كيف تتكرر الأحداث في وطننا العربي دون أن نتعلم منها شيئا؟


في العراق دخل الإيرانيون وجيشوا الحمقى والمغفلين من أتباعهم الشيعة بمشروع سياسي ألبسوه لباسا دينيا طائفيا وحرضوا الشيعة العرب الذين اقتنعوا أن ولائهم لفارس أفيد لهم وأسرع لإرضاء مهديهم المسردب وإرضاء طموحهم السياسي وإرضاء نزعتهم الإنفصالية.
حارب الإيرانيون أهل السنة العراقيين بأيدي العرب الشيعة وحكموا العراق بدعم أمريكي إسرائيلي واضح وهم ينفذون الآن هناك التطهير العرقي بأجلى صوره وأشكاله تحت سمع العالم كله وبصره وبموافقته ودعمه أيضا.
في سوريا تكرر الأمر قامت ثورة كادت أن تطيح بالمجرم الكيميائي القاتل لولا تدخل الإيرانيين للمرة الثانية أفلتوا هنا جحافل القتلة من حزب اللات وأقنعوا العلويين أنهم شيعة مع أن أصل المذهب الجعفري أنه يكفرهم وصوروا لهم حماية المراقد مفاتيح لدخول الجنة بكفالة علي والحسين. وأشعلوا في نفوسهم حلم احتلال المنطقة وإقامة الدولة الشيعية على غرار الدولة الفاطمية. مرة أخرى لعب الملالي ورقة الطائفة والدين بكل ذكاء ووجدوا من يتجاوب معهم بكل غباء.
في لبنان كان الأمر قد استقر منذ زمن طويل للطائفة تحت شعار المقاومة والممانعة وحرب اليهود الذين كانوا يمولون ويمدون إيران بالسلاح أثناء حربها مع العراق، طبعا التبرير جاهز: نحن في حالة حرب من أجل البقاء وديننا يبيح لنا الاستعانة بالشيطان نفسه فلماذا لا نأخذ السلاح من إسرائيل أو من الشيطان الأكبر حتى؟
في البحرين لعب الإيرانيون بالشيعة العرب نفس اللعبة أنتم المستضعفون والحاكم هو المستبد الذي يجب التخلص منه ونحن معكم ومن ورائكم وسنمدكم بكل ما تحتاجون المهم أن نحكم نحن البحرين وأنتم ستكونون كلاب الحراسة.
في اليمن تتكرر اللعبة للمرة الخامسة حرب إيرانية بايد عربية طائفية تقتنع أن مصلحتها اليوم بالولاء لإيران وأن هذه فرصتها لتسيطر على اليمن.
الغريب في كل هذا أننا لم نتعلم شيئا وأن إيران تحاربنا دوما بأدواتها التابعة لها ممن كنا نسميهم أهلنا ومواطنينا وإخوتنا ولكن الأغرب من هذا أننا في كل مرة نحن المسلمون السنة نغتنم الفرصة ليقتل بعضنا بعضا ويفتك بعضنا ببعض بينما العدو الواحد يتربص بنا جميعا ليبيدنا جميعا ويستبيح ديارنا ويظهر بلادنا منا.
في سوريا نصف المقاتلين مع إيران سنة. وباقي السنة يقاتل بعضهم بعضا تحت كل المسميات المعروفة وغير المعروفة: جيش حر ضد جيش أكثر حرية ونصرة ضد خونه وداعش ضد نصرة وكتيبة علمانية ضد كتبية إسلامية.
في العراق كلما توجهت إيران بأذنابها لقتل المسلمين ترى فئة من المسلمين تقاتل معها تحت أي مسمى: عشائر ضد قبائل وداعش ضد القاعدة وصحوات ضد داعش وقبيلة دهمان ضد قبيلة سهمان أما هم فصف واحد في التنكيل بأهلنا وإحراق بيوتهم وطردهم من ديارهم ليستوطن فيها الشيعة لتحقيق حلم إيران السياسي الأكبر.
في اليمن اليوم نرى نفس المنظر: قوات الحوثي تطرد المسلمين من ديارهم والمسلمون: جنوب ضد شمال وصالح ضد طالح والقاعدة ضد القبائل والقبائل ضد الإصلاح والإصلاح ضد الجيش وهكذا. تأتي السعودية لتكمل المنظر ولن يطول بنا الأمر حتى نرى قوات التحالف تضرب القاعدة وتنسى الحوثيين.
أمة الاستبدال تتيه في متاهات الخلافات يضرب بعضها رقاب بعض تلتف حول كل ناعق وتسمع لكل صيحة بأسهم بينهم شديد وقلوبهم شتى ليس لهم رأي وليس لهم قيادة ملوكهم خشب وشبابهم ضائع والعدو واحد والضرب شديد وتتكسر النصال على النصال وتنكأ الجراح الجراح.
مازال هناك أمل في شباب ليس لهم في كل هذا سوى صبرهم وصدقهم وثباتهم وإيمانهم ولكنهم بحاجة إلى كل دعم وعون. وهم بحاجة أولا إلى أن يتوحدوا على هدف واحد هو إسقاط الطاغية الأكبر. وأن يتركوا كل ما يختلفون حوله إلى ما بعد تحقيق الهدف الأول، وإلا فلن نحلم بنصر ولن نرى النور ولن يعرف أبناؤنا إلا دين الشيعة المجوس.


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين