خماسية الإنجاز

كثيرة هي الدول والمؤسسات والأفراد ممن تفشل مشاريعهم وتغيب إنجازاتهم _ عمدا أو جهلا _ نتيجة إغفال قواعد وسنن الحياة في العمل والإنجاز.

كل عمل وتحرك وإنجاز يراد له النجاح سواء من الفرد أو المؤسسة أو الدولة يحتاج إلى توافر مستويات خمسة:

التنظير

والتخطيط

والقيادة

والتنفيذ

والمستفيد

ونعني بالتنظير: (إنتاج الفكرة والنظرية الحاكمة للعمل والمحرك له).

ونعني بالتخطيط: (وضع الفكرة في إطار مرحلي وزمني عملي وفق الامكانات المتاحة).

ونعني بالقيادة: (تحريك الجمهور نحو الهدف واستيعاب القائد للفكرة والتنظير وقدرته على تنفيذ الخطة والتحرك بها)

ونعني بالتنفيذ: (الاطار العملي للخطة والثمرة لحركة القيادة)

ونعني بالمستفيد: (الجمهور المتلقي المنتفع من تنفيذ الخطة والمتفاعل مع القيادة والتنفيذ)

فمثلا من يريد أن يفتح شركة اقتصادية فإن اختيار المنتج المنافس ودراسة الجدوى هو التنظير

ثم وضع خطة الشركة الانتاجية وميزانيتها ومراحلها ومكانها هو التخطيط

واختيار رئيس كفؤ للشركة هو القيادة

واختيار فريق تنفيذي هو التنفيذ

واختيار أساليب التسويق للمنتج هو المستفيد.

وأخطر هذه المستويات وأشدها أثرا على الفرد والمؤسسة والدولة هو الأول، فإذا كان التنظير والفكرة في الاتجاه الصحيح كان ما بعدها صحيح وإذا كان الاتجاه خاطئا كان ما بعدها خاطئا.

فاذا حرصت الشركة اعلاه على الخطة والقيادة والفريق الجيد وسوقت للمستفيد فانها ستفشل اذا كان اختيارها في العمل هو المنتج غير المنافس او الذي لا يلبي الحاجة في سوق الطلب وهذا هو التنظير ببساطة.

وها هنا أمور:

1_ كل فكرة ونظرية غير قابلة للتطبيق والتحول الى خطة عملية فهي غير ذات قيمة وممكن أن تبقى كأرشيف يستفاد منه مستقبلا.

2_ لكل مستوى من المستويات الخمسة أعلاه رجاله ومبدعوه ومتخصصوه والخلط بينها سينعكس على جودة الإنجاز او سيدمره برمته.

3_ ليس مستوى افضل من مستوى بل هناك اثر أكبر من اثر فأثر تعثر القيادة أكبر من أثر تعثر التنفيذ وهكذا.

4_ قد يكون المنظر مخططا مثلا وقد لا يكون وقد يكون المخطط قائدا وقد لا يكون والعكس صحيح.

5 _ العلاقة بين المستويات الخمسة علاقة تبادل وتكامل فقد يبدع المنفذ في شأن قيادي ما كما قد يبدع القيادي في تنظير ما والعكس صحيح.

6_ أكثر المشكلات تأتي من خلال محاولة التغول والسيطرة من مستوى على مستوى آخر وأكثر ما يحدث ذلك مع القيادة التي تحاول السيطرة على كل المستويات فيكون الاخفاق.

7_ التوازن لا التساوي هو المطلوب فمن حيث الأهمية للمستويات وعظم الاثر النوعي نجد الترتيب كالآتي:

التنظير ثم التخطيط ثم القيادة ثم التنفيذ ثم المستفيد.

ومن حيث الكم القائم عليه العمل نجد الترتيب هو العكس تماما وكالآتي: 

المستفيد ثم التنفيذ ثم القيادة ثم التخطيط ثم التنظير.

الخلاصة:

إن نجاح الأفراد والمؤسسات والدول مرهون بمدى تحقق النجاح في المستويات الخمسة ويكون الفشل بقدر إهمال هذه المستويات.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين