قانون الجذب والأصح أنه قانون الكذب -1-

 

حقيقة ما يسمى بقانون الجذب من الناحية العلمية

 

قبل عدة سنوات تابعت عدة متحدثين عن قانون الجذب وأثره ونجاحاته، ولكن رأيت مخالفات شرعية واضحة يقع بها هؤلاء المتحدثون ، وعندما ناقشت أحد المتخصصين بالتنمية البشرية في هذا الذين يدعونه أنه قانون الحذب نقل لي عن أستاذه أن هذا القانون مما أساء لأفكار التنمية البشرية ويستحق أن يسمى:#قانون_الكذب.

قبل البدء في بيان حقيقة هذا القانون المزعوم لابد من التأكيد على أهمية الأفكار الإيجابية ورفع المعنويات وتغليب الطاقات الخيرية والتفاؤل بالخير ، وطرد الأفكار السلبية والبعد عن التشاؤم والتفكير السلبي .

ولكن المشكلة عندما يصورون للناس الربط الحتمي بين الأفكار الإيجابية والسلبية وتحقيقها بشكل قطعي في حياة الإنسان في صورة الخير أو الشر .

سأناقش هذه القضية في حلقتين :

الحلقة الأولى : حقيقة قانون الجذب من الناحية العلمية .

الحلقة الثانية : مآخذ قانون الجذب من الناحية الشرعية . 

الناحية العلمية :

1- #تمهيد :

ما يسمى بـ"قانون الجذب" لا يمت للفيزياء بصلة حتى هذه اللحظة ، وهو عبارة عن فرضيات لا تحمل قوة الإثبات التجريبي ، ولذا فمن الممكن أن ندرجه تحت الميتافيزيقيا - أي تخمينات غيبية- حتى يتم إثباته علمياً وتجريبياً.

2- #ما_هو_قانون_الجذب :

ما يسمى بـ"قانون الجذب" بصورته الحالية والذي يقول باختصار: (المتشابهات تجذب المتشابهات) وأنك إذا فكرت في شيء ما بتركيز : فإن هذا الشيء سينجذب لك وستحصل عليه ، وأن المهم هو أن تفكر في الشيء وتركز عليه وتسأله في داخلك ، وأنه عندما تكون ذبذباتك متوافقة مع ذبذبات هذا الأمر ، فإنك ستكون قادراً على جذبه نحوك واستقباله.

كأن نفكر في سيارة وعندما تكون ذبذباتنا متوافقة مع ذبذبات السيارة المطلوبة ، فإننا سنحصل عليها بكل تأكيد 

3-#علمياً_ما_يسمى_بـقانون_الجذب_ليس_قانوناً:

ما يسمى بقانون الجذب لم يستكمل أركان وشروط القانون علمياً ، لذا فهو ليس بقانون ، إنما في أفضل أحواله فرضيات لا إثباتات تجريبية تدعمها ، أو خزعبلات لا أصل لها أو عقائد دينية مستوردة !

ما الفرق بين القانون والنظرية والفرضية :

أ- الفرضية : هي مقترح يشرح ظاهرة معينة مبني على تصورات معينة ، وحتى تكون الفرضية مقبولة علميا يجب أن تكون ضمن نظرية مثبتة علميا وتجريبيا .

ب- النظرية تعتبر تفسير لظاهرة مشاهدة يؤكده تجارب معيّنة وهي بهذا نتاج عقل بشري ليست معصومة من الخطأ فقد تدخل عليها تعديلات أو حتى إلغاءها ووضع نظرية أخرى مكانها .

ج- القانون : التعميمات التي قد تكون في شكل تعبيرات وصفية أو صيغ رياضية تصف ظواهر طبيعية مشاهدة " ومن أمثلة القوانين المألوفة قانون الجاذبية فالأجسام تنجذب إلى الأرض بقوة تتناسب مع كتلها

فالقوانين : القواعد النظرية التي تصف كيفية حدوث أمر ما اعتمادا على صحة التجارب المختبرية دون وجود تجربة واحدة خاطئة.

وبناء على ما سبق من تعريف القانون : فإن ما يسمى بـ"قانون الجذب"التعريف غير مكتمل الأركان ، حيث أنه يستند فقط إلى حكايات وأدلة قولية ، بالإضافة لعدم إمكانية إثباته ولا نقضه تجريبياً ، وينبني على إدعاءات وتفسيرات فيزيائية مغلوطة لا أساس لها من الصحة .

4- يقول الدكتور الفيزيائي طلال العتيبي : 

( إن الأساس لما يسمى بـ"قانون الجذب" باطل ، لأن التفسيرات الفيزيائية التي وردت في كثير من أطروحات ما يسمى بـ"قانون الجذب" ولقاءاتهم التلفزيونية ، لا يستند الى أي حقيقة علميه معتمده ، بل شاب تفسراتهم العلمية الكثير من المغالطات خصوصاً في مسألة الجذب والطاقة والذبذبات، والتي تنم عن سطحية في إدراك الأسس العلمية المتداولة في الأوساط العلمية ، حيث يدعون أن هناك الطاقة الموجبة والطاقة السالبة":

وعلميا الطاقة واحدة لا سالبة (-) ولا موجبة (+) ، إن استخدام الإشارات (سالب وموجب) هي للتمثيل الرياضي فقط ، كأن نقول الطاقة الخارجة من الجسم سالبة والداخلة اليه موجبة ، كما نستطيع أن نفرض العكس تماما وهو صحيح أيضاً، لذا فتغيير الإشارات لا يغير في المدلول الفيزيائي).

 

وهذا لقاء مهم أجراه الدكتور محمد العوضي مع المهندس الفيزيائي طلال العتيبي حول ما يسمى بقانون الجذب .

http://alziadiq8.com/86973.html

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين