تقريب سورة نوح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فهذا تقريب سورة نوح عليه السلام من تفسير: (في ظلال القرآن) لسيد قطب.

تقص علينا هذه السورة قصة نوح عليه السلام، وتصف لنا تجربةً من تجارب الدعوة في الأرض، وهي تحاول غرز حقيقة الإيمان فيها، تكشف خلال ذلك عن صورة من صور البشرية العنيدة الضالة، الذهبة وراء القيادات المضللة المستكبرة في الأرض، المعرضة عن الهدى والإيمان؛ وهذه الصورة يعرضها نوح على ربه وهو يقدم له الحساب الأخير، بعد ألف سنة إلا خمسين عامًا قضاها وهو يجاهد تلك البشرية العنيدة، الذاهبة وراء تلك القيادات المضللة، ذات السلطان والمال والعزة، ثم يقول بعد ذلك: ﴿رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا﴾ [نوح: 21 - 24] وهي حصيلة مريرة، تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد انتهت إليه أمانة الدعوة إلى الله كلها آخر الزمان، يرى فيها صلى الله عليه وآله وسلم -ومن بعده أمته- صورةَ الكفاح النبيل لأخ له من قبل، ويطلع خلالها على عناد البشرية، وفساد القيادة، وغلبتها على القيادة الرشيدة، ويدرك معها إرادة الله في إرسال الرسل تترى بعد هذا العناد، منذ فجر البشرية على يدي جدها نوحعليه السلام.

كما أن هذه الصورة تعرض على المشركين؛ ليروا مصير أسلافهم، ويدركوا نعمة عليهم؛ أن أرسل إليهم رسولا منهم رحيما بهم، لا يدعوا عليهم بالهلاك الشامل، كما فعل نوح مع قومه.

يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)﴾ [نوح: 1 - 4].

تبدأ السورة بتقرير مصدر الرسالة وتوكيده فتقول: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾، فالمصدر الذي يتلقى منه الرسل التكليف والعقيدة هو الله تعالى، الذي أودع في فطرة البشر الاستعداد لأن تعرفه وتعبده، فلما انحرف البشر عن ذلك؛ أرسل إليهم الرسل يردونهم إليه، وكان نوح عليهم أولَ هؤلاء الرسل؛ بعد آدم عليهما السلام، وفحوى دعوة نوج عليه السلام: ﴿أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ والإنذار بالعذاب الأليم هو أنسب ما تُلخَّص به دعوة نوح عليه السلام؛ وذلك بسبب الحالة التي انتهى إليها قومه، كما سيأتي في معرض الآيات.

ثم ينتقل السياق إلى مشهد التبليغ في اختصار، ذاكرًا أصول الدعوة التي يدعو إليها نوح قومَه؛ فيقول: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ أي: مفصح عن نذارتي، لا أُتمتم فيها ولا أتلعثم، وليس في دعوتي لَبسٌ ولا غموض، وما أدعوكم إليهم بسيط واضح ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ﴾ فعبادة الله وحده منهج كامل للحياة، وتقوى الله تعالى هي الضمانة الحقيقية لاستقامة الناس على ذلك المنهج، وطاعة رسوله هي الوسيلة للاستقامة على ذلك الطريق، وهذه الأصول الثلاثة، التي دعا إليها نوح قومه في فجر البشرية؛ هي خلاصة دعوة الله تعالى في كل جيل بعده.

ثم إن نوحًا قد وعد قومه على ذلك ما وعد الله التائبين فقال: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)﴾ تخليص من الذنوب التي سلفت، وتأخير الحساب إلى الأجل المضروب في علم تعالى، وهو اليوم الآخر، وهو أجل حتمي، يجيء في موعده، ولا يؤخر.

وراح نوح عليه السلام يجهد لهداية قومه ليل نهار، طيلة ألف سنة إلا خمسين عامًا، ثم عاد نهاية المطاف يقدم الحساب الأخير إلى ربه، الذي كلفه هذا الواجب النبيل؛ عاد يشكو إلى ربه ما صنع وما لاقى؛ فقال: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)﴾ [نوح: 5 - 20].

كان نوح في جهد دائم، لا يفتر ولا ييئس؛ فقال: ﴿إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا﴾ لا يطلب أجرًا على السماع، ولا ضريبة على الاهتداء، ولكن: ﴿فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا﴾ كانوا يفرون ممن يدعوهم إلى الله ليغفر لهم، ويخلصهم من جريرة الإثم والمعصية، ثم إنهم لـمَّا لم يستطيعوا الفرار من نوح، الذي واجههم مواجهة؛ كرهوا أن يصل صوته إلى أسماعهم، وأن تقع عليه أنظارهم فـ: ﴿جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا﴾ وهذه صورة لإصرار الداعية على الدعوة، وصورة لإصرارهم على الضلال، تبرز من ثناياها ملامح الطفولة البشرية العنيدة، وهي تضع الأصابع في الآذان، وتستر الرؤوس والوجوه بالثياب، وآذانهم لا تسع أصابعهم؛ ولكنهم يغلقون آذنهم في عنف، محاولين جعل أصابعهم كلها في آذنهم؛ ضمانًا لعدم تسرب الصوت إليها بتاتًا.

ثم إن نوحًا قد اتبع في دعوتهم كل الأساليب الممكنة، فجهر بالدعوة تارة، وزاوج بين الإعلان والإسرار تارة، ثم أطمعهم في خير الدنيا والآخرة؛ أطمعهم بغفران الذنوب إذا ما استغفروا ربهم، وبالرزق الوفير المتسبب عن إنزال المطر الغزير، وبرزق آخر من الذرية والأموال، ثم جعل يلفتهم إلى آيات الله تعالى في أنفسهم، وفي الكون من حولهم، ويعجب من استهتارهم، وسوء أدبهم مع الله؛ فيقول لهم: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)﴾ وجههم إلى النظر في خلق الله إياهم أطوارًا، وهي الأطوار الجنينية، من النطفة إلى العلقة إلى المضغة، إلى الهيكل، إلى الخلق الكامل، وعجب ألا يستشعروا في أنفسهم توقيرًا للجليل الذي خلقهم.

ثم وجههم إلى الكون المفتوح، يتدبروا وينظروا كيف خلق الله السماوات السبع، وجعل القمر فيهن نورًا، وجعل الشمس سراجًا، ثم وجههم إلى النظر في نشأتهم من الأرض، وعودتهم إليها بالموت؛ فقال: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)﴾ وجههم للنظر في الأرض؛ ليستشعروا يد الله تعالى وهي تنبتهم من هذه الأرض نباتًا، ثم ليقرر لهم بذلك حقيقة إخراجهم منها بالبعث، ثم وجَّه قلوبهم إلى نعمة الله تعالى عليهم في تيسير الحياة لهم على هذه الأرض، وتذليلها لسيرهم ومعاشهم، وهي حقيقة لا يملكون الفرار منها، كما كانوا يفرون من صوت نوح وإنذاره.

هكذا سلك نوح شتى الأساليب إلى قلوب قومه وعقولهم طيلة ألف سنة إلا خمسين عامًا، وجاء نهاية المطاف فعرض على ربه الحساب الأخير، في لهجة مؤثرة، فماذا كانت النتيجة؟ ﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)﴾ [نوح: 21 - 25].

بعد كل هذا الجهد والعناء من نوح مع قومه؛ كان العصيان، وكان السير وراء القيادات المضللة، التي تخدع الأتباع بما تملكه من مال وأولاد، ومظاهر الجاه والسلطان، ثم إن تلك القيادات لم تكتفِ بالضلال؛ بل مكرت مكرًا متناهيًا في الكبر؛ لإبطال الدعوة، وإغلاق الطريق في وجهها إلى قلوب الناس، وكان من مكرهم تحريض الناس على الاستمساك بأصنامهم التي يسمونها: آلهة، فقالوا لهم: ﴿لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ﴾ أضافوا الآلهة لهم، فقالوا: آلهتكم، لإثارة النخوة الكاذبة، والحمية الآثمة في قلوبهم، ثم خصصوا من تلك الأصنام أكبرها شأنًا؛ خصوها بالذكر فقالوا: ﴿وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ وظلت تلك الأصنام تعبد في الجاهليات بعدهم إلى عهد الرسالة المحمدية؛ وهنا انبعث الدعاء على الظالمين من قلب النبي، الذي جاهدهم طويلًا، ووصل في نهاية المطاف معهم إلى اقتناع بأن لا خير في تلك القلوب الظالمة، وأنها لا تستحق الحياة، ولا النجاة ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا﴾.

وقبل أن يعرض السياق بقية دعوة نوح على قومه؛ يعرض ما صار إليه الظالمون في الدنيا والآخرة جميعًا فقال: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا﴾ [نوح: 25]، بسبب خطاياهم وذنوبهم، أغرقوا فأدخلوا نارًا، والتعقيب بالفاء هنا مقصود، لأن إدخالهم النار موصول بإغراقهم، والفاصل الزمني القصير بينهما كأنه غير موجود؛ لأنه في موازين الله لا يحسب شيئًا، ولم يجدوا لهم بعد ذلك أنصارًا، لا من البنون، ولا من الأموال، ولا من الآلهة المدعاة، ولم يفصِّل السياق هنا في ذكر إغراقهم، ولم يذكر الطوفان؛ لأن الظل المراد إبقاؤه في هذا الموقف هو ظل الإجهاز السريع؛ حتى ليعبر المسافة بين الإغراق والإحراق في حرف الفاء.

ثم يأتي دعاء نوح الأخير، وابتهاله إلى ربه في نهاية المطاف: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)﴾ [نوح: 26 - 28]، أُلهم قلبُ نوح أن الأرض تحتاج إلى غسيل، يطهر وجهها من الشر العارم، الذي انتهى إليه القوم في زمانه؛ لأن وجودهم يُجمّد الدعوة إلى الله نهائيًا، ويفتن العباد عن عقيدتهم بسلطانهم وقوتهم؛ فكان من دعائه ألا يبقي الله منهم ديَّارا، أي صاحب دار؛ لأن إبقاءهم سيبقي على بيئة يولد فيها الكفار الفجار، وهذا منه يوحي بالكفر من الناشئة الصغار، بما يطبعهم به الوسط الكافر الذي ينشؤون فيه، فلا توجد فرصة لترى الناشئة النور؛ فمن أجل هذا دعا نوح دعوته الساحقة على قومه، ومن أجل هذا استجاب الله دعوته؛ فغسل وجه الأرض من ذلك الشر، وجرف العواثير التي لا تجرفها إلا قوة الجبار القدير.

إلى جانب الدعوة الساحقة الماحقة من نوح؛ كان الابتهال الخاشع الودود ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ دعا لنفسه في أدب العبد مع ربه أن يغفر له؛ لأنه يخطئ وينسى ويقصر، ودعا لوالديه، وهو بر النبوة بالوالدين المؤمنين، ودعا لمن دخل بيته مؤمنًا، وهو بر المؤمن بالمؤمن، وحب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه، ودعا لعموم المؤمنين والمؤمنات، وهو بر المؤمن بالمؤمنين كافة، في كل زمان ومكان، وشعور بآصرة القربى على مدار الزمان، واختلاف السكن، وهو السر الذي أودعه الله هذه العقيدة، وأودعه القلوب المربوطة برباط العقيدة، ثم في مقابل هذا الحب للمؤمنين؛ كان الكره للظالمين: ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾ أي هلاكًا ودمارًا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين