– قال تعالى في سورة الأعراف:﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف:
55-56].
وقال فيها:﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ
الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205].
وقال في سورة الأنعام:﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ
هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا
وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 63-64].
سؤال:
لماذا ذكر الخوف في آيتي الأعراف، فقال
في الآية الأولى: ﴿وَادْعُوهُ
خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ [الأعراف:
56]. وقال في الآية الثانية:﴿وَاذْكُرْ
رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾ [الأعراف: 205]، والخيفة هي الخوف، ولم يذكر الخوف في
آية الأنعام، وإنما قال: ﴿تَضَرُّعًا
وَخِيفَةً﴾ ، والخيفة
نقيض الجهر؟
الجواب:
إن الدعاء والذكر المذكورين في آيتي
الأعراف إنما هما في مقام العبادة، والخوف المذكور فيهما إنما هو الخوف من الله
تعالى دعاء وذكراً.
وأما آية الأنعام فهي في مقام الخوف مما
قد يحيط بالناس في ظلمات البر والبحر، فلو ذكر الخوف لانصرف إلى هذه الأمور
المخوفة ولم ينصرف إلى الخوف من الله تعالى.
والخوف في مثل هذه المواطن مما يعتري
النفس البشرية، وهذا ظاهر معلوم، وقد أوضحته الآية وسياقها، فقد ذكر تضرعهم
وتذللهم إليه سبحانه قائلين: ﴿لَئِنْ
أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأنعام: 63]، وطلب النجاة إنما
يكون من الأمور المخوفة.
وقال بعد ذلك:﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ
أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام:
64]، فسمَّى ذلك كرباً، فاتضح الفرق بين الموضعين فناسب كل تعبير موضعه.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول