مفتاح العقول

 

يعتقد كثيراً من المسلمين أنّ أركان الإسلام الخمسة هي الواجب الأول الذي لزم الله بها المسلمين، ولكن في الحقيقة هناك واجب قبلها كلّفنا الله به فأهملناه وغفلنا عنه !

 

عندما ابتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصنام مكة، ورفضها عقله، ولم تجد لقلبهِ سبيلا، بقيّت فطرته تتجنّبُ هذه العبادة حتى وجد غار حرّاء ملاذاً له.

 

جلسّ في الغار يتبصّرُ بحقائق الكون، بين شروق الشمس وغروبها، ومنازل النجوم والقمر، وعظَمة الجبال والصحراء، وحقيقة الموت والحياة !

 

أمام هذه الحقائق الكونية، قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنيناً يتعبّدُ ويتأمّلُ ويتفكّرُ بخالق هذا الكون، خالقٌ يستحقُ اسم الله، فيبدّدُ حيرتهُ ويهديهِ السبيل، هنا نَزَلت اقرأ أمراً موجباً مُفتاحاً لدينٍ عظيم في الوصول إلى الحقيقة.

 

نزلت اقرأ على أمّةٍ أميّةٍ لتخرجها من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة.

 

فاقرأ هي موجب التعارف والعلوم والأفكار، ومنها تأتي الخبرات والمهارات، فجعلها الله مفتاح الحضارات.

 

اقرأ هي التكليفُ الأول الذي أوجبهُ الله لتكونَ جسراً بين الأمم، فتبني مجتمعاً بأطيّافٍ متعدّدة تتعارف به الشعوب على بعضها.

 

اقرأ هي بداية البصيرة وتصحيح العقيدة، وتغيير المفاهيم الخاطئة العالقة بالذاكرة.

 

اقرأ هي واجبٌ لعتقِ الفكر، والإبتعادِ عن الخرافات، وامتلاك الدليل والبرهان.

 

اقرأ هي الوثيقة بين العلمِ والإيمان، فكلّما ازددّنا علماً، ازددّنا يقيناً ومعرفةً وخشيةً لله.

 

اقرأ هي الركيزةُ الأولى للتطوّر ومواكبة العصر، بتفعيلها سبقنا الأمم، وبإهمالها أصبحنا وراءهم.

 

اقرأ هي مفتاح العقول، فهل لها في حياتنا نصيب ؟!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين