بيان مؤتمر العلماء الأول بدمشق - تاريخ 11-13 رجب 1357هـ

 

الفكرة العامة الموجبة للمؤتمر
       لما كان هذا العصر يتميز عن غيره بتزاحم العوامل المختلفة من مادية ومعنوية في شتى نواحيها وميادينها، وكانت الأدوار الإنشائية العامة في تكوين الأمم المتحفزة إلى النهوض والحياة من أخطر الأدوار التي تمر بها الأمم كما في عهدنا الإنشائي الحديث اليوم، إذ تكون تلك الأدوار مفترق طرق يقذف بالسائرين فيه إما إلى هناء وإما إلى شقاء –من حيث تشعر أو لا تشعر –في ركني حياتها المادي والروحي، قضى الواجب المحتم على كل ذي إخلاص واختصاص أن يبادر إلى المساهمة في بنيان أمته الناشئة بهمته الصادقة، ضمن خطته واختصاصه، ليكون مليء الصحيفة بالآثار الناطقة الناصعة، بريء الساحة من السؤال عند التهاون في التعاون للحياة الصالحة.
       ولما كان شأن رجال الدين يقف بهم على ذروة المراقبة والنظر فيما يضمن للأمة تلك الحياة الصالحة، وثمراتها اليانعة، والعمل على ما يداوي عليها، ويسد خللها، ويمنع ذللها، ويصعد بها عارجاً في مراقبي الكمال البشري، وفضائل الإنسانية، وكيلا تطغى عليها المادة فتغرقها في ضلالها عن خالقها، وتجمح بها النزوات والنزغات في شهواتها، فتنسيها أمانتها وواجباتها وأخلاقها، فترجع القهقري من حيث تظن التقدم، وترسب في حضيض الرذيلة من حيث تبغي السمو.
       لهذه العوامل القوية وجب على العلماء –والأعباء ثقيلة متزايدة متزاحمة كما يرى –أن يفكروا في الطرق الناجحة، والوسائل الناجعة لجمع الجهود، وتضافر القوى الصالحة على النهوض بتلك الأعباء التي تزداد وطأتها ثقلاً كلما اشتدت عوامل المدنية المادية عماية وضراوة ، والتي لم تعد تغني فيها ولا تثمر جميع الجهود الفردية المبعثر.
 
واجب العلماء
 
 
في تبرئة الإسلام مما يصمه به المستعمرون لغاياتهم
 
لما كان الدين الإسلامي في مبادئه الإنسانية السليمة العليا، وفي قواعد الحكيمة الرفيعة العامة، وفي أهدافه الإصلاحية التنظيمية الاجتماعية الكبرى –لا يقتصر على أن يكون عقيدة فردية خاصة، بل هو أيضاً عمل وأمل، وهمة وانتظام، وحسن تدبير للحياة المشتركة بين –من يعيشون تحت سماء واحدة تظلهم، وفوق أرض واحد نقلهم، ورسالة اجتماعية عامة إلى البشر قاطبة، جاءت تحمل الاحترام للإنسان مطلقاً، والرحمة العامة بين الناس مهما اختلفت أجناسهم ومذاهبهم، ليعيشوا بعيدين عن العصبيات الذميمة التي تقطع عليهم طريق التعاون في العمل النافع المفيد للمجموع، تلك العصبيات التي أينما وجدت اليوم فإنما هي أثر سيء، وطابع كريه من طوابع الاستعمار الذي يئس اليوم من أن يبرر مقاصده الغاشمة فلم ير وسيلة أكبر مفعولاً في أخفاء تلك المقاصد، وسترها عن أنظار الضعفاء المبيتة لهم –سوى إيجاد النعرات المذهبية، والعصبيات الذميمة الطائفية، ليلهيهم عن شئونهم وشجونهم، ومتباكياً بدموع الكذب على من يسميهم بالأقليات، زاعماً حمايتها لتثبيت أقدامه فوق مخانق الجميع، على نحو الأسلوب الشيطاني الذي قال فيه نبينا عليه الصلاة والسلام (أما بعد أيها الناس : فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبداً ، ولكنه أن يطع فيما سوى ذك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم ، فاحذروه على دينكم).
وإذا كان ذلك الاستعمار قد حاول أن يمس بهذه الفكرة الخبيثة وطنية رجال السياسة في شيء ما ـ فقد استهدف أيضاً أن يجني على الدين الإسلامي في المراكز الإسلامية جناية كبرى في وصمه وتشويه سماحته ورحابته في مبادئه الحيوية الإنسانية العامة والبريئة من كريه العصبيات ، وفكرة العدوان ، ذلك لأن الدين الإسلامي ـ وهذه مبادئه ـ لا يأتلف مع الاستعمار في مكان أو زمان ، وهو أكبر ضمانة للعمل الدائب على طرده ، وحفظ وحدة الصفوف في الحياة المشتركة بين أبناء البلاد ، فقد قال الله تعالى :[يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] {الحجرات:13}. وقال : نبينا عليه الصلاة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته : (الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) ـ أخرجه أبو يعلى في مسنده والبزار عن أنس ـ
لذلك وجب على علماء الإسلام أن يبادروا إلى وظيفتهم في مضاعفة الجهود ، لعرض حقائق الإسلام وصحائفه الناصعة التي تتكفل بخدمتين عظيمتين هما : حسم دسائس الاستعمار ، وتمتين الإسلام في نفوس أبنائه ذلك التمتين الذي من نتائجه تحقيق اتحاد صحيح بين أبناء البلاد الواحدة ، مبني على اساس العقيدة النبيلة ، لا على أساس المجاملات الكاذبة ، الأمر الذي لا يحمّل سوى العلماء اختصاص العمل في مضماره.
 
غاية المؤتمر العملية
لما كان تعاقب الحوادث قد أفقد المسلمين كثيراً من مقوماتهم الدينية ، والأخلاقية والاجتماعية حتى أصبح منظوراً في حياتهم من هذه النواحي نواقص كثيرة يجب تلافيها في ظواهرها وخوفيها.
وكان التطور الزمني يقضي بأن يكون ذلك التلافي منظماً وعاماً في جميع المراكز الإسلامية ، وقائماً على أيد دائبة دائمة في جبهة موحدة مشتركة من العلماء ـ قد عزم العلماء ( بعد أن تراسلوا من مختلف البلاد الشامية) على عقد مؤتمر لهم في مدينة دمشق عاصمة البلاد الشامية ، للنظر في سائر الشؤون المتقدمة الذكر ، واتخاذ الذرائع المنتجة لتحقيق ما يجب فيها ، وتنظيم الجبهة العلمية تنظيماً يضمن النهضة والاضطلاع بأعباء هذا الأمر الجلل. وتنفيذاً لهذه العزيمة قامت ـ جبهة العلماء بدمشق ) بتوجيه الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر الميمون فلباها من القدس ونابلس والنجف وبيروت وصيدا ، وطرطوس ، واللاذقية ، وحمص وحماة و حلب ، وأنطاكية وإدلب والباب ، ومنبج ووادي العجم والقنيطرة ودير عطية ، والنبك جمهور عظيم من أكابر العلماء فيهم الشيخ المسن الذي لم تثن عزيمته مشقات السفر ، والشاب الذي لم يؤثر هواه على واجبه ، فانضموا جميعاً إلى إخوانهم العلماء في دمشق ، فبلغوا مائة وخمسة أعضاء ، عقدوا مؤتمرهم ثلاثة أيام بلياليها وصالاً ، ووضعوا مقررات لها من الشأن والخطورة في ذلك ما لها.
 
خلاصة مقررات المؤتمر:
أما المقررات التي وضعها مؤتمر العلماء في مختلف الفروع ، تحقيقاً لغايته السامية ـ فإنه سينشر نصوصها كاملة في رسالة خاصة ، وإن المؤتمر في مقرراته هذه التي لم تتناول في الحقيقة إلا جزءاً من مدى غايته ـ قد راعى الاقتصار على ما يسعف الوقت في تنفيذه ويمكّن من تطبيقه .
 
وهذه هي خلاصة تلك المقررات:
1 ـ مطالبة الحكومة الكريمة بإنشاء مدارس شرعية منظمة ابتدائية وثانوية في المدن ، والعناية بتنظيم المدارس الموجودة حاليا ، وتأسيس معهد عال شرعين ضمن الجامعة السورية ذي ثلاث سنوات لتخرج القضاة الشرعيين والمفتين سداداً للحاجة الملحة اليوم ، وإحياءاً للتراث التشريعي الإسلامي الجليل ، ذي الشأنين العلمي والعقلي في تاريخ التشريع الإسلامي خاصة والعالمي عامة ، والإسراع بإرسال بعثات شرعية لهذه الغاية إلى مصر للتخصص.
2 ـ مطالبة الحكومة بإصلاح المحاكم الشرعية ، والعناية بها عناية تامة ، وملء شواغر القضاة الشرعي بقضاة شرعيين ، وإلغاء القرار الحكومي السابق الذي يقضي بانتداب الحكام المدنيين مكان القضاة الشرعيين ، مع احترام المؤتمر لجميع الحكام المدنيين وذلك لضمانة تطبيق الأحكام الشرعية بمقتضى الاختصاص.
3 ـ المطالبة بملء الشواغر من الوظائف الشرعية كالافتاء والتدريس العام سداً للحاجة القائمة.
4 ـ المطالبة بإعادة الأوقاف المستولى عليها من قبل بعض الدوائر الحكومية ، وبدفع جميع عائدات الأوقاف العشرية التي تدخل على الخزينة ـ إلى دوائر الأوقاف.
5 ـ تأييد ما قرره مؤتمر الدفاع عن الأوقاف المنعقد بحلب سنة 1353هـ و1934م من وجوب إدارة الأوقاف الإسلامية إدارة أهلية طائفية انتخابية ، والمطالبة بالإسراع في وضع النظام الطائفي الانتخابي لادارة الأوقاف ، على أن يكون مضموناً فيه وجود أكثرية من علماء الدين في مجالس الأوقاف المحلية والعليا.
6 ـ الاحتجاج على غصب الخط الحجازي واستثماره لمصلحة شركة خطوط دمشق ـ حماة وتمديداتها(dhp) لما في ذلك من عدوان على المؤسسات الوقفية المقدسة ، ومخالفة للعهود الدولية ، ولحقوق المسلمين الدينية ، مع المطالبة بإعادة هذا الخط إلى الأوقاف الإسلامية.
7 ـ تأييد رسالة (جميعة العلماء بدمشق) التي أصدرتها بشأن عدم جواز حل الأوقاف الذرية وإلغائها ، وجمعت فيها فتاوى علماء الأمة ومفتيها من مختلف البلدان ، بالنظر لصراحة الأدلة والأحكام الشرعية فيها ، ولأن إلغاءها ـ علاوة على ذلك ـ سيكون مبعث إضرار عامة سياسية واقتصادية ، ولاسيما في هذا الوقت الذي عرف فيه مما ظهر في فلسطين الشقيقة شأن عظيم لملكية العقار في مستقبل البلاد وأهلها.
8 ـ المطالبة بزيادة الدروس الدينية في مدارس المعارف ، من ابتدائية وثانوية ، وخاصة منها دور المعلمين والمعلمات ، وجعل الدروس الدينية في جميع تلك المدارس تابعة للامتحان ، ومداراً للنجاح والرسوب ، كسائر الدروس أسوة بمصر ، والمطالبة بتعيين ذوي الاختصاص الشرعي لتعليم هذه الدروس الدينية ، ولفت نظر الحكومة لاصدار أمر لاساتذة المعارف وتلامذتها بالمحافظة على القيام بالشعائر الدينية ضمن المدارس.
9 ـ المطالبة بصيانة الآداب والأخلاق العامة وذلك:
أ ـ بمراقبة الأشرطة السينمائية مراقبة أخلاقية ، علاوة على المراقبة السياسية المقتصر عليها الآن.
ب ـ بمنع كل ما يخل بالآداب العامة المصونة بالشرائع والقوانين.
ج ـ بمراقبة لغة الشوارع ، وفرض عقاب على من يتلفظ بالألفاظ المستهجنة المخجلة ، التي تصدر من بعض الجهلة على مسمع من الأحداث والنساء لما في ذلك من الإساءة إلى سمعة آداب البلاد.
10 ـ الاحتجاج الشديد على ما يجري في فلسطين الشقيقة المعذبة لاجلاء أهلها عنها ، وتقسيمها بين الدخلاء ـ من أعمال السلطة الإنكليزية من قتل وتعذيب ونسف للمنازل والقرى ولمدينة جنين ، والاعتداء على كرامة رجال الدينين الإسلامي والمسيحي ، ومعاملتهم كالجناة المجرمين ، وانتهاك حرمات المعابد ، وتعطيل المجلس الإسلامي الأعلى ، والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية مع تأييد قرار جماعة كبار علماء الأزهر الشريف برفض مشروع التقسيم ، وتأييد فتوى علماء العراق الأجلة من أهل السنة والشيعة ، باعتبار جهاد فلسطين جهاداً مشروعاً ، وتأييد أعمال (اللجنة المركزية بدمشق للدفاع عن فلسطين) في يوم 27 رجب يوم فلسطين لجمع الاعانات لمنكوبي أهلها ، وأن المؤتمر يرسل تحية خالصة مملوءة بالإكبار والإعجاب لزعماء فلسطين وشعبها الباسل في جهادهم الشريف العظيم.
11 ـ الاحتجاج الشديد على ما آل إليه الوضع الحاضر في لواء اسكندرون ، الذي شتت فيه شمل المتمسكين بدينهم من العرب وغيرهم ، وقضي به على الحريات الدينية والقومية ، وانتهكت حرمات رجالها ، وغير ذلك مما هو جار تحت سمع رجال السلطة وبصرهم.
12 ـ المطالبة بضمان مستقبل طلاب العلوم الشرعية بحصر وظائف دوائر الأوقاف ، ودواوين المحاكم الشرعية بهم ، وإشراكهم في تدريس العلوم العربية في مدارس الحكومة.
13 ـ تأييد اقتراح الأستاذ الكبير الشيخ عبد الكريم الزنجاني من علماء إخواننا الشيعة في النجف في وجوب جمع كلمة المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية ، الذين تجمعهم عقيدة التوحيد ، ومقاصد الإسلام ، لمكافحة الإلحاد ، ولتنظيم العمل الاجتماعي ، والشؤون الإسلامية التي تهم الجميع ، وشكر الأستاذ الزنجاني على هذه الفكرة ، وتكليف اللجنة التنفيذية للمؤتمر بالسعي لتهيئة الدعوة إلى مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين لتحقيق هذه الفكرة السامية وفقاً لاقتراحه الطيب.
14 ـ المطالبة بزيادة الاعتناء باللغة العربية:
أولاً : في المدارس بشكل يحفظ جوهر اللغة ، ويفقه في أساليبها وآدابها ، مع لفت نظر الحكومة إلى الخطأ الكبير في إرسال بعثات معلمي اللغة العربية وآدابها إلى أوروبا للتخصص في ذلك ، والمطالبة بإرسال البعثات إلى مصر منبع اللغة وآدابها عوضاً عن أوروبا.
ثانياً : في دواوين الحكومة ودوائرها في لغة المعاملات الرسمية التي يجب أن تكون سليمة من الأخطاء العربية لأن لغة الدوائر تمثل قومية الحكومة الكريمة وعروبتها.
15 ـ اعتبار جمعية العلماء بدمشق لجنة تنفيذية مركزية للمؤتمر ، على أن يدخلوا معهم من شاءوا من أعضاء المؤتمر من دمشق.
16 ـ تأليف جمعيات للعلماء في المدن خلال ثلاثة أشهر من انفضاض المؤتمر ، واعتبار تلك الجمعيات لجاناً تنفيذية فرعية للجنة التنفيذية المركزية ، على أن يعتبر الآن أعضاء المؤتمر من كل بلدة لجنة تنفيذية فرعية مؤقتة إلى أن يتم تأليف الجمعيات المذكورة.
17 ـ تكرير عقد المؤتمر عندما تدعو الضرورة إليه ، وذلك بدعوة من اللجنة التنفيذية المركزية.
18 ـ تكليف اللجنة التنفيذية بتنظيم مالية دائمة للمؤتمر ، وطبع مقرراته.
19 ـ المباشرة بتنظيم مشروع القرش ليصرف في سبيل تأسيس مدارس علمية ، ومياتم ومستشفيات ، ويكون أساساً لأموال المؤتمر.
20 ـ إصدار صحيفة لجمعيات العلماء.
21 ـ تكليف جمعيات العلماء في المدن بالعمل للاصلاح بين الناس ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ونشر الآداب الإسلامية ، وحمايتها في المدن والقرى.
22 تكليف اللجنة التنفيذية المركزية بوضع نظام للعلماء ـ بعد أخذ اقتراح جمعيات العلماء في البلاد ـ يشتمل على الأسس الآتية:
أ ـ تعيين الصفات العلمية التي بموجبها يعر العلماء.
ب ـ تبيين الواجبات الأدبية والعلمية المطلوبة من العلماء في أعمالهم ومظاهرهم.
جـ ـ تعيين شعار خاص بالعلماء ليتميزوا عن غيرهم من الدخلاء ، وأخذ امتياز رسمي به ليكون ممنوعاً عن سواهم.
د ـ تعيين لجنة علمية عليا لتطبيق النظام ولترتيب المسؤوليات المتحتمة على العلماء عند خروج أحدهم على النظام.
23 – تكليف جمعيات العلماء في كل مدينة بتسجيل أسماء العلماء فيها ليكون أساساً للاعتبار عند الاقتضاء .
24 – إذاعة بيان عن أعمال المؤتمر وفي مقدمته إعلان المبادئ الإسلامية في المساواة بين المسلمين وبقية المواطنين ، وشجب الدعايات الاستعمارية المشوهة لسمعة الإسلام عن طريق إثارة فكرة الأقليات ، ووصم المسلمين بالتعصب الذميم.
25 - العمل على توثيق الصلات بين علماء الأقطار ، وسائر الجمعيات الإسلامية ، وبين منظمات الشباب المتعلم ، لتسهيل القيام بالواجب الملقى على عواتق الجميع.
26 ـ توجيه شكر للحكومة السورية الكريمة على شمولها المؤتمر بالعناية والرعاية والاعتبار الجليل.
27 ـ شكر ا لصحافة السورية التي اهتمت بشأن المؤتمر ونشر أخباره ومباحثه.
 
5 ـ آمال المؤتمر من الحكومة والصحافة والشعب
هذه هي مقررات مؤتمر العلماء الأول التي بلغت سبعة وعشرين قراراً تناول كل واحد منها ناحية هامة مادية أو معنوية في الحياة العلمية ، والنظم الاجتماعية ، والآداب العامة ، والتأسيسات العلمية ، يعاهد المؤتمر جل شأنه على احترامها ، والسعي لتحقيقها بالحكمة واليقظة ، وهو يضعها أمانة بين يدي الحكومة الجليلة ، والصحافة النبيلة ، والشعب الكريم ، آملا أن يكون لها من هذه القوى الثلاث في الأمة احترام وتقدير ، وحرص على تحقيقها.
 
6 ـ كلمة إلى رجال السياسة المحترمين:
هذا وإن المؤتمر يجد من الواجب عليه أن يلفت أنظار رجال السياسة في البلاد المسئولين عنها إلى ضرورة ، الاهتمام بالتهذيب الديني ، وأثره في النفوس ، ذلك الأثر الذي لا يقوم مقامه سواه في تكوين صلاح الشعب ، وإعداده للحرية والاستقلال ، وأن لا تكون دعايات الاستعمار الكاذبة في تشويه سمعة الإسلام ، وتصويره بصورة الخطر على العناصر المواطنة الدينية الأخرى ـ ذريعة تحمل على اجتناب الجهر بالمحافظة على الأوضاع الدينية ، بداعي إيجاس الخيفة من دسائس الاستعمار ، فإن ذلك الاستعمار ورجاله الماهرين فيه لا يعدمون وسائل أخرى غير الدين يتخذونها مبرراً للتدخل ، وتحقيق مطامعهم ، فليكن أقوى سلاح لمحاربة الاستعمار في المراكز الإسلامية هو مجابهة الاستعمار بفضح دسائسه على الدين الإسلامي ، وبكشف حقائق الإسلام الاجتماعية ، التي هي خير ضامن للوحدة الوطنية بين أبناء البلاد ، ولتكن الذريعة الحكيمة لصد هجمات الاستعمار هي تقوية العقيدة الإسلامية ومبادئها ونتائجها في النفوس.
فإن الإسلام كما رأينا لا يأتلف مع هذا الاستعمار الهدّام في زمان ولا مكان ، ويأتلف في الحياة المستقلة مع جميع العناصر ، ويحترم حرية الأديان ، وحقوق أصحابها أكثر مما يدعيه المستعمرون لأنفسهم من حماية حقوق الأقليات المستعمرة. فإن الإسلام يقول لمن يعيشون إلى جانب أبنائه من المواطنين: لهم ما لنا وعليهم ما علينا كما قررته القواعد الإسلامية ، بينما لم تر إلى اليوم دولة من دول الاستعمار جعلت لمن تدّعي حمايتهم : لهم ما لها وعليهم ما عليها.
 
7 ـ كلمة إلى العلماء في أقطار العالم الإسلامي:
لئن كان هذا المؤتمر الأول للعلماء اليوم إقليمياً بالنسبة إلى المشتركين فيه من علماء بلاد الشام وما جاورها ـ فإنه في فكرته وأهدافه عالمي شامل ، فإلى علماء المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية يتوجه هذا المؤتمر الأول بندائه مستفزاً شعورهم ، ومستشيراً خوالج نفوسهم المتأججة بغيرتها ، داعياً إياهم أن يعدوا العدة ويتأهبوا لعقد مؤتمرهم العام العالمي الذي يكون صخرة مقدسة في بناء حصن الإسلام ، وأن يكون أول معداتهم منذ الآن تواصلهم وتعاهدهم ، وعقد المؤتمرات المحلية في مواطنهم ، لتكون نواة قوية المنبت لذلك التنادي العام الأكبر في سبيل صد طغيان المادية الجشعة ، وتحقيق المبادئ الإسلامية في خدمة الإنسانية.
والحمد لله أولاً وآخراً ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة التنفيذية المركزية بدمشق.
أعضاء مؤتمر العلماء الأول المنعقد في دمشق في 11-13 رجب سنة 1357و6-8 أيلول سنة 1938 مرتبة أسماءهم على حروف الهجاء.
 
أصحاب الفضيلة:
الشيخ إبراهيم الغلاييني وادي العجم
الشيخ ابوالخير الميداني دمشق
الشيخأبو السعود عبد السلام حمص
الشيخ أبو الهدى القواس صيدا
الشيخ أحمد الدقر دمشق
الشيخ أحمد السبع حماة
الشيخ أحمد عبد الدائم حلب
الشيخ أحمد العجوز بيروت
الشيخ عمر المحمصاني بيروت
الشيخ أحمد القصاب دمشق
الشيخ أمين الكيلاني حماة
الشيخ بدوي السباعي حمص
الشيخ توفيق الأتاسي حمص
الشيخ توفيق الصباغ حماه
الشيخ جميل الشطي دمشق
الشيخ حامد هلال حلب
الشيخ حسن أبو السعود القدس
الشيخ حسن الراعيي حمص
الشيخ حسن الشطي دمشق
الشيخ حسن شمس الدين حمص
الشيخ حسن الميداني دمشق
الشيخ خير الدين السيد طرطوس
الشيخ راغب الطباخ حلب
الشيخ رضا الجمالي حمص
الشيخ سعدي ياسين بيروت
الشيخ سعيد الجابي حماة
الشيخ سعيد الحمزاوي دمشق
الشيخ سعيد مسعود الباب
الشيخ سعيد المش دير عطية
الشيخ سعيد النعساني حماة
الشيخ سليم الطيبي دمشق
الشيخ صالح الحمصي دمشق
الشيخ صالح فرفور دمشق
الشيخ صلاح الدين الأزهري اللاذقية
الشيخ صلاح الدين السباعي حمص
الشيخ طاهر الأتاسي (رئيس المؤتمر) حمص
الشيخ طاهر الرئيس حمص
الشيخ طيب الأتاسي حمص
الشيخ عارف الدوجي دمشق
الشيخ عارف صدقي الطرقجي حلب
الشيخ عاطف الأتاسي حمص
الشيخ عبد الجليل مراد حمص
الشيخ عبد الحميد الطباع دمشق
الشيخ عبد الرؤوف الأسطواني دمشق
الشيخ عبد الرحمن سلام (نائب الرئيس) بيروت
الشيخ عبد الرحيم الخطيب دمشق
الشيخ عبد العزيز عيون السود حمص
الشيخ عبد الفتاح المسدي حمص
الشيخ عبد القادر الاسكندراني دمشق
الشيخ عبد القادر الخجا حمص
الشيخ عبد القادر السرميني حلب
الشيخ عبد القادر شموط دمشق
الشيخ عبد القادر المبارك دمشق
الشيخ عبد الله اسحق القنيطرة
الشيخ عبد الله الزهري حمص
الشيخ عبد الكريم الزنجاني النجف
الشيخ عبد اللطيف رشيد نابلس
الشيخ عمر أبو الورد حلب
الشيخ عمر صدقي الأميري حلب
الشيخ علي الدقر دمشق
الشيخ عيد الحلبي دمشق
الشيخ كامل القصاب دمشق
الشيخ مؤيد شمسي باشا حمص
الشيخ محمد أحمد دهمان دمشق
الشيخ محمد أسعد العبجي حلب
الشيخ محمد البارودي حماة
الشيخ محمد لبنكو حلب
الشيخ محمد بهجة البيطار دمشق
الشيخ محمد حافظ الشريف إدلب
الشيخ محمد الحامد حماة
الشيخ محمد الحكيم حلب
الشيخ محمد الداعوق بيروت
الشيخ محمد زين العابدين أنطاكية
الشيخ محمد سليم الحلواني دمشق
الشيخ محمد سيادي المراد حماة
الشيخ محمد شريف العطار حماة
الشيخ محمد علي ظبيان دمشق
الشيخ محمد علي عيون السود حمص
الشيخ محمد عيسى الكردي دمشق
الشيخ محمد الغزالي بيروت
الشيخ محمد الفيومي بيروت
الشيخ محمد الكامل القصار دمشق
الشيخ محمد كلزية حلب
الشيخ محمد محاسن الأزهري اللاذقية
الشيخ محمد الناشد حلب
الشيخ محمد نافع الشامية إدلب
الشيخ محمد نجيب اللآلا حلب
الشيخ محمد نديم الرفاعي حمص
الشيخ محمد نور العثمان حمص
الشيخ محمود الشقفة حماة
الشيخ محمود العثمان حماة
الشيخ محمود العطار دمشق
الشيخ محمود ياسين دمشق
الشيخ مختار العلايلي بيروت
الشيخ مصطفى أبو زلام منبنج
الشيخ مصطفى حسني السباعي حمص
الشيخ مصطفى الزرقا حلب
الشيخ معروف الدواليبي حلب
الشيخ مكي الكتاني دمشق
الشيخ موسى الطويل دمشق
الشيخ ناصر الكتاني دمشق
الشيخ نايف بن عرفات أنطاكية.
الشيخ هاشم الخطيب دمشق
الشيخ ياسين القطب دمشق
الشيخ يوسف حيدر النبك.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين