تفريق باطل بين الرسالة والنبوة في وجوب الطاعة والاتباع

 

 

ديننا_لا_نأخذه_من_دجال_ماركسي_يغلف_فكره_الضال_بتفسيرات_باطلة_يحرف_بها_القرآن_الكريم_ويلغي_دور_السنة_النبوية_في_التشريع 

 

_______________________

أول من نشر التفريق بين وجوب طاعة الرسول وبين طاعة النبي هو الدجال الماركسي المهندس محمد شحرور ، وتبعه بعد ذلك المهندس علي الكيالي 

ثم تبعه بعض المثقفين مغترين بكلام ظاهره خير وباطنه شر .

#أولا : النبي هو من أوحى الله إليه، فإن أمر بتبليغ ما يوحى إليه للناس فهو رسول، وإن لم يؤمر بتبليغ ما أوحي إليه فهو نبي فقط، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا بل بعض الأنبياء رسل وبعضهم الأنبياء غير رسل، لكن جميع الرسل أنبياء، ونبينا صلى الله عليه وسلم أفضل أولي العزم من الرسل، ولا مانع من أن تقول : النبي أو الرسول عند ذكر نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله بالنبوة وبالرسالة

#ثانياً : نأتي هنا لمفهوم الرسالة والنبوة وكيف تم تحريف دلالتهما، للوصول إلى إبعاد السنة النبوية عن التشريع وعدم القبول بحكم النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟!!.

#التفريق بين الرسول والنبي حسبما زعمه المحرفون :

افترى هؤلاء المحرفون تفريقاً آثماً بين النبوة والرسالة، فقالوا: إنه يبلغ عن الله بوصفه رسول فهنا تجب طاعته، وأما كونه نبي فيجتهد من تلقاء نفسه، وحسب قناعته، وعُـرف بيئته، وليس له الطاعة المُطلقة، ولا يوجد في القرآن الكريم حسب زعمهم أيّ آية تقول: أطيعوا النبيّ، فأدى ذلك إلى إلغاء ثلثي السنة النبوية، لأنه صدرت حسب ضلالهم بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم نبي وليس رسولا.

#الرد على هذا التفريق الباطل:

النتيجة من ذلك قطع صلة الأمة بنبيها، بل هو مكر فاضح للتنصل من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والأدلة التي تكذب فريتهم:

1- التفريق بين النبوة والرسالة بهذا المفهوم لم يعرفه أحد من الصحابة ولا التابعين وعلماء الأمة عبر عصورها، إنما هو من اختراع هؤلاء المحرفين، ومن سار على نهجهم، وهي طريقة مكشوفة للتلاعب بالسنة النبوية، ورفض ما يشاؤون منها بهذه المسميات الخادعة.

2- بل هذا الادعاء مخالف للغة العربية، حيث إن لفظ النبي، مأخوذ من النبوءة ، أي أنه منبأ من الله وليس من تلقاء نفسه.

3- أن القرآن الكريم أمرنا بطاعته رسولا ونبيا، والدليل على ذلك:

أ‌- أين الدليل على هذا الادعاء وهذا التفريق؟؟

، هل جاء عن نبينا أطيعوني بوصفي رسولاً ولا تطيعوني بوصفي نبياً ؟؟!!.

بل أثبت الله تعالى العصمة في القرآن الكريم : "للنبي " كما أثبها "للرسول " دون أن يفرق بيهما ، قال الله تعالى :

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى? أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

فالآية لم تقصر العصمة على " الرسول" بل عطفت عليها كذلك "النبي" للدلالة على عدم التفريق بينهما في هذه النقطة بالذات.

وإلا لم يكن للعطف في قوله تعالى : ( ولا نبي ) أي فائدة ؟؟!!!

ب‌- وكذلك الاتباع يدل على وجوب الطاعة ، وقد أمرنا باتباعه رسولا ونبيا فقال تعالى في سورة الأعراف الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ ..) وإلا لو كان الأمر مقتصرا على وجوب طاعته رسولا فقط، لم يكن هناك أي حاجة لذكر (النبي) في الآية.

ت‌- خاطب الله سبحانه رسوله بوصف النبوة في حال قيامه بالتبليغ فقال : (يا أيها النبي إنا أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) ولو كانت هذه الأمرور متعلقة بالرسالة فقط : كان ينبغي أن يخاطبه بقول : (يا أيها الرسول) ، ولكن كان الخطاب (يا أيها النبي) ، فدل على اتحاد مهام الرسالة والنبوة، ووجوب الاتباع فيما أمرنا به بوصفه رسولاً أو نبياً.

ث- كما أن الله تعالى أخبرنا أنه يوحي إليه ، وينزل عليه بصفة "الرسول " كما في قول تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) : كذلك أخبرنا أنه يوحي إليه وبنزل إليه بصفة "النبي" كما في قوله تعالى : ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَ?كِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) .

فقوله : ( وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) دلالته واضحة على أن الله تعالى ينزل عليه ويوحي إليه بصفته نبياً .

ج- قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى? أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فبايعهن)، فدلالة (ولا يعصيتك في معروف ) تدل عى وجوب طاعته وعدم معصيته، والخطاب في صدر الآية (يا أيها النبي) دل على وجوب طاعة النبي، ولو كان الأمر حسبما تقول، كان ينبغي أن يقول له "يا أيها الرسول".

ح- أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه التأكيد على وجوب الإيمان به كنبي وكذلك كرسول :

عن الْبَراءِ بن عازبٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : كَانَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ نَامَ عَلى شِقَّهِ الأَيمنِ ، ثُمَّ قال : « اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ ، وَوجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيْكَ ، وَأَلجَأْتُ ظهْري إلَيْكَ ، رَغْبةً وَرهْبَةً إلَيْكَ ، لا مَلْجأ ولا مَنْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكتَابكَ الذي أَنْزلتَ ، وَنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ » قَالَ البراء : فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ ، قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ .رواه البخاري

لذلك عندما أراد الصحابي البراء بن عازب تبديل كلمة "الرسول " بدل "النبي " : صحح له الرسول صلى الله عليه وسلم للدلالة 

على أهمية نبوته وأنها من صميم الرسالة التي أمره الله بتبليغها.

#إشكال يضعه أصحاب الشبهات:

أن بعض آيات القرآن التي عاتب الله فيها رسوله كان الخطاب فيها بـ : ( يا أيها النبي ) مثل قوله تعالى : ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) فاستنتجوا من ذلك أنه ليس معصوماً بصفة النبوة .

#الجواب:

هؤلاء ممن يؤمن ببعض الكتاب ، ويتغاضى عن البعض الآخر، فليست كل الآيات التي خاطب فيها رسوله بصفة النبوة فيها عتاب له، بل هناك آيات أخرى خاطبه فيها بصفة النبوة تتضمن الأعمال التي يقوم بها الرسول من البلاغ والبشارة والإنذار .

فلا نستطيع أن نأخذ من آية واحدة خاطب الله فيها رسوله بصفة النبوة قاعدة مطردة ، بل كل آية نفهمها من خلال السياق الذي جاءت فيه .

أما الأمور التي عاتب الله فيها نبيه إنما كانت من باب التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم فهي دائرة بين الرخصة والعزيمة ، والتخفيف والشدة ، والفضل والأفضل 

قال العلامة الحافظ السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن " :

[ العاشر : خطاب الكرامة : كقوله * (يا أيها النبي) * * (يا أيها الرسول) * قال بعضهم ونجد الخطاب بالنبي في محل لا يليق به الرسول وكذا عكسه كقوله في الأمر بالتشريع العام * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * وفي مقام الخاص * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * قال وقد يعبر بالنبي في مقام التشريع العام لكن مع قرينة إرادة العموم كقوله * (يا أيها النبي إذا طلقتم) * ولم يقل (طلقْتَ) ]

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين