تحريف حقائق التاريخ الإسلامي

 

هناك من يعمل على تشويه الحقائق التاريخية والتي تتعلق بالمسلمين خاصة ، ليظهرهم بمظهر مشوه، ثم يكيل بمكيالين ظالمين ، ويتغاضى عن إنجازات رائعة تحققت خلال فترات حكم المسلمين ، ويطمس التعامل الرائع لجميع الأقليات التي عاشت في ظل الحكم الإسلامي سواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين .

قرأت لأحدهم كلاما منمقاً ، ولكنه سم زعاف ، وتشويه وتضليل ، وهذه فقرات من كلامه :

1- ( ومنذ 24 آب 1516 أي قبل 500 عام بالضبط تحدد شكل المنطقة امبراطورية عثمانية مقابل دولة صفوية )

2- ( ولا يزال السوريون منذ خمسمائة عام منقسمين في التحالف بين الصفويين والعثمانيين، وما أشبه حرب اليوم بحروب الأمس، ).

3- ( ونكذب على أنفسنا إذا قلنا إن السلاح في هذا الحرب غير طائفي، لقد انحسر المشهد قبل خمسمائة عام عن فرز طائفي مقيت وهو يكرر نفسه اليوم في معارك متتالية أبرز ملامحها هو العنصر الطائفي الذي أثبت أنه أقوى العوامل حضوراً في الحرب وأقلها فائدة في السلم.)

4- ( فمتى نتعلم الخلاص من الطائفية المقيتة التي أنهكت سوريا 500 سنة، وهي على وشك الدخول في دورة جديدة؟ ).

5- ( ومتى نتحول الى الدولة الديمقراطية المدنية التي تؤمن بالتاريخ أمة خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون.).

#فكان_جوابي_عليه :

شكراً لك على هذا التحليل الخيالي لمعركة مرج دابق ، والذي لم توثقه من المصادر التاريخية المعتمدة ، ثم أدخلتَ في تفاصيله أموراً أقحمتها من خلال نظراتك الخاصة ، ورؤيتك التي تتبناها في المواقف التاريخية.

ثم أوصلتنا لنتيجة عجيبة وهي الهدف من كل مقالك الطويل العتيد لتؤكد على أمرين : أن الطائفية هي التي تحكمنا منذ خمسئة سنة، وأن الخلاص بدولة مدنية ديمقراطية :

1- إنه ظلم كبير عندما تصور العثمانيين بأنهم كانوا ينطلقون خلف شعارات طائفية ويسعون لتحقيقها ، ثم تتهم السلطان سليم بالفساد وانتهاك الحرمات.

وليس من اللائق تسويتهم مع الصفويين الذين أكل الحقد قلوبهم على أهل السنة ، وما ينشرونه من الفكر الحاقد تجاه الصحابة الكرام ، وقتل مخالفيهم على الهوية .

2- متى كان اهل السنة خلال الفترة السابقة (500) عام يرفعون شعارات طائفية ؟؟!! ، 

وفي سوريا بالذات كان التسامح والعيش المشترك ولكن مع ذلك كان الطرف المقابل هم الذين ينبشون التاريخ وينشرون الأكاذيب!!! .

وبفضل الله حتى للعهد القريب من حياة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله اجتمع مع كبار مراجع الشيعة في بلادهم ودعاهم للوحدة ونبذ الأفكار الطائفية التي تفرق الامة ، وخاصة أمام استفحال الهجمة الإلحادية ، وبعد لقاءات متعددة اتفقوا ووعدوه بذلك ، ولكنهم استمروا في حسينياتهم على هذه الأفكار ، وكتب ذلك في كتابه "مكانة السنة في التشريع الاسلامي" وانهم لا يفون بعهودهم، ولا يستطيعون ترك أفكارهم الطائفية ، فكتب ذلك حتى لا ننخدع بشعاراتهم الخادعة.

3- ثم مساواتك بين الثورة السورية في شعارتها وأنها أصبحت تنطلق من أهداف طائفية ، وبين الشعارات الحاقدة اللئيمة التي ترفعها إيران وميليشاتها من حزب الله وعصائب الحق العراقية .

وانظر الى مقاطع الفيديو الحديثة لجماعة "حزب الله" في حلب كيف وهم في أشد الظروف يطعنون بأبي بكر ، ويرفعون شعارات "يا لثارات الحسين"، وحتى في مدينة القصير وضعوا على قباب المساجد ومآذنها : "يا حسين".

وكذلك الحشد الشعبي في العراق ماذا يفعل بأهل السنة ويهدم المساجد ، ولا تقارن ذلك بما تفعله داعش لأنهم لا يمثلون اهل السنة ، بينما ميليشيات الشيعة مدعومة من المراجع الدينية وإيران، ويصرحون بأحقادهم علانية.

3- أخيراً الدولة الديمقراطية والمدنية التي تحلم بها اذا لم تحقق مصالح الغرب وأمريكا، وتحقق الأمن لإسرائيل : فهي مرفوضة لديهم، ويعملون على إسقاطها ، بل انهم هم الذين يعملون على تأجيج الطائفية وتشجيع التمزق بين التيارات الإسلامية ودعم المتطرفين بطريق مباشر وغير مباشر.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين