تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين?
يكشف الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم تحديات خطيرة تواجه تعاليم الإسلام ومبادئه في كل عصر ، ويرافق هذه التحديات أناسٌ أقامهم الله منارات مضيئة تتمسك بتعاليم الإسلام الحقة، وترد عنه هجمات باطلة ، وتكشف زيوف وأباطيل تكيد لهذا الدين ، وتشوه مفاهيمه.
حديث رائع جميل يضع أمامنا بشارة فكن من أهلنا ، ويحذرنا من جهات متعددة فكن على بيّنة منها ، روى الطبراني والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( يَحمِل ُ هذا العلم َ من كلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفونَ عنه تحريفَ الغالين َ و تأويل الجاهلين و انتحال المُبطلِين).
والمقصود بهذا الحديث أن علم الكتاب والسنة يحمله من كل عصر ثقات أمناء، عدولٌ من أهل التقوى والعلم والديانة ، نافين عن هذا العلم ومتصدين لما تطرحه ثلاث جهات:
?- تحريف الغالين : وهم الذين يحرفون تعاليم الدين بسبب فكرهم المتشدد المتأزم المتعصب، الخارج عن تعاليم الإسلام السمحة ، المعارض لأحكامه القائمة على التيسير.
?- وانتحال المبطلين : أصحاب الادعاءات الباطلة، والذين يحملون فكراً غربياً ، وتوجهات ليبرالية وعلمانية ، يقيسون تعاليم الدين وفق أهوائهم التي أُشربت من قذارات فكرية آسنةٍ تُخالف ثوابت الدين وعقائده، وتتناقض مع أحكامه وآدابه.
?- وتأويل الجاهلين : يأتون بمعانٍ وتصورات بعيدة عن الدلالات القاطعة في كتاب الله وسنة نبيه ، قائمة على الجهل ، بعيدة عن الحق ، لا يستندون على حقائق راسخة ، ولا يبنونها على أساس من البحث العلمي الرصين ، ولا يعتمدون على مصادر علمية موثوق بها .
وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: (وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بصيانة العلم و حفظه ، وعدالة ناقليه ، وأن الله تعالى يوفق له في كل عصر خلفاً من العدول يحملونه، وينفون عنه التحريف وما بعد ، فلا يضيع ، وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر، وهكذا وقع ولله الحمد ، وهذا من أعلام النبوة، ولا يضر مع هذا كون بعض الفساق يعرف شيئاً من العلم ، فإن الحديث إنما هو إخبار بأن العدول يحملونه لا أن غيرهم لا يعرف شيئاً منه ، والله أعلم] تهذيب الأسماء واللغات 1/17.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول