( جسر النصر )




أيها الساهرون حول الثغور
أذّن الفجر فانهضوا للطُّهور

أسعد الله بالفتوح ثغورا
فتباهت بالنصر جسر الشغور

أيّ فتح ذاك الذي سطّرته
ثاعبات الدماء تحت النحور

كم شهيدٍ أودى وراء شهيد
وجَسور يشتدّ خلف جَسور

ظلمات مذ أربعين خريفاً
تتمطّى بالظالم المغرور

أسدلت ليلها العقيم على الجس
ر، وغطّت أهليه بالديجور

كم بكت تحت جنحه ثاكلات
تتخفّى عن أعين المأمور

جزّ فيه المغرور زُهْر شباب
تتلقى الأسياف بالتكبير

شهد السفح هول تلك الليالي
ووعاها ، والسفح خير نصير

أيظن المأفون أن دماءً
سالفاتٍ مطلولةٌ في القبور

إنه الثأر فارفعي الصوت جهراً
في الروابي وفوق كل الجسور

أشعلِوها على الظلوم سعيراً
كم أذاق الأطفال مسّ السعير

إنها الثورة العظيمة تجري
مثل سيل يجتثّ سوس الجذور

أشرقت شمسها تميط عن اللي
ل ظلاماً يشتدّ وسْط بحور

آن للفجر أن يذرَّ سناءً
يتهادى بنغمة الشحرور

أيقظتنا من السبات سِراعاً
وبكَرنا ، والخير في التبكير

أيها السائرون في الركب لاحت
بين راياتكم بُروق البشير

قد قرأنا آياتِ نصر مبين
تتجلى في راعفات السطور

أسمِعونا قصف الرعود لحوناً
تتغنى بالنصر والتحرير

صفّق المجد في ربا حندرات
فاستجابت بالنصر جسر الشغور

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين