ والعويل والكلام ولم يتجاوزوا ذلك الا بقليل من المعونات على استحياء.

8-        وسيشهد التاريخ أن علماء الإسلام في كل المجالات لم رضوا أن يكون حالهم كالحال الذي هم فيه بما لم يكن له نظير عبر التاريخ، وأن صناعة القدوة غابت عن أذهان كثيرين منهم.

9-        وسيشهد التاريخ أن بعض المؤسسات الرسمية والشعبية تقاصرت عن إمداد المجاهدين بأيسر ما يحتاجونه.

10-      وسيشهد التاريخ أن بلادا عربية أسهمت في العدوان على المجاهدين، ووقفت يدا بيد مع الصهاينة المجرمين.

11-      وسيشهد التاريخ أن دولا عربية وإسلامية ومؤسسات رسمية وشعبية قد خانت دينها وأمدت اليهود بما يحتاجونه من الغذاء والدواء وأعانتهم في هذه الحرب القذرة، ولم يسمحوا لأنفسهم أن يقدموا الماء لأهل غزة، وأنّ هذه فضيحة ستلاحقهم أبد الدهر.

12-      وسيشهد التاريخ أن دولا عربية ما عادت تطيق أن تسمع اسم فلسطين، في الأرض التي هي عليها.

13-      وسيشهد التاريخ أن بلادا عربية وإسلامية ساهمت في حصار خانق لأكثر من مليوني مسلم، انتصارا للأعداء الصهاينة، مدة سبع عشرة سنة، ولم تتداعى بقية الدول العربية والإسلامية لفك هذا الحصار من الأعداء ومن الإخوة على إخوانهم، في حادثة لم يشهد التاريخ لها مثيلا.

14-      وسيشهد التاريخ أن بعضا ممن تعاطف مجرد التعاطف مع المجاهدين، قد نكّل به في الدولة التي يعيش فيها، وأودع السجن في ظروف قاحلة لا يعلم شأنها إلا الله.

15-      وسيشهد التاريخ أن معظم المجاهدين على أرض غزة كانوا من حفظة القرآن الكريم، في حالة لم تسبق في كل الدول الإسلامية والعربية من بعد إقصاء الخلافة الإسلامية إلى الآن.

16-      وسيشهد التاريخ أن أهل غزة رجالا ونساء صغارا وكبارا، في ظل هذه النكبة التي توارد عليها العالم، قد ضربوا أروع الأمثلة في الجهاد والصبر والتعاون والتآلف، في ظل سعي العالم كله لتمزيقهم، ولكن ثباتهم على الدين والقيم والأخلاق سيقودهم بإذن الله إلى نصر تتغنى به الأجيال إلى أن تقوم الساعة.

17-      سيشهد التاريخ أن المتخاذلين عن نصر إخوانهم لن ينالهم إلا الخيبة، في جميع سعيهم لفتّ عضد المقاومة.

18-      سيشهد التاريخ كما شهد للصحابة الكرام وللمسلمين الأبرار عبر التاريخ، أن صفحة مضيئة من الجهاد، ستضيئ صفحات تاريخ المجاهدين، وهي صفحة المجاهدين في غزة.

19-      سيشهد التاريخ أن هذه الحرب التي تقودها أمريكا مع الصهاينة على أهلنا في غزة هي حرب تخلو من كل المعايير التي عرفتها البشرية في الحروب، وهي تدل على الانسلاخ البيّن من الإنسانية وكل المعايير الأخلاقية والقيمية، ليكون ذلك لعنة من الأجيال القادمة على أمريكا والصهاينة ومن سار في ركبهم.

20-      سيشهد التاريخ أن أهل غزة على الرغم من كل ما فعلوه لم ينالوا من أمتهم ما يستحقون من العون والتقدير، وإنا لنترك ذلك كله لله عز وجل فهو الكريم الذي لا يخيب راجيه.

21-      فاللهم نصرك المبين لعبادك المجاهدين في غزة وفلسطين وفي سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين