لمحة عن تاريخ مدينة حلب الشهباء

حلب هي أقدم المدن في العالم، وتقع شمال سوريا، ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد لعبت حلب دوراً مهماً كمركز تبادل تجاري بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق الحرير، وقد كتب عنها وليم شكسبير في مسرحياته في القرن السابع عشر.

فتحها:

ذكر ياقوت الحموي بأنها فتحت صلحاً على يد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وكان على مقدمة جيشه: عياض بن غنم الفهري، وكان ذلك سنة ست عشرة للهجرة (16هـ) كما ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء.

سبب تسميتها:

تعود تسمية حلب إلى رواية مفادها أن هنالك صلة بين المدينة وسيدنا إبراهيم عليه السلام، قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: "وحلب بلدٌ مسور بحجر أبيض، وفيه ستة أبواب، وفي جانب السور قلعة، في أعلاها مسجد وكنيستان، وفي إحداهما كان المذبح الذي قرَّب عليه إبراهيم عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون: حلبَ أم لا؟ ويسأل بعضهم بعضاً عن ذلك، فسميت لذلك حلبا". 

قلعة حلب:

وتعد من أقدم القلاع في العالم، بنيت في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

تم ترميم القلعة عام 1521م من قبل السلطان العثماني (سليمان القانوني)

ثم رممها الفرنسيون في الثلاثينيات من القرن الماضي. 

وتحتوي القلعة على:

1-قاعة العرش: بناها الأمير سيف الدين جكم عام 809م.

2-البوابة المحصنة: وهي من الأشياء المهمة في القلعة.

3-وشيد فيها مدرج حديث عام 1980م.

وتعرضت القلعة لبعض الأضرار بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا.

حلب في العصر الحالي:

وحلب في عصرنا الحالي أكبر وأهم مدينة سورية بعد دمشق العاصمة، فحلب هي العاصمة الصناعية لسوريا، وبلغ عدد سكانها (2) مليون نسمة وفق إحصائية عام 2004م، واشتهرت حلب بقلعتها الضخمة، وبجوار القلعة يوجد الجامع الكبير، الذي فيه مقام سيدنا زكريا عليه السلام، واشتهرت حلب بصناعة النسيج، والذهب، والزعتر، وصابون الغار. 

وتشتهر حلب بمأكولاتها الشهية، التي هي مزيج من المأكولات الشامية منكهة بالتأثيرات التركية والفارسية.

علماؤها:

و (حلب هي مدينة العلماء والشعراء) 

فمن علمائها: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ راغب الطباخ، والشيخ محمد السلقيني، والشيخ أحمد القلاش، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ عبد القادر عيسى، والشيخ محمد النبهان، رحمهم الله تعالى، وغيرهم كثير.

ومن علمائها الأحياء: الدكتور نور الدين عتر، والدكتور أحمد الحجي الكردي، والشيخ مجد مكي، وغيرهم كثير.

وهذه صورة الشيخ مجد مكي وبقربه الشيخ الدكتور محمود ميره الحلبي 

ومن شعرائها: البحتري، والصنوبري، وأبي فراس الحمداني، وعمر أبو ريشة، وفيها بزغت شمس المتنبي، ومما قال فيها: 

كلما رحبت بنا الروض قلنا..........حلب قصدنا وأنت السبيل

مساجدها:

تشتهر مدينة حلب بمساجدها الأموية والعثمانية، ففيها جامع بني أمية الكبير، صمم على طراز الجامع الأموي بدمشق، لكنه أصغر مساحة منه، وفيها جامع العثمانية، وجامع العادلية، وجامع البهرمية، وجامع الخسروية (بجانب القلعة) وتعد قبة جامع الخسروية أكبر قبة في مدينة حلب، لكنها وللأسف دمرت مع المدرسة والمسجد بسبب الأحداث الأخيرة.

وهذه بعض الصور:

جامع العادلية

جامع الخسروية:

جامع البهرمية

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر مدينة حلب من دنس الروس والمجوس، وأن تعود كما كانت في عهدها السابق مدينة الخير والعطاء، والعلم والعلماء، إنه سميع مجيب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين