صدق الله وكذب الدجال الماركسي محمد شحرور

 

فَشِلَ الماركسيون الشيوعيون في مشروعهم فجندوا أنفسهم لتحريف معاني القرآن

 

في عهد الرئيس التونسيّ السابق "الحبيب بورقيبة"، دعا العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب من العلامة الفقيه الطاهر بن عاشور رحمه الله أن يفتي في الإذاعة بما يوافق ذلك، وترقّب النّاس ظهوره من خلال البثّ الإذاعيّ، فخرج الشيخ وقرأ قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ثمّ قال بعدها: "صدق الله، وكذب بورقيبة" وأفتى بحرمة الإفطار ، وأن من يفعل ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة.

 

في بداية شهر رمضان المبارك نشر الماركسي المهندس محمد شحرور مقطعاً يجيز فيه الإفطار في رمضان لمن شاء وإخراج الفدية بدلا عن ذلك ، متخذاً أسلوب التلاعب بآيات القرآن الكريم: حيث اجتزأ الآية الكريمة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ? فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ? وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) عن الآية التي جاءت بعدها مباشرة والتي جاءت فيها فريضة الصيام بطريقة إلزامية على كل صحيح مقيم وهي قوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْر فَلْيَصُمْهُ) ، وهو بهذا الفعل الآثم الشاذ كمن يقف عند قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )  فيبيح شرب الخمر في غير أوقات الصلاة ، ويتغافل عن قوله تعالى : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ).

 

والحقيقة إن أمثال المهندس شحرور عندما فشل مشروعهم الماركسي الشيوعي في الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية ، فقاموا بتسخير جهودهم في تحريف القرآن الكريم ، ونصبوا أنفسهم لخدمة توجهات دوائر الغرب في تغيير مفاهيم الإسلام ، والعبث في عقائده وأحكامه لتتناسب مع الإيدلوجية الغربية المادية.

 

1-   كان من حكمة التشريع الإسلامي استخدام أسلوب التدرج في فرضية الصيام ، فلم يأمر به بصيام رمضان دفعة واحدة ، ولكن تدرج بذلك على مراحل وأحوال،  روى أبو داود في سننه عن معاذ بن جبل قال : أحيل الصيام ثلاثة أحوال :

 

أ-  فإن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء .

 

ب-  فأنزل الله تعالى "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " إلى قوله "طعام مسكين" فمن شاء أن يصوم صام ومن شاء أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينا أجزأه ذلك وهذا حول .

 

ج-  فأنزل الله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" إلى " أيام أخر" فثبت الصيام على من شهد الشهر وعلى المسافر أن يقضي وثبت الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللذين لا يستطيعان الصوم ) اهـ

 

2- أما الآية الكريمة التي اعتمد عليها المهندس شحرور وهي قوله تعالى : ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ? فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ? وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ? إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) فخالف فهمه لها القرآن نفسه ، وخالف إجماع الصحابة ، وخالف عمل الأمة قاطبة ابتداء من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر .

 

آراء الصحابة في الآية الكريمة :

 

أ-  أَنَّ الآيَة مَنْسُوخَة وهذا ما قاله مُعَاذ بْن جَبَل وَابْن عُمَر وَسَلَمَة بْن الأكوَع مِنْ أَنَّهُمْ كَانُوا بَعْد نُزُول قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) بِالْخِيَارِ بَيْن صَوْم رمضان و وَبَيْن الْإِفْطَار وَالِافْتِدَاء مِنْ إفْطَاره بِإِطْعَامِ مِسْكِين لِكُلِّ يَوْم وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ :  "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْر فَلْيَصُمْهُ" فَأُلْزِمُوا فَرْض صَوْمه , وَبَطَلَ الْخِيَار وَالْفِدْيَة) .

 

ب-  أنها ليست منسوخة ولكنها خاصة في الذين لا يستطيعون الصيام كالشيخ العجوز وغيره،  روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما : (ليست بمنسوخة، ولكنها خاصة في الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكينًا) .

 

أما الأصحاء المقيمون فالصحابة متفقون بما فيهم ابن عباس رضي الله عنهما على وجوب الصوم عليهم قال العلامة القرطبي : (الْجَمِيع مِنْ أَهْل الْإِسْلَام مُجْمِعِونَ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مُطِيقًا مِنْ الرِّجَال الْأَصِحَّاء الْمُقِيمِينَ غَيْر الْمُسَافِرِينَ صَوْم شَهْر رَمَضَان فَغَيْر جَائِز لَهُ الْإِفْطَار فِيهِ وَالِافْتِدَاء مِنْهُ بِطَعَامِ مِسْكِين).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين