جمالية ترجيحات الألوسي ومصطلحاته في تفسيره روح المعاني

 

من الملاحظ في تفسير العلامة الألوسي "روح المعاني" أنه يختار لغة الإشارة في ترجيح ما يراه راجحًا، كما أنه يختار الألفاظ الجميلة، ومن الأمثلة على ذلك:

1- قال عند تفسير قوله تعالى: ? وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ? [الفلق: 3]:

"وذكر المجد الفيروزابادي في (القاموس) في مادة (وقب) قولًا في معنى الآية زعم أنه حكاه الغزاليُّ وغيره عن ابن عباس، ولا أظن صحةَ نسبته إليه؛ لظهور أنه عورة بين الأقوال".

(يشير إلى أن معناه: قيام الذكر، كما في بعض التفاسير)، ولم يذكره.

 

2- وقال أيضًا بعد نقل كلام ابن سينا في تفسير ? الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ?: "ولا يخفى أن تفسير كلام الله تعالى بأمثال ذلك - من شرِّ الوسواس الخناس".

 

3- وقال متحدثًا عن الرمز في أول حرف من القرآن، وآخر حرف: "إن أول حروفه الباء، وآخرها السين، فكأنه قيل: بَسْ؛ أي: حَسْب، ففيه إشارة إلى أنه كافٍ عمَّا سواه، ورمز إلى قوله تعالى: ? مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ? [الأنعام: 38]، بل لا يبعد أن يكون مراده تعالى - على القول بأن ترتيب السور بوَحْيِه سبحانه - مِن خَتْم كتابه الكريم بالاستعاذة به تعالى من شر الوسواس الإشارة - كما في الفاتحة - إلى جلالةِ شأن التقوى، والرمز إلى أنها ملاكُ الأمر كله، وبها يحصل حسن الخاتمة".

 

ثم قال: "فسبحانه من ملكٍ جليل، ما أجل كلمته! ولله در التنزيل، ما أحسن فاتحته وخاتمته!".

 

4- كما أنه استعمل مصطلح: "سَيفُ خَطِيبٍ" على أحرف الزيادة؛ احترامًا لكلام الله تعالى، وتنْزِيهًا له من أن يكون فيه أحرف للزيادة الصِّرفة، في تسعةٍ وعشرين (29) موضعًا من تفسيره، حسب إحصائية الأخ صهيب محمد خير يوسف جزاه الله خيرًا.

 

وكنت قد سمعتُ هذه الفائدة من شيخنا الأستاذ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى.

وليت باحثًا نابهًا يتتبع ذلك؛ فيكون قد جمع لنا من نفائس العلم ما جديرٌ به أن يُجمَع؛ ليُنتفَع به، ويُتبَع.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين